| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

داود أمين

 

 

 

                                                                                       الثلاثاء 18/10/ 2011

 

التيار الديمقراطي في الدانمارك
أمسية شعرية للشاعر العراقي أحمد عبد الحسين

داود أمين

وسط العاصمة الدانماركية كوبنهاكن، وضمن نشاطاته المتواصلة منذ تأسيسه، نظم التيار الديمقراطي في الدانمارك، وبالتعاون مع جمعية الأنصار الشيوعيين، يوم الأثنين 17|10|2011، أمسية شعرية للشاعر العراقي المبدع أحمد عبد الحسين.

الشاعر عبد القادر البصري، وبعد أن رحب بالضيف وشكر جمهور الحاضرين، قدم زميله أحمد تقديماً حياتياً وأبداعياً، مشيراً لولادته في بغداد عام 1966، وإنهائه لدراسته الإبتدائية والمتوسطة فيها، وإلتحاقه بأكاديمية الفنون الجميلة قسم الفنون التشكيلية وتخرجه منه، وإلتحاقه بقادسية الحرب وهروبه منها، ثم خروجه عام 1990 من العراق، إلى إيران فسوريا فلبنان، وأخيراً هجرته إلى كندا عام 2000، وعودته مجدداً إلى العراق بداية عام 2006 ، كما أشار الشاعر عبد القادر البصري، وهو يستعرض السيرة الإبداعية لزميله الضيف، إلى الدواوين التي أصدرها، ومنها ( عقائد موجعة ) و ( جنة عدم ) والعمل الصحفي والإعلامي الذي مارسه أحمد عبد الحسين ، إلى جانب كتاباته الشعرية والنقدية المتواصلة، وإشغاله حالياً لمسؤولية القسم الثقافي في صحيفة الصباح العراقية، ثم فسح المُقدِم في المجال لزميله الضيف ليقدم لجمهوره نماذج من قصائده الرائعة، بدأها بقصيدة ( عنقاء المغرب ) والتي جاء :

طفل لاعب باللاهوتْ
يجادل عن تأريخه في شقّ جدارْ
وجه يطلّ من النافذة باكياً:
تنفست هواء الفجر قبل أن تلوّثه أنفاس العامة
تنفست هواء الفجر بعد أن لوّثته أنفاس العامة
قـرأت كـتاب أصـول الفـقـه
ومحوت اسمي من بين الأسماء
لقد نجوتْ
جيوش عتيقة
تريد أن تتنفس على حسابي
أسرى يريدون أن يدخلوا الجنّة بعينين مغمضتين
لكني عندما أكمل كتابي
سيكون كل شيء كما لو لمعان قرية منكوبة على حافة الفجرْ،
عندما أكمل كتابي
ذهب حزين ودم أشقرْ
يتصبب على العتبة،
سرجنار وألف عام من الصبية يتهامسونْ
في ينبوع مختوم،
وسأولد
من لا أبْ
يستعير ألسنة الظلمات ويوردها في غير موردها،
ومن لا أم مثل عنقاء المغربْ
تجرجر تماثيلها إلى المطبخ،
سأولدْ
لأرى الجنة في ثنايا جنة ملفوفة بالخرق ومقذوفة من النافذة،
سأولدْ
لأشم رائحة عبيد مصفّدينْ
يخوضون في أهوار جافة،
من أجل هندسة عمياء تقول الحقّ معي،
سأولدْ
من أجل قفل في باب عدوّي يقول: اغفر لي أنا الخاطئ،
سأولدْ

فمن هذه الأنقاض،
من بابل وأسباط يتفسّخون في الكتب،
من رعشة صبيّ تائه بين البردي،
من صخرة مسبيّة
تدفن كلكامش في أحشائها لئلا يستدل عليه أحدْ،
من ذلك كله يولد أحمدْ
نظيفاً ومقموعاً
وكل شيء يلقّنه الذهب والماء الباردْ
ويقول له: لا تكبرْ
بعدها قرأ الشاعر قصيدة زهرة سوداء والتي جاء فيها :
أكرر سؤالي
وفي خاطري أسماء كل أؤلئك الذين إنتهوا إلى هذا الحطام الشفيف
الذين تكسرت مراياهم
وهم يتتبعون المسار اللعوب لهذه الأميبيا المقدسة
وإلا كيف يُعقل أن شخصاً ما
في جلسة خمر
تذكر فجأة أنه هو وروحه شيئان متناقضان
وإنهما معاً فائضان عن حاجة العالم؟
لعله إرتبك ليلتها
ضحك من الرعب، أو أخفى قلقه بالتدخين
غير إنه حين عاد إلى البيت
وقبل أن ينام
كتب في مفكرته : ( الروح خنثى )
وعندما إستيقظ لم يعرف بالضبط ماذا أراد

ثم قرأ مجموعة أخرى من القصائد وختمها بقصيدة ( كربلاء الوقت ) والتي جاء فيها :

كلما استجمعتُ رعب قلبي وقلت بالحاضر الدافق أجلوه، بالينبوع الذي ولد معي، رأيت اني جئت من قبلُ أو من بعدُ وأن لا وقت لي يصلح أن أسميه الآن. فالآن فواتُ أوان.
وكلما تهيأتُ وتعبأتُ وقلتُ قامت قيامتي، ألقي في روعي أني من الأمس، من الديمومة التي غسلت حتى صارت مزقاً.
من القديم أتيتُ
وفي القديم باشرتُ زمناً كنت أظنه الآن
فإذا هو منقلبُ الوقت ويأسُ الحاضر من نفسه وعجزه عن أن يكون.
أنا في فوات أوان
أو لأقلْ أنا في بهتان الأبد، صدقت ما لم يعدني به أحد
صدقت أن سيأتي الوقت وأجيء معه ويصح لي حينها أن أقول (أنا) دون أن يهجرني حاضر أو يمكر بي أوان.
لكني مكذوب علي
مهجور الحاضر أنا
أرمل اللحظة
يتيم الأزمنة كلها
لي كربلاء، وكربلائي لا تنقضي بسهم مثلث ونار تأكل الخيام، كربلائي_ الوقتُ، ماضية في حضورها، وتتشبه بالمستحيل،
إنها كمثل ياقوتة اليأس
تجدد نفسها في كل آن
في كل آنِ فوات الأوان .

وبعد القراءات الشعرية الممتعة التي قدمها الشاعر أحمد عبد الحسين، أعطيت الفرصة لجمهور الحاضرين لتبدأ مجموعة من الأسئلة والمداخلات التي تناولت الوضع الثقافي العراقي داخل الوطن ودور ومكانة المثقفين العراقيين في المشهد السياسي الحالي، والأجيال الجديدة من المبدعين الشباب، وقد تحدث الشاعر أحمد بوضوح وصراحة عن سياسي العراق الحاليين واصفاً إياهم ( بوحوش لم تقرأوا عنهم في الكتب ) وبأن كل واحد منهم، هو مقسوم لنصف لص ونصف سياسي فاشل، وقال إنهم يعيشون لامبالاة إزاء ما يتعرض له الوطن من كوارث، وقال إن العراق يعيش حالة إنحطاط غير مسبوقة! وقد أثارت آراءه وملاحظاته الكثير من الجدل المثمر، حتى نهاية الأمسية التي إستمرت حوالي ساعتين، والتي كانت غنية ومفيدة لجمهور الحاضرين في كوبنهاكن .



 

free web counter