| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

داود أمين

 

 

 

                                                                                       الأحد 17/4/ 2011

 

شروق وسفانه حلوائي طبيبتان عراقيتان في مستشفيات الدانمارك

داود أمين

شروق وسفانه هما الإبنتان الكبرى والصغرى للمناضل الشيوعي المعروف جاسم حلوائي،وهما مثل أمهما وأخيهما صفاء تنقلتا، بسبب ظروف نضال والدهم داخل الوطن، من بيت حزبي لآخر، ومن منفى لمنفى،لكن تلك الحياة النضالية الصعبة، والظروف القاسية وغير الطبيعية التي عاشتها العائلة، لم تمنع البنتين الذكيتين والموهوبتين، من أن تحققا أحلامهما الخاصة، بالحصول على أعلى الشهادات، وآحلام والديهما في أن تكون لهن مكانتهن المتميزة في العمل والحياة، وأن تؤسسا أسراً سعيدة هانئة.

طريق الشعب وهي تُبحر في رحلتها مع الجاليات العراقية في المنافي الكثيرة، إلتقت الدكتورتين شروق وسفانه، وكان هذا الحوار :

سؤالي الأول لشروق وسفانه كان عن سنة التخرج والدولة التي تخرجتا منها، وهل عملتا قبل مجيئهما للدانمارك؟
- تجيب الدكتورة شروق قائلة : أنا خريجة جامعة بيروكوف للطب في موسكو عام 1991. ولم أعمل في مكان آخر قبل مجيئي للدانمارك،أعمل حالياً ومنذ عام 1995 طبيبة في أحد المستشفيات الدانماركية.

- أما الدكتورة سفانه فتقول : أنا درست الطب في العاصمة البلغارية صوفيا، وتخرجت منها عام 1995، وكان إختصاصي إنعاش وتخدير، ولم أعمل قبل مجيئي للدانمارك في أي مكان آخر.

وأسأل الطبيبتين : متى وصلتما للدانمارك؟ ومتى وكيف حصلتما على العمل هنا، بمعنى هل كانت هناك صعوبات في ذلك ؟
- تجيب الدكتورة شروق قائلة : قدمت إلي الدنمارك سنة 1992 وبعد حصولي علي اللجوء السياسي درست اللغة الدنماركية ومن ثم عادلت شهادتي الجامعية وذلك بتقديم خمس امتحانات في خمس مواد طبية. وأسوة بأي طبيب دنماركي جديد، عملت طبيبة مقيمة لمدة سنة ونصف قضيتها في جنوب الدنمارك.
وبعد انتهاء فترة الإقامة قدمت طلباً للاختصاص بالطب العام وكانت مدته أربع سنوات، فتم لي ذلك، وبعد حصولي علي هذا الاختصاص عملت في مستشفي لم يكن فيها أخصائي في إمراض الرئة والجهاز التنفسي وكان في القسم عدد كبير ممن يعانون من هذه الامراض، فبدأت اهتم بهذا المجال وأحببت أن اختص فيه. فحصلت علي دراسة اختصاص في كوبنهاجن مدتها 5 سنوات والتي أنهيتها في آذار 2010. وجدير بالذكر أن المدد التي قضيتها في الاختصاص هي ضمن عملي الوظيفي كطبيبة.
وأنا ألان مسؤولة قسم أمراض الرئة والجهاز التنفسي في مستشفي "هيلورغد" في العاصمة كوبنهاكن.

- على نفس السؤال تجيب الدكتورة سفانه قائلة : وصلت الدانمارك عام 1996، وسكنت في مدينة نيكوبنك، وبدأت بدراسة اللغة الدانماركية، وعندما أنهيتها قدمت خمسة إمتحانات طبية عام 1999، وأنهيتها بنجاح، بعدها ذهبت لمستشفى المدينة التي أسكنها وقابلت رئيس الأطباء، وطلبت منه أن أعمل في المستشفى كمتدربة لمدة شهر فوافق، بعدها حصلت على العمل بسهولة.

قلت للدكتورتين : لننتقل لموضوع آخر يتعلق بمستواكن العلمي قياساً لزملائكن من الأطباء الدانماركيين؟ بمعنى آخر رأي مرؤوسيكم ومرضاكم بما تقدمانه ؟
- الدكتورة سفانه تبادر بالقول : من الصعب الإجابة على سؤال كهذا، فمدح النفس ربما شيء غير محبب، ولكن لا بد لي من ذكر أن هناك إختلافاً بين النظام الدراسي الذي تخرجت منه في بلغاريا ونظام الدراسة هنا في الدانمارك، هنا يمكن للطالب أن يبحث، في حين في بلغاريا يقتصر البحث على أطباء الإختصاص، كما إن الجزء النظري في دراستي في بلغاريا كان ثقيلاً رغم فائدته.

- أما الدكتورة شروق فقالت إنها أجابت عن ذلك في السؤال السابق، فالموقع الذي تحتله بإعتبارها رئيسة قسم هام في المستشفى يوضح التقييم الإيجابي من قبل زملائها ومرؤوسيها.

قلت للدكتورتين : لننتقل لظروف العمل هنا، ما هو رأيكن فيه، من حيث توفر الأجهزة الطبية الحديثة والبنايات الجيدة للمستشفيات، والخدمات الممتازة المقدمة للمرضى، من أسرّة وطعام صحي ونظافة تامة.. الخ؟
- تجيب الدكتورة شروق قائلة : بالنسبة لظروف العمل فهي مختلفة من مرحلة إلي أخرى ومن مستشفي إلي غيرها. كل بداية صعبة خاصة في الطب بسبب قلة الخبرة، وحجم المسؤولية. بالنسبة للطبيب المختص يختلف الأمر، فبالرغم من أن المسؤولية اكبر من السابق ولكن سعة الخبرة تجعل العمل سلسا وجميلا أضافة إلي الإمكانيات التكنلوجية العالية التي تجعل إمكانيات التشخيص أسهل وأسرع وهذا لصالح المريض والطبيب.

- أما الدكتورة سفانه فقالت : أنا حالياً أعمل في مستشفى الجامعة، الذي بنيَ في السبعينات، وهذا المستشفى يأخذ كل الحالات المستعجلة القادمة من المستشفيات القريبة في المنطقة، وهذا يخلق لنا بعض المشاكل، ويجعل الإهتمام بالمرضى ليس سهلاً في كل الأوقات، خصوصاً عندما يكون عدد الموظفين قليلاً، أما عن الخدمات المقدمة كالطعام مثلاً، فهنا يمكن للمريض أن يحجز الطعام الذي يريده .

لننتقل لموضوع آخر ( قلت للطبيبتين ) ما هو رأيكما بساعات العمل والرواتب التي تتقاضايانها، والإجازات ؟
- الدكتورة شروق تبادر للإجابة قائلة : إن ساعات العمل في كل القطاع العام في الدنمارك محددة وهي 37 ساعة في الأسبوع، مما يجعلنا من المحسودين مقارنة بأكثر الدول الأوربية.أما الراتب فيرتفع بما يتناسب مع سنوات الخدمة والدرجة العلمية والاختصاص، ولم اسمع طبيباً دنماركياً مختصاً يتذمر من راتبه الشهري، لكن أكثر الدنماركيين يتذمرون بسبب كثرة الضرائب التي تصل إلى 60% مع زيادة الراتب.

-
الدكتورة سفانة أضافت قائلة : أنا مرتاحة للراتب الذي أتقاضاه وأعتقد أنه مناسب جداً، وكذلك أحصل على عطلي القانونية بشكل طبيعي .

قلت : إن التأمين الصحي لجميع المواطنين، هو جزء من النظام السياسي والإجتماعي في الدانمارك، ما هو رأيكما في هذا النظام؟ وهل هناك مستشفيات أو عيادات خاصة في الدانمارك ؟
- تقول الدكتورة شروق : بالرغم من أني لست من مشجعي القطاع الخاص، لكن وجوده أحياناً ضروري، لتخفيف الضغط عن القطاع العام، بشرط أن يقدم نفس المستوى العالي من الخدمة التي يقدمها القطاع العام. أما عن الضمان الصحي العام فهو أحد الأعمدة ألرئيسية التي يرتكز عليها مجتمع الرفاهية في الدنمارك، ولكن مع هذا تطرح بعض الأحزاب اليمينية بين فترة وأخرى، مقترح تعديلات على هذا القانون، من شأنها تحميل المواطن تكاليف بعض الخدمات الصحية. إن النظام الصحي في الدنمارك لا يخلو من مشاكل وهو في تغير وحركة دائميتين لكون الضمان الاجتماعي والصحي هو مدار صراع مستمر بين الأحزاب السياسية. ومهنة الطب لا تخلو من مشاكل فان تطور الطب السريع سواء في المجال التكنلوجي أو على صعيد البحوث الجديدة تملي علينا تغيير القديم بالجديد، لمواكبة التطور في أوربا خاصةً والعالم عامةً، ولم يتم التغيير بسلاسة أحياناً.

وأخيراً أسأل الدكتورتين العراقيتين : هل لديهن معلومات عن الوضع الصحي في العراق؟ وهل ترغبان في العودة لبلدهما في حالة توفر الظروف المناسبة ؟
- الدكتورة شروق تجيب قائلة : نعم أنا لدي اطلاع عن أحوال الطب في العراق و أتألم كثيرا لظروف عمل زملائي وأحوال المرضى هناك. إن كل طبيب يحلم بتوفر الإمكانيات الكافية لإنقاذ ومعالجة مرضاه بأحسن ما يمكن وأن يتقاضى ما تستحقه شهادته وخبرته، وذلك غير متوفر في عراق اليوم.
أنا لا أفكر بالعودة إلى العراق نظراً لهيمنة أحزاب الإسلام السياسي على شؤون الدولة والمجتمع، هذه الأحزاب التي تنظر إلى المرأة باعتبارها ناقصة عقل وتعاملها على هذا الأساس وتمارس الضغوط المباشرة وغير المباشرة عليها لارتداء الحجاب، ولا تحترم حقوق المواطن وحريته التي نص عليه الدستور العراقي. وأعتقد أن لا خلاص لعراقنا الحبيب من هذه التعاسة إلا بفصل الدين عن الدولة.

- أما الدكتورة سفانه فأجابت على هذا السؤال قائلة : أنا معلوماتي قليلة عن الأوضاع الصحية في العراق، وبصراحة لا أستطيع القول إن لدي حالياً رغبة للعودة للعراق، فأنا أم ولدي مسؤولية تجاه أطفالي، الذين لهم علي كل الحق، ويجب أن أوفر لهم حياة سعيدة وآمنة،
ولكن لدي رغبة شديدة للعمل في العراق لأساعد لفترة معينة إذا ما تحسن الوضع الأمني .




نشر الموضوع في طريق الشعب  العدد 164 الاحد 17 نيسان 2011‏


 

free web counter