أبا ظفر في عيد ميلادك
بلقيس الربيعي
اليوم الثالث عشر من نيسان ، يوم عيد ميلادك يا حبيبي ، وكعادتي ، قرأت رسائلك وتوقفت عند آخر رسالة منك تقول فيها :
مرة أخرى يا حبيبتي ، ومن أجل القضية والمباديء ،التي أطًرت حبنا الخالد ، يعود الفراق الذي فصل بين جسدينا ، يؤكد من جديد إن روحينا أكثر إلتحاما وإنسجاما ، وإن الشوق للقاء بكِ هو حلم دائم وأمنية لسني عمري المقبلة .
إن الأصيل والرائع في حبنا يا حبيبتي ، هو أننا استطعنا نحن الأثنين ، انتِ وأنا ، أن نحافظ في زمن الفراق أو اللقاء ، على معادلة حياتنا بين ما هو خاص بشخصينا ، حبنا ، وبين ما هو عام بمبادئنا السامية التي نؤمن بها وننضال في سبيلها .. فأن أكون حبيبا وزوجا وأبا ، وفي نفس الوقت عضوا في حزب يناضل في أصعب الظروف ، وأن أقوم بمهماتي بكفاءة وبنجاح في كلا المجالين .. فذلك ليس بلأمر السهل في مثل هذا الزمن الرديء ، فهو يتطلب قدرا كبيرا ، بل رسوخا في القناعة والصدق والإخلاص والوفاء والتضحية . وإذا كنت أعترف بذلك ، فإني أعترف أيضا بأن القسط الأكبر في ذلك يعود لكِ ، لشخصيتكِ .. فأنا أحسد نفسي على إني التقيتكِ وأحببتكِ وتزوجتكِ وأنجبت منكِ ، وأني سأعيش معكِ لإلف الف عام قادم ..
مائتان وأربعون يوما هي عمر لقائنا الأخير ، مرت كلحظة خاطفة من عمرنا ، لكنها مشحونة بأريج الحياة لتصبح جنة وارفة الظلال من الذكريات الجميلة ، تنتزعني في كل حين من عالمي الصعب لتلقيني في أحضانها ، فأشعر بطمأنينة وتفاؤل بمستقبلي .
فإليكِ يا حبيبتي أحني رأسي إكبارا لوفائكِ وصبركِ وإخلاصكِ لحبنا ولمبادئنا السامية