الجمعة 12/10/ 2007
وداعا نزيهة ... ايتها الأم الحنون
بلقيس الربيعي
حين اعود بذاكرتي ، اتذكر طفولتي بعد ثورة 14 تموز 1958 يوم كنت اردد مع الأخرين :
" نزيهة صارت بالحكم موتوا يا رجعية " التقيت هذه المرأة المناضلة مرتين ، الأولى كانت عام 1983في دمشق حين كنت اروم الإلتحاق بزوجي في كردستان لكن احداث بشت آ شان حالت دون ذلك . كنا نتحدث في هموم الوطن والأحداث المأساوية في كردستان ويومها قالت :" أنا لم التقي ابو ظفر لكني سمعت الكثير عن هذا الشاب المتفاني الطموح ومواقفه البطولية في بشت آ شان ، واذكر مرة قال لي الرفيق عامر عبد الله بأن مستقبل الحزب امام هذا الشاب ."
والتقيتها للمرة الثانية عام 1985 بعد استشهاد ابو ظفر . كانت نموذجا للمرأة الحنونة .كان قلبها مفعما بالمحبة والحنان لن انساها يوم اخذتني بحضنها وراحت تكفكف دموعي وتقول : " ام ظفر ارجو أن تخلعي سواد ثوبك ! ابو ظفر لم يمت . انه حي وسيبقى حيا في قلوبنا . " وفعلا اصطحبتني في اليوم الثاني الى الصالحية في دمشق لأشتري بعض الملابس لأترك الأسود .
بكيتك بحزن عميق ايتها المناضلة المتواضعة وكأني فقدت امي يوم التاسع من اكتوبر .
نزيهة رحلت جسدا لكن روحها ونضالاتها ستبقى حية .