لهجتي … هويتي
بلقيس الربيعي
ذكًرني مقالا للكاتب مالوم ابو رغيف في موقع صوت العراق ليوم 16 كانون الاول بعنوان ( ضعف الشخصية العراقية ….) . بموقف طريف حصل لي في مطار بغداد الدولي في زيارتي للوطن .
في تلك الرحلة تأخر وصول حقيبتي ، ووصلتني بعد ثلاثة اسابيع تقريبا . و بعد عدة إتصالات بالمسؤولين عن تأخر العفش ، ابلغوني بضرورة المجيء شخصيا الى المطار لإستلامها . وبعد جهد كبير استطعت الوصول الى غرفة استلام الحقائب المتأخرة . كانت هناك موظفتين من كمارك المطار وشرطي وطلبوا مني فتح الحقيبة لتفتيشها . وبعد التفتيش ، اغلقتُ الحقيبة وهممتُ بالمغادرة . سألتني احدى الموظفات قائلة : ” هل ستعودين الى الخارج ؟ “ واجبتها على الفور : “ جا شلون “ وهنا ضحك الشرطي وقال : ” كل سنين الغربة هذه لم تنسيكي كلمة ( جا ) ؟ واجبته :
” انا اعتز بلهجتي العراقية ولم ولن اتركها ، وانا اتكلم بلهجتي الدارجة بدون تكلف .
جا وشحلات الجا جا لعدك انت
والحجي بليا الجا جا شنهو لذته
عشت في عدن لما يقارب الاربعة عشر عاما ولم اغيًر لهجتي ، و حتى حين كنت اقدم زاوية المطبخ في برنامج الاسرة ، كنت اقدمه باللهجة العراقية وإذا حصل لبس في فهم بعض التعابير العراقية كنت اوضحها بما يقابلها باللهجة العدنية .
ومن المواقف الطريفة اثناء عملي مدًرسة للغة الانكليزية في ثانوية عبود ، و لازلت اذكرها ، انه اثناء درس اللغة الانكليزية نطقت كلمة “ مالتي “ ، في اليوم الثاني جاءتني احدى طالباتي تقول ، ست ، امس في الدرس ذكرتي كلمة “ مالتي “ و قبلها كلمة ” ماكو “ بحثت كثيرا عن هاتين الكلمتين في القاموس الانكليزي ولم اجدهما .
ضحكت وقلت لها هذه كلمات باللهجة عراقية ، “ مالتي “ تعني باللهجة العدنية “حقي" و” ماكو “ تعني “ ما في “. ومرة سألتني احدى صديقاتي في عدن ، كانت قد شاهدت مسلسل عراقي تمثل فيه غزوة الخالدي ، حسبما اذكر ، عن جملة وردت في المسلسل (باك الكيمر من الثلاجة) ، فقلت تعني عندكم ( سرق القشطة .. ) وهنا ضحكت وقالت يعني ناظم الغزالي عندما يغني “ خدج الكيمر … “ يقصد “ خدج القشطة “ .
في رأيي على المرء ان لا يتنصل من هويته الوطنية واللهجة جزء منها ويمكنه ان يوضح للشخص الذي لا يفهم لهجتنا بما يقابلها في لهجته او بالفصحى .