| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

داود أمين

 

 

 

                                                                                       الأحد 12/2/ 2012

 

يوم الشهيد الشيوعي في كوبنهاكن
إحتفال عائلي يليق بقامة أؤلئك المضحين

داود أمين

بمناسبة (يوم الشهيد الشيوعي) أقامت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الدانمارك، يوم السبت الحادي عشر من شباط 2012، حفلاً إستذكارياً وسط العاصمة الدانماركية كوبنهاكن، وقد بدأ الحفل الذي حضرته عشرات من عوائل الشهداء الشيوعيين بالوقوف دقيقة حداد ، إحتراماً لشهداء الحزب والشعب، ثم قرأ الرفيق داود أمين كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الدانمارك، والتي جاء فيها ( مثل كل عام نلتم نحن الشيوعيين العراقيين وأصدقائهم، بمناسبة ( يوم الشهيد الشيوعي ) لنمجد تلك التضحيات النادرة، لقافلة باسلة من النساء والرجال الإستثنائيين، اللواتي والذين مارسوا أقصى غايات الجود، عندما منحوا حياتهم الوحيدة من أجل الحزب والشعب، وفي سبيل المباديء والقيم النبيلة التي آمنوا بها.

إن إستشهاد ألوف الشيوعيات والشيوعيين خلال أكثر من سبعة عقود من عمر الحزب، ومن كافة قوميات وأديان وطوائف شعبنا، ومن جميع مدنه وأريافه، يدلل على أن الحزب كان راسخاً وعميقاً في وجدان جميع العراقيين، وإن مبادئه وقيمه وأفكاره، التي إسترشد بها أعضاؤه، هي من دفعت تلك القوافل المجيدة للتضحية والإستشهاد، وإن نفس تلك الأهداف والقيم هي من دفعت وتدفع غيرهم للسير على نفس الطريق الشاق، وليس أدل على ذلك من أن مسيرة الإستشهاد تواصلت في صفوف الشيوعيين، بعد سقوط النظام الدكتاتوري ورحيل الطاغية صدام حسين، إذ أن عصابات الإجرام، والمفصلين أثواب السلطة على مقاس الطائفية والإثنية، تستفزهم الوطنية الصادقة للشيوعيين، وتغيظهم الأيادي غير الملوثة بالقتل والإرهاب وبنهب المال العام، لذلك ترتفع في سماء الوطن من جديد، أرواح هادي صالح ( أبو فرات ) وسعدون وكامل شياع والعشرات من أمثالهم، على يد الإرهابيين والطاثفيين ولصوص المال العام .

إن أسماء شهيدات وشهداء حزبنا الخالدين، ستظل محفورة وإلى الأبد في ذاكرة جيلنا والأجيال القادمة، في حين ستنمحي أسماء ملايين الراحلين العاديين دون أن تترك أثراً، وستتحول قصص إستشهاد الشيوعيين وسير حياتهم لمآثر يعاد إسترجاعها في جلسات الإستذكار والتمجيد لدى كل الوطنيين والديمقراطيين العراقيين في الحاضر والمستقبل )

وبعد كلمة منظمة الحزب إرتجل الرفيق أبو كاوة كلمة ( رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين في الدانمارك ) والتي أشار فيها للتضحيات الغالية التي قدمها حزب الشيوعيين العراقيين خلال سنين نضاله الطويلة، على يد مختلف الحكومات والمرتبطين بها من عملاء ورجعيين، كما أشار لشهداء الحركة الأنصارية الذين رووا بدمائهم جبال ووديان كردستان، دفاعاً عن حقوق الشعب الكردي وعموم شعبنا العراقي، ثم مجّد الرفيق العوائل التي أنجبت كل أؤلئك الشهداء ، الذين ضحوا بأغلى ما يملكون .

بعدها طلب عريف الحفل أن تكون الجلسة مفتوحة لمساهمات الحاضرين، من عوائل الشهداء وأصدقائهم، للحديث فيما يشاءون، فبادر النصير والروائي سلام إبراهيم لقراءة مادة تحت عنوان (ثلاثة أقمار ستبقى تضيء ليل العراق الطويل) والتي تحدثت عن حصوله، في زيارته الأخيرة للعراق، على صورة تجمع ثلاثة شهداء شيوعيين، هم (كفاح إبراهيم، وعلي عبد الباقي البناء وصلاح مهدي الصياح) وتحدث النصير سلام عن مواقف الشهداء الثلاثة وسير حياتهم وصلته الحميمة بهم طوال سنين عمرهم القصيرة، بإعتبارهم جميعاً من عائلته، وكانت مادته ممتعة ومؤثرة.

ثم تحدث الرفيق أبو سعيد بهرز عن مفهوم الشهادة في حزب الشيوعيين العراقيين، وعن علاقته الشخصية بعشرات الشهداء، من أبناء مدينة بهرز ومحافظة ديالى، ومن مدن عراقية أخرى، وإعتبر الرفيق أبو سعيد الإحتفال بيوم الشهيد الشيوعي، هو إحتفال بالحياة وبالمستقبل، فدم الذين ضحوا بأرواحهم لن يذهب هدراً ولن يضيع مهما طال الزمن، إذ سيزدهر عراق المستقبل ، وستسود الحرية والعدالة عالم الغد، رغم دعوات الظلاميين ومخططاتهم .

بعده تحدث الرفيق مزهر مدلول (أبو هادي) عن الكمين الذي نصبه الجندرمة الأتراك بالتواطؤ مع النظام الصدامي، لمفرزة أنصارية تابعة للحزب الشيوعي العراقي، في أيلول 1986، والذي إستشهدت فيه الرفيقة موناليزا أمين ( أنسام ) شارحاً تفاصيل المعركة، والمشاركين فيها .

ثم قرأ الرفيق أبو كاوة القصيدة الشعبية الشهيرة ( بجينه وما بجينه عليك ) والتي كتبت في رثاء الشهيد ( محمد الخضري ) وألقاها إلقاءاً مؤثراً .

 

هذا وكان أحد جدران القاعة، التي يجري فيها الإحتفال، قد تزين بصور كبيرة لعشرات الشهيدات والشهداء الشيوعيين، الذين يمثلون الطيف الرائع والملون لقوميات وأديان وطوائف شعبنا، ولمختلف مدنه وأريافه من زاخو حتى البصرة، كما تزينت جميع طاولات الجلوس بباقات ورد الجوري الأحمر، وبصحون التمر العراقي وقطع الكيك وترامس الشاي والقهوة، كما كان هناك في القاعة، بوفيه مفتوح لمختلف المعجنات، التي تبرعت بصنعها أنامل مجموعة من عوائل الشهداء.

إستمر الإحتفال لأكثر من ساعتين خرج بعده الجميع وهم يشعرون أن أرواح أبنائهم كانت ترفرف مبتهجة بهذا التمجيد الذي لا يليق إلا لأمثالهم .

 

 

free web counter