| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

داود أمين

 

 

 

                                                                                       الأحد 13/2/ 2011

 

 ( العراق يستحق الأفضل )
شعار الديمقراطيين العراقيين في الدانمارك

داود أمين

وجه أربعة من الديمقراطيين العراقيين المقيمين في الدانمارك، وهم داود أمين، شاكر الناصري، شمال عادل سليم، وهاشم مطر، نداءاً عنوانه { العراق يستحق أكثر } إلى عدد من الشخصيات الديمقراطية العراقية من النساء والرجال، داعين إياهم لحضور لقاء تشاوري لمناقشة مضمون النداء، والمبادرة لتشكيل التيار الديمقراطي في الدانمارك، وكان نص النداء مايلي :

“العراق يستحق اكثر”

كثيرا ما تحدثنا عن الدكتاتورية ومظالم الأنظمة، وكثيرا ما تحدثنا عن بلد ظل يعاني الأمرّين على امتداد تأريخه الذي ملأته المآسي والأحزان على مر العصور، عن قحط وحروب وضحايا ومفقودين وثكالى وأناس فاتهم زمن الحب. تحدثنا وقرأنا وكتبنا بوجع وأنين، عن حرمان وفواجع، عن ناس يموتون او يقتلون وآخرين يولدون ليكونوا وقوداً لحروب واحقاد المعتوهين، واخرين ماتوا وغيبوا بسبب ما تصفه الحداثة بغياب«حرية الرأي او المعتقد».

وكثيرا ما ندبنا حظ وطنٍ لم يحصد غير الكوارث والجوع والتخلف. تحدثنا عن قوميات واقليات تباد تحت حادلة الاحقاد وفكرة التاريخ الذي لم نفهمه، او ربما فهمناه بأختصار فيما بعد، هو الوريث الشرعي لسلالة قطع الرؤوس. تحدثنا عن جغرافية الأرض التي نفخر بأنها مهد الشرائع والحضارات فنعيش بوطن دون تشريع، تحدثنا عن اديان وطوائف واحدة تسود واخرى لا يسعها حتى الانصراف الى داخل معابدها بسلام . تحدثنا عن احكام وشريعة واحدة تستطيب احكامها وتنسى احكام الأرض التي عليها تعيش، واخرى تحاول البقاء. تحدثنا حول موائد من ورق الجرائد وطاولات المقاهي المجردة إلا من إستكان الشاي الذي لم نملك ثمنه، وبيوتاً اورثتنا امراض الربو والروماتيزم وامراض عضال. تحدثنا عن كل استحقاق بسيط لوطننا إلا مصيرنا. تحدثنا عن قوافل المهجرين وما انتهى بهم المطاف الى شوارع وازقة المغتربين في «كوجه مروي» و «السيدة زينب» وانتهينا الى بلدان المهجر «الرحيم»، عندما بدأنا بدفن اول موتانا، احبتنا الذين نفتقد.

واختلفنا بامور لم نكن فيها طرفا وناصرنا اطرافاً ظالمة من جمهوريات متلاحقة لا تحمل من الحداثة الا اسماً. لم يسألنا احد عن أمر يخص البلاد او يخصنا شخصياً، لكننا اختلفنا، فبقيت اسئلتنا تأكلها موائد الإغتراب وتنهشها خلافاتنا وتحزبنا لأرائنا، واختلقنا لها من وحي الخيال ما يرضي ثقافة كل واحد منا ونسينا حكمة الخلاف بأن «لا رأي لمن لا يطاع».

تحدثنا بسرور كبير بأن اراءنا اثبتها الواقع ولكن الواقع بكل اسف كان اقسى في كل مرة واشد ضراوة واكثر امعاناً بقتل ابناء الفراتين. وبنشوة الكشف المبكر سعدنا لإكتشافنا الأثير بأن «نظرية المؤامرة» هي المسؤول ونسينا ان العالم الجديد تحكمه ارادة من يطلب الحياة. لكننا سعدنا حقاً، عندما سقط الصنم لكنها كانت فرحة لم تدم حينما انسحب كل الى طائفته وحزبه وتركوا العراق تمزقه الأحقاد.

هذه ليست ديباجة عاطفية لبيان، وإنما دعوة من بيئة الإغتراب المملوء بالأسئلة التي شغلتنا وجعلتنا فقط من المتلقين لقرار الوطن الذي يتنقل ككرة التنس بين لاعبين (أشداء) يتقنون حرفة الموت والدمار والفساد وحرق الأوطان. ونحن الضعفاء الاكثرية الأقل (جسارة)، لا حول لنا ولا قوة، لأننا ندرك قيمة الحياة، ونلخّص حياتنا على نحو امنيات ظلت يتيمة كذلك لمن سبقنا على منوالها منذ قرون، أناس يماثلونا بحسن النوايا وغرابة الأطوار، ولحد الأن. مات من مات ومن عاش فهو ميت والحال سيّان، اخوة لنا في وطننا يشاطرونا الرأي ويعيشون «الوطن غربة»، ممن سلبتهم الأنظمة اراداتهم واذلتهم في بحثهم عن حياة كريمة. قطعان يساقون للحروب ومكارم لا تنتهي، وصنم يسقط وحكام قادمون والحال أسوء.
كل هذا في وطننا العراق، البلاد التي يغيب فيها السؤال منذ قديم الزمان، فلا حاجة لنا ان نذكر شيئا عن نفط البلاد فهو ليس لنا لأن الارض لم تكن لأهلها منذ الأزل.

ايتها الأخوات والأخوة
هل نردد ما سمعنا هل نقرأ ما أصبح مألوفا لأعيننا، هل نقول ما تردد ملايين المرات على شفاه الأشقياء؟ تضحيات الوطنيين، غياب الحرية والعدالة والمساواة، غياب القانون، انعدام الأمن، انعدام الكهرباء، أمية تنخر المجتمع، اقتصاد مهدم، ثقافة بائدة تفرض نفسها بعنف، وضع المرأة المزري، ثقافة الأقليات المصادرة، المحاصصة البليدة..؟ وزد على ذلك ما استطعت. هل نبقى اسيري السلبية إزاء ثقافة المرجعيات الإلهية (ثقافة الأكليروس) البائدة في بلدان الحرية منذ قرون؟.

نحن؛ نقول (نحن)، كل من حمل المنفى شقاءً وعذاباً، حريةً وأملاً، كل من آمن بحرية المجتمعات ورقيها، ممن يرى بعين الفضيلة الآم الناس؛ متاعبهم و شقائهم، ممن يؤمن بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، ممن يؤمن بأن « الناس يولدون ويظلون أحراراً..» ممن يرفع صوته أن “العراق يستحق اكثر”، نعلن نحن مغتربي الدنمارك:
توحيد رؤانا من اجل وطننا العراق، مع كل الطيبين في الوطن ممن غابت او غيّبت اصواتهم، وهم الأكثرية. وبهذا تكون دعوتنا مفتوحة لكل ابناء الجالية العراقية المغتربة لحضور اللقاءات التحضيرية المفتوحة لتكوين تيار الديمقراطيين العراقيين في الدنمارك،
“العراق يستحق اكثر”

وكان سعي الداعين للمبادرة، هو ضرورة التغيير، والتأكيد على الإستقلالية، والمساهمة في النشاط الديمقراطي العراقي العام، داخل الوطن وخارجه، وتجميع من لا صوت لهم من الديمقراطيين العراقيين المقيمين في الدانمارك، والسعي الجاد للوصول إلى كل بيت عراقي في الدانمارك، معتمدين على خطاب جديد، يتماشى مع روح الديمقراطية الحقيقية، التي باتت واحدة من متطلبات عصرنا، حيث الإجتماعات المفتوحة والإدارة المؤقتة، وقد لبى الدعوة حوالي 40 شخصية عراقية حضرت اللقاء التشاوري الذي عقد يوم السبت 12/2/ 2011 ، والذي أعاد فيه المبادرون للدعوة، قراءة ندائهم السابق، بعد أن رحبوا بالحاضرين، وشكروهم على تلبية دعوتهم، كما رحبوا وحيوا الثورتين المجيدتين لشعبي تونس ومصر، وأنشدوا جميعاً نشيد ( موطني )، ثم قدم المبادرون ورقة أخرى عنوانها {من أجل التواصل} تصب في نفس إتجاه النداء، واشاروا للأسباب التي دعتهم لهذه المبادرة، وقدموا مقترحاً لجدول اللقاء ومحاوره، معلنين إنتهاء مهمتهم.

وقد إنتخب الحاضرون بالإجماع أصحاب المبادرة، بالإضافة للأخت إكرام إبراهيم، لإدارة اللقاء الذي كانت محاوره ثلاثة هي :
1- التوجهات .
2 - ألأهداف .
3 - الوسائل .

وقد شارك معظم الحاضرين في مناقشة المحاور الثلاثة، وكانت الأراء والمقترحات جادة وبناءة، إذ تم الإتفاق على ضرورة توسيع النشاط ليتخطى العاصمة كوبنهاكن، لبقية المدن الدانماركية، حيث يقيم الوف العراقيين فيها، وأن تكون اللقاءات القادمة أكثر إتساعاً وشمولاً بحيث يكون للشباب العراقي والمرأة حضورهم المميز والواضح، والتأكيد على وضوح هدف التيار، في السعي لعراق ديمقراطي علماني، ينفصل فيه الدين عن الدولة، وتكفل فيه حرية الأنسان وحقوقه المدنية والسياسية والإقتصادية، وفق دستور ديمقراطي يضمن حقوق جميع قوميات وأديان وطوائف شعبنا، على أسس المواطنة التامة والحقيقية، وأن تكون وسائلنا لتحقيق هذه الأهداف متنوعة، وللثقافة فيها حيز هام، حيث المسرح والتشكيل والشعر والموسيقى والإعلام، بالإضافة للتظاهرات والوفود والمذكرات، والتنسيق مع منظمات المجتمع المدني العراقية والعربية والدانماركية، وقد توج اللقاء الذي إستمر أكثر من أربع ساعات، بإنتخاب هيئة تنسيقية مؤقتة، تتكون من ثمانية أعضاء، مهمتها البدء بإنشاء موقع على ( الفيسبوك ) تحت عنوان ( العراق يستحق الأفضل )، بديلاً عن ( العراق يستحق أكثر ) كعنوان مؤقت لممثلي التيارفي الدانمارك، وتوسيع شبكة الإتصال بالعراقيين في كوبنهاكن والمدن الدانماركية الأخرى، والمشاركة ودعم النشاطات والتظاهرات الشعبية في العراق والوطن العربي،والتهيئة للقاء أوسع لإكمال مهام هذا التيار، حتى المؤتمر العام الذي نأمل أن ينعقد خلال بضعة أشهر قادمة .
 

 

free web counter