| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

داود أمين

 

 

 

الثلاثاء 19/8/ 2008



مواسم الثقافة العراقية تزدهر في المنافي !!

يوميات مهرجان الثقافة العراقية الثاني في كوبنهاكن

داود أمين

بعد أسبوعين من الإنتهاء الناجح لأعمال مهرجان الثقافة العراقية، الذي أقامه نادي الرافدين الثقافي في برلين، ولمدة خمسة أيام متتالية، يقيم دار الثقافات العالمية في كوبنهاكن للفترة من 18 ولغاية 22 | 8 | 2008، مهرجان الثقافة العراقية الثاني، والذي سيشارك فيه نخبة من الفنانين العراقيين من مسرحيين وموسيقيين وتشكيليين وسينمائيين من بلدان أوربية مختلفة، وفيما يلي محاولة لتغطية يومية لفعاليات هذا المهرجان الهام، أملين تقديم تقييم موضوعي ومقترحات ملموسة وواقعية في نهايته.

اليوم ألآول من المهرجان
في حوالي الساعة السادسة من مساء الثامن عشر من أب الحالي، كانت كراسي قاعة ( دار الثقافات العالمية ) في منطقة ( النور برو ) في كوبنهاكن، قد إمتلآت بالجالسين ، في حين وقفت أعداد أخرى من الحاضرين، ممن لم تسعهم كراسي القاعة، وهم يتابعون المهرجان الثاني للثقافة العراقية الذي بدأ اليوم أولى نشاطاته، الكراسي هذه المرة صُفت بشكل مختلف قليلاً، فهناك عرض للآزياء الكردية ، وهذا العرض يتطلب منصة خاصة إمتدت من المسرح لوسط القاعة، وفُرش فوقها بساط أحمر، وقد أحاط بهذه المنصة صفان من الكراسي ، وعلى طاولة مجاورة إزدحمت صحون الفاكهة والآلبان والجبن والزيتون والخبز والفستق والبطيخ وأشياء كثيرة أخرى، بالآضافة للشاي والقهوة، كان كل شيء مهيء للمتعة والفائدة والتشويق، الذي بدأ مع الفنان العراقي المبدع ( فنار غالي ) وفرقته الموسيقية المتكونة من ثلاثة عازفين دانماركيين، ألاول على الة الفلوت والثاني على الة الجلو والثالث على الة الآوكورديون ، وكانت أغنية ألآفتتاح من التراث العراقي وهي (أشكر بشامه .. يابو إبتسامه !) وقد إستقبلها الجمهور بالتصفيق والآستحسان.
ثم القت السيدة ( سارة جاكوبسن ) مديرة دار الثقافات العالمية كلمة قصيرة رحبت خلالها بالحاضرين ، وأشادت بدور المنسق العام للمهرجان الفنان العراقي ( خليل ياسين )، وتمنت للجمهور أياماً ثقافية غنية بالمتعة والفرح .
بعدها أعطيت الكلمة للسيدة (يلدز أكدوكان ) عضو البرلمان الدانماركي عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي ، والتي تحدثت بعد ترحيبها بالحاضرين، عن أهمية الثقافة في حياة الشعوب وتنوعها وغناها ، وأهمية تلاقح الثقافات وتعايشها والتفاهم فيما بينها ، وأعتبرت ذلك طريقاً لفهم الآخر ولآحترامه ، وأشادت بالثقافة العراقية وثقافة شعوب الشرق عموماً، وقالت إن حزبها يحترم هذه الخصوصيات ويقدرها ويدعو لآزدهارها وتنميتها في بلد مثل الدانمارك.
ثم تقدمت سيدة بالزي الكردي لتعلن عن بدأ عرض الآزياء الكردية ، الذي دشنه طفلان كرديان إستعرضا بملابسهما الكردية الجميلة مع موسيقى كردية مناسبة، وتوالت العارضات والعارضون، من الشابات والشبان، يتناوبون السير متخطين خشبة المسرح نحو المنصة الخاصة لعرض الآزياء ، وكانت متعة الجمهور وسعادته كبيرة بحديقة الألوان المتحركة أمام أبصار الجميع، إذ أدرك الجمهور كم هي غنية وراقية هذه الذائقة الكردية وهي تُبهر الحاضرين بهذه التصاميم المتنوعة وهذه الآشكال المدهشة من الآزياء الشعبية المتراكمة منذ قرون .
وحتى تكتمل الفرحة ، ويقدم الشعب الكردي نفسه من خلال ثقافته وأزيائه، فقد بدأت الدبكة الكردية التي شارك فيها ست فتيات جميلات مع شابين وسيمين ، وكانت الموسيقى لا تحرك هذه النخبة من الفتيات والفتيان الذين توسطوا القاعة فقط، بل حركت جمهور الجالسين أيضاً، ذلك الجمهور الذي كان ينتطر إشارة المشاركة، وما أن تلقفها حتى هب ليتضاعف عدد الراقصين عدة مرات وليعش الجميع، مساهمين ومشاهدين بهجة هذا الفرح الجماعي الذي صنعته هذه الفقرة الجميلة .
وبعد إستراحة قصيرة تقدم المنسق العام للمهرجان الفنان ( خليل ياسين ) بعكازتيه ( بعد أن أصيب أثناء الآعداد للمهرجان ) وتحدث قليلاً عن المهرجان وشكر داعميه من الدانماركيين ( جهات رسمية ) والعراقيين البسطاء (ومن الجدير بالذكر أن السفارة العراقية في الدنمارك كانت قد تعهدت بدعم المهرجان مادياً لكنها تراجعت في اللحظات الآخيرة دون أسباب وجيهة !!!)
ثم بدأت فرقة الفنان ( فنار غالي ) وصلتها الرئيسية فأعجبت وأطربت وأدهشت الحاضرين بما قدمته من أغان تراثية عراقية وعربية إستهلتها بأغنية ( مالي شغل بالسوك مريت أشوفك ) والجميل أن خلفية الفرقة زُينت بشاشة كبيرة كانت تتحرك فوقها مناظر لبغداد النصف ألآول من القرن العشرين ، حيث دجلة وزوارقه وضفافه وحيث شناشيل البيوت البغدادية ومقهى الزهاوي وشارع الرشيد والجوامع والتماثيل وصور الملوك والرؤساء وقادة الفكر والسياسة والثقافة، وكان لوقع هذه الصور مع صوت فنار الرخيم وألات أعضاء فرقته، وهم يقتربون بصعوبة من تلك الألحان العسيرة ، كان لكل ذلك وقع رائع على أسماع وأرواح الحاضرين والذين كانوا يختمون كل أغنية بالتصفيق والمطالبة بالمزيد . ولم يبخل الفنان فنار المتمكن من أدواته من إعطاء المزيد فغنى للآخطل الصغير قصيدة رائعة ، أعقبها بموشحات أندلسية سحرت السامعين .
بعد هذه الوصلة كانت الفرصة للفنان العراقي التشكيلي ( علي جبار ) حيث باشر بورشة عمل مباشرة أمام الجمهور ، وأنجز في أقل من نصف ساعة عملين تشكيليين مرتجلين فيهما مادة لونية وموضوعية دالة على خبرة ودراية لدى هذا الفنان المبدع .
وكان مسك الختام لهذه الليلة الآولى من المهرجان ، هي العودة مجدداً مع فنارغالي وفرقته ليبدأ هذه المرة مع أغاني ( سيد درويش ) ونسمع ( مصر يأم العجايب ) و ( الحلوه دي قامت تعجن ) ثم يعود بنا مجدداً للتراث العراقي لنسمع ( كلبك صخر جلمود .. ما حن عليه ! ) ثم ينتقل بنا لآغنية تونسية على وزن الهيوه ، بعدها يغني أغنية فارسية لحناً وكلاماً، وحين ينتهي يطالبه الجمهور بالمزيد فيعيد أغنية ( مالي شغل بالسوك مريت أشوفك ) وبفنار وفرقته ينتهي اليوم الآول من أيام مهرجان الثقافة العراقية في كوبنهاكن ، أملين أن نلتقي في الغد مع السينما والمسرح واليوم الثاني من أيام المهرجان .
 


 

free web counter