| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

داود أمين

 

 

 

                                                                                       الأربعاء 11/7/ 2012

 

مناسبة نادرة لشيوعي نادر

داود أمين

مثل معظم العراقيين، وبقرار حكومي غريب، لا يوجد إلا في العراق، كان لابد للرفيق ( كريم أحمد ) أن يولد في 1/7، وهكذا فإن الإحتفال بعيد ميلاده يجب أن لا يتجاوز الأيام العشرة الأولى من هذا الشهر! وهكذا قررت اللجنتان المركزيتان في الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني اليوم (العاشر من تموز) أن تقيما حفلاً جماهيرياً ورسمياً متميزاً ونادراً للرفيق ( أبو سليم ) ليس لأنه ولد في 1/7، بل لبلوغه هذا العام، التسعين من العمر، وهي حالة نادرة، بل إستثنائية، وقد تكون الوحيدة على حد علمي، فالشيوعيون الذين لم يرتفعوا فوق أعواد المشانق، ولم تُزهق أرواحهم في زنزانات التعذيب وأقبية الموت، خلال عقود الوطن الممتلئة بالإرهاب والتعسف، هؤلاء الشيوعيين إبتلى معظمهم بسلسلة من الأمراض، التي راحت تختصر حيواتهم المفعمة بالتضحية والعطاء، لذلك فإن الأحتفال بتسعينية الرفيق كريم أحمد هي دفقة أمل لنا نحن الذين نتناول كل يوم ( المجموعة الكاملة ) من  الحبوب والمسكنات! وهي أيضاً فرصة للتفاؤل بسنوات اخرى قادمة، لأبناء جيلنا الذي عاش الإنكسارات والخيبات والهزائم، ولا زال يبتسم بثقة ونكران ذات.

وسط المسرح، في قاعة الإحتفالات، في مقر قيادة الحزب الشيوعي الكردستاني وسط أربيل، إرتفعت لافتة، تشير باللغتين العربية والكردية، لمبادرة اللجنتين المركزيتين للحزبين الشيوعيين العراقي والكردستاني للإحتفال بهذه المناسبة، ووسط اللافتة صورة بيضوية ملونة للرفيق المحتفى به ( كريم أحمد ) وهو في قميص شبابي أزرق!

عازفان على الناي والكمان بدأا الحفل، والقاعة التي كانت تغص بالجالسين والواقفين، إزدحمت أيضاً برفاق ( كريم أحمد ) من مختلف الأجيال والمواقع، بعضهم عاش معه في سجون العهد الملكي، او في مدن الإبعاد في بدرة وجصان، أو في جبال كردستان سنوات الكفاح المسلح، أو في البيوت السرية في مدن الوطن المختلفة.

عريف الحفل تحدث عن تسعين سنة من الكفاح والنضال والتعب المضني، والحياة المليئة بالتضحية ونكران الذات، تلك التي شكلت مسيرة الرفيق كريم أحمد، ثم دعا الحاضرين للوقوف دقيقة حداد إحتراماً لشهداء الشعبين العراقي والكردستاني، ثم كانت كلمة قيادة الحزب الشيوعي العراقي، ألقاها عضو اللجنة المركزية الرفيق مفيد الجزائري، والتي أشار فيها إلى أن المناسبة اليوم غير عادية، فبلوغ التسعين أمر لا يتاح بسهولة لبنات وأبناء شعبنا، خصوصاً بالنسبة لمن أنكروا ذواتهم وإختاروا قضايا الناس وشظف العيش، وظروف النضال السري، وتحملوا الأذى الجسدي والنفسي، كما أشار الرفيق الجزائري في كلمته، إلى أن الرفيق ( أبو سليم )هو ممن دمجوا حياتهم بحياة الحزب، وهو واحد من القلة النادرة جداً من المناضلين الشيوعيين، الذين ظلوا مع الحزب سنيناً بعد سنين، وعقوداً بعد عقود، وقد قاسم حزبه الإنتصارات والإنكسارات، لذلك فإن الإحتفال بميلاده التسعين، يشكل لحظة سعادة حقيقية، خصوصاً ونحن نجده بهذه الصحة والحيوية والنشاط.

ثم القى الرفيق ( زيرك كمال ) عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكردستاني، كلمة الحزب مشيداً فيها بنضال الرفيق كريم أحمد وسجل حياته الحافل بالتضحيات والمآثر.

بعده كان دور الأستاذ ( عبد السلام برواري) ممثل رئاسة برلمان كردستان، الذي أشاد هو أيضاً بنضال وتضحيات وسجل حياة الرفيق كريم  احمد.

الرفيق حيدر الشيخ علي تحدث عن صفة( الرجل الطيب ) التي تُطلق على الرفيق كريم أحمد قائلاً أن ( أبو سليم ) أكثر من طيب، فقد تميز بالبساطة والتواضع وحب رفاقه والناس جميعاً، وقد كرس حياته ونشاطه من أجل غاية نبيلة.

بعده كانت الكلمة للرئيس السابق لنقابة صحفيي كردستان الأستاذ ( فرهاد عوني ) الذي تحدث مطولاً عن ذكرياته ومعلوماته عن الرفيق كريم  احمد في عهود مختلفة، وكيف إشتغل عامل بناء عندما فصل في العهد الملكي من وظيفته كمعلم، وماذا قال للملا مصطفى البرزاني بعد إنقلاب شباط عام 1963! ثم ختم كلمته بإهداء الرفيق كريم أحمد باجة معدنية تحمل صورة لينين.

ثم عاد عازفا الناي والكمان لملئ جو القاعة بالنغم الشجي، مع كلمات شاعرية لعريف الحفل وهي تمجد بالمحتفى به الرفيق كريم أحمد.

وفي ختام الحفل قدم الرفيق حميد مجيد موسى، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، هدية قيادة الحزب وهي ميدالية خاصة للرفيق ( أبو سليم )، كما قدم ممثلو الأحزاب الكردية ومنظمات المجتمع المدني والحزب الشيوعي الكردستاني، وعدد من الشخصيات السياسية والثقافية باقات الورد والهدايا التذكارية للرفيق كريم أحمد، الذي ختم الحفل بكلمة مؤثرة أشاد فيها بالحزب الشيوعي العراقي، الذي ناضل من أجل حرية هذا الوطن وسعادة هذا الشعب، وشكر الحزب الذي رباه على حب الأنسان والتضحية في سبيل القيم والمثل العليا، الحزب الذي علمه كيف يحب شعبه الكردي، ويناضل من أجل نيل حقوقه العادلة في الفدرالية وتقرير المصير.

ثم أنشد الجميع سنمضي سنمضي إلى ما نريد، وطن حر وشعب سعيد .

 

 

free web counter