| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

داود أمين

 

 

 

الأحد 15/6/ 2008



في حوار مشترك
مع مدير “موقع الناس”
ورئيس قسم الإعلام في ألأكاديمية العربية المفتوحة
عن حرية الصحافة وسلطتها

داود أمين

في الخامس عشر من حزيران عام 1869 صدرت صحيفة (الزوراء) أول صحيفة عراقية، وقد أُعتبر يوم صدورها عيداً للصحافة العراقية، وفي هذه المناسبة التقت (طريق الشعب) الدكتور حسن السوداني رئيس قسم الإعلام في ألأكاديمية العربية المفتوحة في الدنمارك والأستاذ يونس بولص متي رئيس تحرير موقع (الناس) الالكتروني، وكان هذا الحوار:

طريق الشعب: خلال عمرها المديد هل تعتقد أن الصحافة العراقية إستطاعت أن تترك بصماتها على الواقع العراقي، وأن تكون حقاً سلطة رابعة الى جانب السلطات الثلاث المعروفة؟

يجيب الدكتور حسن السوداني قائلاً : لعل قراءة موضوعية لتاريخ الصحافة العراقية تعطي مؤشرا حقيقيا على معاناة هذه الصحافة من الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق بعهديه الملكي والجمهوري، فقد اتسم الكثير من فترات العهد الملكي بميزات القمع والاضطهاد للصحافة والصحفيين وهو ما يؤشره حامد الحمداني في كتابه "ثورة 14 تموز في نهوضها وانتكاستها واغتيالها" بالقول (تمادت السلطات الحاكمة في العراق في سياستها المناقضة لمصالح الشعب والوطن، وانتهاكها للحقوق والحريات العامة، وقمع الصحافة، وتزوير الانتخابات النيابية....).

الحريات الصحفية
وإذا كانت الحياة الحزبية في العراق قد بدأت في منتصف الأربعينيات من القرن الفائت فقد زامن ذلك إسناد صحفي متميز تمثل بما تنشره الكثير من الصحف الصادرة آنذاك ما أدى إلى تكالب أجهزة السلطة للاجهاز على الحريات الصحفية ما أدى إلى جملة من التجاوزات ومنها مثلا: " إلغاء إجازة جريدة "العصبة"، وإحالة قيادة العصبة والمدير المسؤول وعدداً من محرري الجريدة إلى المحاكم.

ولاحقت صحف الأحزاب الوطنية: "الأهالي" جريدة الحزب الوطني الديمقراطي، و"الوطن" جريدة حزب الشعب، و"السياسة" جريدة حزب الاتحاد الوطني، "ولواء الاستقلال" جريدة حزب الاستقلال، وقدمت مديريها المسؤولين إلى المحاكم: كامل الجادرجي وعزيز شريف وناظم الزهاوي وقاسم حمودي).

لكن فسحة الحرية التي توفرت مع إطلالة ثورة تموز عام 58 أدت إلى صدور عدد من الصحف منها: المواطن (الحزب الوطني الديمقراطي)، البلاد، اتحاد الشعب (الحزب الشيوعي العراقي)، صوت الأحرار، 14 تموز اليسارية (المحامية نعيمة الوكيل)، الأهالي(كامل الجادرجي) - الرأي العام (محمد مهدي الجواهري)، الثبات اليسارية (محمود شوكت). والعشرات غيرها من الصحف الأخرى.

صدمة 1963
لكن تلك الحرية سرعان ما تلقت صدمة عنيفة بعد انقلاب شباط عام 1963 حيث حاول الانقلابيون أن يستميلوا الصحفيين من خلال إصدار قانون المطبوعات لأجل أن يهتم بمصلحة الصحافيين وحرية التعبير والقبول بالرأي الآخر، فقامت السلطة باستصدار قانون جديد للمطبوعات في الرابع من نسيان من نفس العام، عرف لاحقا بقانون المطبوعات ذي الرقم (24) لسنة 1963 . هذا القانون الذي أصبح حبرا على ورق بسبب عقلية الحزب الواحد والرئيس الواحد وسلسلة الواحد التي لا تنتهي، وكل ذلك يؤشر أن الصحافة العراقية لم تكن يوما سلطة رابعة ألا ما تطلقه هي على نفسها.

الدور التنويري
اما الاستاذ يونس متي فيضيف الى ما قاله الدكتور حسن قائلاً: تمكنت الصحافة العراقية رغم عقود من الظلم والاضطهاد والمضايقات والرقباء من أن تترك أثاراً واضحة على الواقع العراقي، وقد تمكنت الصحافة العراقية (والحديث عن صحافة علنية) وخاصة في العهد الملكي من أن تؤدي دوراً تنويرياً لا بأس به قياساً بتحول جميع الصحف العلنية بعد ذلك إلى أبواق بيد الحكام، خاصة في سنوات الدكتاتورية الصدامية، وبشكل عام لم تتمكن الصحافة العراقية منذ صدور أول صحيفة وحتى الآن من التحول إلى سلطة رابعة، إذ لم يكن هناك سوى سلطة واحدة مهيمنة فتحت السجون ومن ثم المقابر لكل من كان يحمل رأياً مخالفا.

طريق الشعب: من بضعة صحف ذات اتجاه ولون واحد في زمن الطاغية صدام،إلى عشرات الصحف ألتي صدرت بعد السقوط، هل وجد الصحفي العراقي الآن حريته التي كانت مفقودة ؟ وهل حقق المواطن تطلعاته في صحافة حرة وقادرة على الاستجابة لحاجاته ومطالبه؟

يقول الدكتور حسن السوداني: العدد المخيف لشهداء الصحافة العراقية بعد سقوط الصنم يؤكد ثلاث نقاط مهمة تستدعي التوقف والتأمل وهي: توق الصحفي العراقي إلى الحرية وكشف الحقائق والدفاع عن الحريات جعلته هدفا للتصفية لإخافته وإسكات هذا الصوت الذي بدأ يظهر خارج حساب التوقعات، والأمر الثاني أن مجتمعنا العربي والعراقي خصوصا وعلى مختلف مستوياته الفكرية مازال غير مؤهل لتقبل "صدمة " الديمقراطية وتقبل الرأي الآخر وهو ديدن العمل الصحفي واهم مستلزمات قيامه وهذا زاد من عدد شهداء الصحافة العراقية. أما النقطة الأخيرة، فهي تخطيط القوى الخارجية لإضعاف حملة التغيير التي ينشدها العراقيون من خلال إلصاق تهمة قتل الحقيقة وتشويهها باغتيال اكبر عدد ممكن من شهود الحقيقة. لكن صدور عدد كبير من الصحف في فترة قياسية يؤشر ما ذهبنا إليه من التوق الى الحرية وستفرز الأيام وسنوات المخاض الصعب التي يمر بها العراق اليوم من كان ينشد الحقيقة ومن كان يتسلقها لنيل مآربه الخاصة.

من وسط الفوضى
الاستاذ يونس متي يجيب على نفس السؤال قائلا: أعتقد أنه بعد سقوط النظام الدكتاتوري بالشكل المدوي الذي شاهدناه عمت أغلب مناحي الحياة في البلاد حالات من الفوضى ، وكان من الطبيعي أن تشمل مجال الصحافة أيضاً باعتباره كان مجالاً محصوراً بيد النظام ومقتصراً على الترويج له ولمؤسساته ، وانبثقت من وسط هذه الفوضى المئات من الصحف الورقية والالكترونية والمجلات وعشرات الفضائيات ومحطات إذاعية من دون أذونات من السلطة الجديدة ، وبدأت تمارس نشاطاتها من دون أية رقابة أو قيود، وولج المجال الصحفي أناس لا علاقة لهم بمجال الصحافة أو العمل الإعلامي.

طريق الشعب: هل تعتقد أن دور الصحف الورقية سيتراجع أمام الصحف الألكترونية التي تزداد مع الأيام؟

الاستاذ يونس يبادر الى الإجابة قائلاً : تراجعت الصحافة الورقية أمام الصحافة الالكترونية، لسهولة وانسيابية وصول الأخيرة إلى المتلقي، إلى جانب قلة تكاليف الإصدار وقلة عدد العاملين في إصدارها والأهم هو إنها لا تكلف المتلقي شيئا ، إذ تصله مجاناً ... ومع ذلك سيبقى للصحافة الورقية دور غير مستنفذ، سيما في مجال إصدار المجلات.

الدكتور حسن السوداني ينظر الى الأمر من زاوية أخرى أقرب الى العاطفة والشعر عندما يقول: للصحف الورقية لذة شرب القهوة واحتساء الشاي في مقاهينا التي تتنفس عمق المدن الغائرة في التاريخ ولها لذة سماع أغنيات فيروز الصباحية في نادي الطلبة وسط عيون الأحبة والحبيبات، ولها لذة احتدام النقاش في قضية ثقافية بين الشاعر والناقد,

وفي سؤال عن ميزات موقع الناس

قال الاستاذ يونس بولص متي:
وسط هذا الكم الكبير من المواقع لم يعد سهلاً بناء شخصية خاصة بموقع من دون التزام وثبات على منهجية في العمل وتحديد دقيق للأهداف التي من أجلها قد انطلق الموقع، والآصرار على المواصلة، من دون فقدان البوصلة والعمل قدر الإمكان لرفع مستوى الأداء شكلاً ومضمونا.

ايصال المعلومة
منذ ثلاث سنوات وموقع الناس وبإمكانيات متواضعة يجهد في مسعى حثيث لإيصال المعلومة الدقيقة، ومحاولة ترسيخ وتعزيز قيم تحترم الآخر، تختلف معه في الرأي والرؤية ولكنها تحترم هذا الاختلاف .. وترافق ذلك مع حرص واضح في إبعاد الموقع وصفحاته عن المهاترات والانتقاص من الآخرين ومحاولات الطعن والتجريح.

(طريق الشعب): في سؤال للدكتور حسن السوداني: أنتم تشغلون الآن مسؤولية قسم الأعلام في الأكاديمية العربية المفتوحة في الدنمارك، هل يمكن تقييم عمل القسم، وهل تعولون على طلبته في إعلام متطور؟

يجيب الدكتور حسن قائلاً : عمر القسم لم يتجاوز ثلاث سنوات لكنه يضم عددا من الأقلام والخبرات الصحفية التي تجاوز عمرها الصحفي الكثير، وذلك يعني أن مسؤوليتنا تنصب في التعامل مع محترفين وليس مع طلبة يتلمسون طريقهم الصحفي أول وهلة. كما يضم القسم العديد من مراسلي القنوات الفضائية وإداريين في الفضائيات وأصحاب مواقع الكترونية ناشطة ومن هنا فنحن نتعامل مع نخبة من الصحفيين الذين تجاوزوا مرحلة كيفية إعداد الخبر إلى مرحلة صناعة الخبر وهو فارق شاسع نتحمل أعباء النهوض به من خلال كادر تدريسي متمرس في عالم الصحافة,


 


 

free web counter