| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

بلقيس الربيعي

 

 

 

 

الخميس 27/7/ 2006

 

 


ظاهرة الزواج المبكر

 

بلقيس الربيعي

"إن حماية حقوق ومصالح الأطفال يعد جزأ لايتجزأ من قضية اللذود عن الوطن والبناء والتعمير "

أثار الموضوع المنشور في صحيفة 14 اكتوبر في عددها الصادر في 24 يوليو بعنوان " ندوة حول الزواج المبكر في الحديدة " نظمها إتحاد نساء اليمن في مديرية باجل وكذا الموضوع المنشور في صحيفة الشرق الأوسط في عددها الصادر في 1 مايو 06 بعنوان " تزويج الأطفال ....تقليد هندي " الطفلة آنيا البالغة من العمر 11 سنة تم تزويجها في كنيسة ببلدة راجغار في ولاية بوبال وسط الهند ، أثار عندي الرغبة في الكتابة في هذا الموضوع .
رغم إن اليمن قد وقع الميثاق الصادر عن الجمعية العامة للامم المتحدة والخاص بإلغاء جميع أنواع التمييز الذي تتعرض له المرأة ،لاتزال النظرة الدونية للمرأة هي السائدة . فالزواج المبكر للأبناء والفتاة على وجه الخصوص يعتبر إنتهاك لحقها في النمو والتطور وحقوقها التي كفلها الإعلان العالمي لحقوق الطفل ،كما أنه إنتهاك لحقوقها الإنسانيةالتي كفلتها لائحة حقوق الإنسان . والزواج المبكر والنظرة المتخلفة للكثير من الرجال الى المرأة تعد من أهم العوائق أمام إقبال المرأة على التعليم العالي .
الفتيات اللاتي يتزوجنّ في سن صغيرة يتم تزويجهن دون أخذ رأيهن ّفي الزواج وهنّ ما بين سن العاشرة والرابعة عشرة من العمر أو قبل أن يكتمل نمو أجسادهنّ . وفي هذه المرحلة من العمر تحمل الفتاة قبل إكتمال النمو الجسمي فتكون النتيجة انها تلد أطفالامشوهين ومرضى في أكثر الأحيان وتتحول الفتاة الى ام وهي في اشد الحاجة الى حنان امها .
إن قانون الاسرة الذي كان سائدا في الشطر الجنوبي قد أعطى حقوقا ووضعا تقدميا للمرأة وحدد سن الزواج بقانون ،إلا أن تشريعات ما بعد الوحدة ألغت هذه المادة وقام مجلس النواب بتعديل قانون الاسرة وأدخل عليه تعديلا يسمح لولي امر الطفلة بتزوبجها وهي طفلة ،وهذا يعطي الحق لمن عقد قرانه عليها بالدخول عليها عندما تكون صالحة للوطء .كما أن رغبة الحكومة في عدم التدخل في قضايا لاتزال تعتبرها من حق رب الاسرة قد قاد الىعدم الحد من هذه الظاهرة .
هناك عدة عوامل تقف وراء ظاهرة الزواج المبكر منها واظنه العامل الأساسي هو إنتشار توجهات ثقافية مؤيدة للزواج المبكر ،وذلك بأن الدين الاسلامي يحث على الزواج المبكر وإن التأخير في سن الزواج يعتبر مخالفة للتعاليم الاسلامية . كما أن الروابط الاجتماعية والقرابة في المجتمع اليمني تلعب دورا كبيرا في حياة الاسرة اليمنية وغالباما تكون سببا في عملية الزواج المبكر للأبناء ـوخاصة الفتيات .ففي معظم الحالات يتم تزويج الفتاة الى قريب ـ خاصة ابن العم ـ وعمرها لايتجاوز الثالثة عشرة ،على إعتبار ان الفتاة الصغيرة لن تذهب بعيدا عن اسرتها .والمصالح الاسرية والفقر لهما دور كبير في إتمام مثل هذا الزواج . فمعظم الاسر الفقيرة تفضل تزويج بناتها الصغيرات الى اغنياءفي السعودية وذلك للحصول على مهورهنّ .

في رأيي ان المنظمات الجماهيرية وأخصها إتحاد نساء اليمن تستطيع أن تلعب دورا كبيرا في الحد من إنتشار هذه الظاهرةوذلك من خلال عقد الندوات واللقاءات للتعريف بمخاطر هذه الظاهرة .كما وتقوم في توعية الفتيات وتحسين اوضاعهنّ التعليمية بالإستناد الى المبادئ التي جاءت بها ثورة سبتمبر والتي تؤكد على مجانية التعليم وإلزاميته بإعتباره حقا أساسيا للمواطن اليمني ذكرا كان ام انثى .كما تستطيع وسائل الإعلام المختلفة وخاصة التلفزيون أن تلعب هي الاخرى دورا كبيرا في التوعية وذلك عن طريق الإكثار من المسرحيات التي تجسد مخاطر الزواج المبكر ووضع الحلول المناسبة التي تحد من هذه الظاهرة .