كتابات أخرى للكاتبة على موقع الناس

الأحد 22 / 12 / 2013

أبا نغم .. وداعا بلقيس الربيعي لم يحالفني الحظ أن ألتقيه شخصيا ، فقد غادر عدن قبل وصولي اليها عام 1979 . عرفته من خلال أغانيه العاطفية والسياسية ومن اوبريت بيادر خير ويا عشقنا مع  شوقية العطار في بداية السبعينيات من القرن الماضي . وكان ابو ظفر يحدثني عنه ، كما وذكره في يومياته التي كتبها في شبوة حين قدم مع فرقة الطريق لإحياء الحفل في المحافظة بمناسبة عيد تأسيس الحزب الشيوعي العراقي . في إحدى رسائل ابو ظفر قبل أن التحق به في شبوة كتب لي يقول : ” … لم أحتفل بذكرى عقد قراننا رغم إلحاح الأصدقاء في عدن للإحتفال لأني فضلتُ الاختلاء الى النفس واستعادة ذكرياتي عن علاقة الحب الرائعة مع الحبيبة أم ظفر وذكرياتي الحلوة عن هذا اليوم دونما ضجًة . عدت الى ابي نؤاس وكازينو شاطيء دجلة وتلك الليلة الرائعة التي قضيناها معا … في الليل جاءني الأخ الفنان فؤاد سالم الى الغرفة في الفندق (حيث كنتُ في عدن من 30 مارس الى 7 ابريل) منزعجا مني لأني لم أحتفل بهذه الذكرى ، وأصرً على الإحتفال حتى وإن كان الوقت متأخرا بعد منتصف الليل . فغنى عدداً من الأغاني العاطفية والمقامات أثارت مني دموعا حرى ، وأهداني . "شريطي كاسيت من أغانيه التي تتكلم عن الغربة وفراق الأهل والأحباب لازلت أحتفظ بهما وبين الحين والآخر استمع لبعض الأغاني وخاصة اغنية " ما تدرين .. رحلت يا ابا نغم بعد صراع طويل مع المرض .. رحلت بعد رحلة حافلة بالعطاء والتضحية ، وتركت خلفك تركة فنية رائعة يا فنان الشعب. ستبقى في قلوب محبيك عزائي لعائلة الفقيد ومحبيه