|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  27  / 9 / 2015                          بلقيس الربيعي                                 كتابات أخرى للكاتبة على موقع الناس

 
 

 

ابا ظفر انت في ذاكرتي ابدا

بلقيس الربيعي

ابا ظفر .. انت ليس ميتا فأرثيك … انت حي في ذاكرتي وذاكرة كل الطيبين وستبقى حيا في ضمائر كل الذين يحلمون بالوطن الحر والشعب السعيد ، ولن يموت من وهب حياته من اجل شعبه ووطنه .

كنت يا ابا ظفر انسانا قبل أن تكون طبيبا ، ويُقال من السهل أن يكون المرء طبيبا، لكن من الصعب أن يكون انسانا ، وانت يا حبيبي جمعت الصفتين ، فكنت طبيبا ناجحا وفي قمة الانسانية ،و احببت مهنة الطب بسبب حبك للانسان ،كما جمعت بين المرح والجدية في توليفة رائعة وكنت حلو المعشر مع عائلتك والآخرين وكنت تتسم بالبساطة والتواضع، الدقة والالتزام، الحيوية والهدوء، المبدئية والقدرة على فهم الآخرين والتعامل الواعي معهم .

كنت تررد دائما : ” انني احب الحياة ، شغوف بها وبعائلتي الصغيرة الرائعة ، لكن اذا دعى الواجب للتضحية بالحياة من اجل الوطن وحرية شعبي الذي احبه حبي لأمي التي ولدتني ، فلن اتردد في ذلك مطلقا .. ” وبقيت يا ابا ظفر امينا لمبادئك وحافظت على نقاء روحك كانسان وعلى شرفك كمناضل من اجل العراق الحر السعيد .

احيانا اجلس مع ظفر واسألها عن ذكرياتها معك وتجيبني قائلة : ” رغم صغر سني حين استشهد والدي ، الا أني أحمل عنه ذكريات جميلة حين كنت ويسار نلعب معه لعبة الجمل ونركب على ظهره وحين كان يشاكسني حين اغني ” ليلم ليلم ليلم لاد ما احلى اعياد الميلاد ” التي يحبها كثيرا. لازلت احتفظ برسائله وكارتات التهنئة في اعياد ميلادي وفيها يوصيني بالحفاظ على صحتي وان لا انسى وطني . كان والدي انسانا رائعا بكل معنى الكلمة وكانت علاقته بي و بأخي رائعة ومتميزة وكانت انعكاسا لعلاقته وحبه الصادق لكِ يا ماما.وكنت اسمع من الكثيرين الذين عاشوا وعملوا معه عن تواضعه و طيبته وكيف كان يحاول بالامكانيات البسيطة أن يخفف آلام
رفاقه وسكان القرى الكردستانية التي لم تصلها الخدمات الطبية و يرسم الابتسامة على وجوههم  .

رغم مرور احدى وثلاثين عاما على استشهاك يا حبيبي ، لا تزال جذوة حبك تتوهج في قلبي وفي ضميري . انت اصبحت تاريخي يا ابا ظفر . وستبقى الازهار التي انبثقت من دمك الزكي تضوع عطرا في حديقة المجد .

اشتاق اليك حينما تطويني الوحدة في غربتي













 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter