| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

داود أمين

 

 

 

                                                                                       الجمعة 20/4/ 2012

 

المسرح الأنصاري
 إضافة نوعية لجوانب الثقافة الأنصارية المتنوعة

داود أمين

إمتدت حركة الأنصار الشيوعيين العراقيين، التي شكلها وقادها الحزب الشيوعي العراقي، وبنى قواعدها ومقراتها في كردستان العراق، بعد إنهيار التحالف مع البعث، إمتدت عقداً كاملاً من السنين، يقع بين 1979 و1989، وقد ضمت هذه الحركة، التي مارست الكفاح المسلح كأسلوب رئيسي للنضال ضد السلطة، مجموعة كبيرة من المبدعين في مجالات الفن والأدب المختلفة، فإلى جانب الشعراء والروائيين والقصاصين والباحثين والكتاب، هناك عدد كبير من الفنانين التشكيليين والموسيقيين ورسامي الكاركتير والسينمائيين والمسرحيين، وقد لعب المسرحيون الأنصار دوراً تعبوياً وثقافياً واضحاً، وفي وقت مبكر من وجودهم ضمن تشكيلات الأنصار، ففي بداية عام 1980، ولم تكن المفارز المقاتلة في منطقة بهدينان وقتها، قد مارست نشاطاتها العسكرية ضد مواقع السلطة، بشكل واسع وكبير، نشط عدد من المسرحيين الأنصار، ومن بينهم النصير الفنان صباح المندلاوي ( أبو النور ) لتقديم عدد من الأعمال المسرحية لأنصار مقر ( يكماله ) وقد فعل الشيء نفسه النصير الفنان فاروق صبري( فرهاد ) يساعدهم عدد من المحترفين والهواة كالنصير لطيف حسن ( أبو واثق) والنصير سلام الصكر( أبو داود ) وغيرهم .

وفي منطقة سوران كان النصير أبو الصوف ( صفاء العتابي ) في نفس الفترة، يُعد ويؤلف ويُخرج مسرحياته أيضاً، ومنذ عام 1980، ومع تضاعف عدد الأنصار القادمين من الخارج والملتحقين من الداخل، ومع إتساع الحركة الأنصارية وشمولها معظم مناطق كردستان، وتوسع المهام الإعلامية والتعبوية للحزب وحركته الأنصارية، إزداد النشاط المسرحي وتضاعف عدد المساهمين فيه من المسرحيين ألأنصار، فأخذت معظم المواقع الأنصارية الثابتة، وفي جميع القواطع، تقدم عروضاً مسرحية متتابعة، ففي قاطع بهدينان نشط الأنصار المسرحيون، سلام الصكر وهادي الخزاعي ( أبو أروى ) وسمير خلف ( أبو سامر ) وعدنان اللبان ( أبو عجو ) وحيدر أبو حيدر وروبرت وداود أمين، في تقديم العديد من الأعمال المسرحية، بل إن بعض المفارز الأنصارية المقاتلة تصدت أيضاً لهذا النشاط، وبادرت لتقديم بعض أعمالها المسرحية في الهواء الطلق، لجمهور الأنصار ولسكان القرى الكردستانية .

أما في نوزنك وبشتاشان ولولان وخواكورك، حيث تنقل فصيل الإعلام المركزي وقيادة الحزب والمكتب العسكري، فقد قدم عدد من المسرحيين أعمالاً هامة كالنصير علي رفيق ( أبو ليث ) والنصيرة نضال عبد الكريم (أم جواد) والنصيرة أيسر شوقي ( سمر ) والنصير صباح المندلاوي وغيرهم .

وفي قاطع أربيل قدم النصير بختيار أعمالاً مسرحية باللغة الكردية، كما قدم مكتب إعلام أربيل مشاهد مسرحية في مناسبات حزبية ووطنية لجماهير قرى منطقة كافية، ونفس الشيء في قاطع السليمانية عندما كان الفنان المسرحي عدنان اللبان هناك.

وكانت نصوص المسرحيات التي قدمت في معظمها من تأليف أو إعداد الأنصار أنفسهم، وقد برز في هذا المجال النصير صباح المندلاوي، والنصير منذر أبو الجبن وسلام الصكر وحيدر أبو حيدر، كما جرت الإستفادة من المسرح العالمي في بعض النصوص، التي تم تطويعها لتلائم ظروف الحركة الأنصارية والمرحلة السياسية، أما الممثلين فكانوا خليطاً من الخريجين المحترفين، ومن الهواة أيضاً، وقد شاركت الكثير من النصيرات إلى جانب الأنصار في تمثيل العديد من الأعمال المسرحية، أذكر منهن الدكتورة جمانة القروي ( شهلة ) وأم نصار وسمر وبلسم عجينة ( سميرة )، وكان جمهور هذه العروض في غالبيته من الأنصار، وفي حالات قليلة يفد بيشمركة الأحزاب القومية الكردية، وسكان القرى القريبة من المقرات الأنصارية، وأذكر إن الرفيق علي رفيق كتب دراسة نشرت قبل سنوات في الثقافة الجديدة، أحصى فيها أكثر من 100 عمل مسرحي تم تقديمها خلال فترة نشاط الحركة الأنصارية خلال العقد المشار إليه .

 

 

free web counter