| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

بلقيس الملحم
qadiiah@hotmail.com

 

 

 

الجمعة 8/8/ 2008

 

اخجل يا عالم

بلقيس الملحم

كل شيء في الدنيا ينبض بالحب والخير والحياة, إلا غض البصر عن الظلم!

لذا فلنحذر من أنفسنا من أن تشهد علينا يوم القيامة, حيث سنُسأل عن الإنسانية التي تذبح كل يوم في مهد العراق, فلا تجيب عنا إلا سوءاتنا!!

وكي أختصر عليكم عملية تذوق تشوهات الحروب سأنقل لكم خبرا تداولته بعض وسائل الإعلام جاء فيه:

طفل عراقي في الخامسة أصبح متخصصا في الجراحة

بغداد- هناء السعيد

يرافق طفل عراقي، يبلغ 5 سنوات، والده الطبيب الجراح في غرفة العمليات على مدار اليوم، وذلك في حالة نادرة بعد أن اضطر والده لاصطحابه إلى عمله نظرا لغياب دور الحضانة ورياض الأطفال، وعمل الأم في نفس المشفى.

وأطلق الأطباء والموظفون في مستشفى الكندي العام ببغداد على الطفل لقب "الدكتور مختار".


شاهد حالات مرعبة
كان شاهدا في المستشفى على الحالات الفظيعة التي نقلت بعد انفجار في مدينة الصدر أودى بحياة المئات من العراقيين  .

وتابعت "العربية.نت" مختار محمد غني في رحلته اليومية وهو يتجول بين حالات الطوارئ وصالة العمليات حيث يبدأ نهاره برفقة والده الدكتور محمد غني ( الجراح في مستشفى الكندي العام )، ما أتاح للطفل التعرف على تفاصيل عمل والده، وبات يعرف الأدوات والمشارح والمقصات التي تستخدم في علاج الحالات المرضية.

ويقول الدكتور محمد غني ( والد مختار ) لـ"العربية.نت" إن طفله يرافقه منذ سنتين وبشكل يومي، وأنه كان شاهدا في المستشفى على الحالات الفظيعة التي نقلت إلى هنا بعد انفجار في مدينة الصدر، أودى بحياة المئات من العراقيين.

ويضيف "هذا الوضع دفع مختار للانعزال ومحاولة كسر الاشياء بطريقة عنيفة، كما يتمثل الحالات التي يراها في المستشفى وينفذها على الدمى والألعاب".


.. وينام أيضا بغرفة التخدير
ويقول الدكتور حارث، المتخصص بالجراحة العامة في ذات المستشفى والذي يعرف الطفل مختار منذ سنتين، إن الطفل - ونتيجة الإرهاق والبقاء قرب والده مشاهدا العمليات وجميع الحالات المرضية الأخرى لأكثر من 6 او 7 ساعات- يذهب لينام في مكان آخر داخل غرفة العمليات، وهو غرفة التخدير.

أما والدة مختار، هي الأخرى طبيبة نسائية تقضي يومها في المستشفى، فتقول إنها وزوجها قررا جلب مختار معهم للمستشفى بسبب الظروف الأمنية وغياب دور الحضانة، مشيرة إلى أن هجرة الأطباء والاختصاصات الطبية من العراق ضاعف الضغط على الأطباء المتواجدين في البلد، الذين يضحون بحياتهم العائلية من أجل العمل الإنساني.

ويقول والد الطفل، الدكتور محمد غني، إن طفله "مختار" صار يردد المصطلحات الطبية، وعندما تصل حالة معينة لغربة العمليات يسبق الأطباء إلى الحديث وهو يقول " هذه تحتاج إلى بتر .. أو مغذ سريع".

العربية نت


أما الخبر الآخر فهو لنفس المصدر:

بغداد- هناء السعيد

أقدم ضابط عراقي سابق على تحويل سيارته الخاصة إلى سيارة إسعاف وذلك في حي الجهاد المعروف بالعاصمة بغداد، وهو أحد الأحياء الأكثر سخونة من حيث المواجهات العسكرية التي تحصل فيه.

ونظرا لأن سيارات الأجرة ممنوعة تماما أثناء حظر التجول، فإن سيارة الإسعاف تعتبر "المنقذ الوحيد" لأي مريض أو مصاب في الحي، ومن هنا كانت أهمية "أبوعائشة" الذي أصبح يلقب بـ"رجل إسعاف" حي الجهاد.

ويشهد حي الجهاد في بغداد قتالا عنيفا دائما بين عناصر مسلحة والقوات الأمريكية والعراقية مما يؤدي إلى فرض حظر التجول فيه ليلا ويحصل انعدام للحركة في النهار مع حالات التهجير والخطف والقتل.

وأنا أقرأ هاذين الخبرين, تذكرت كريم العراقي وهو يلوك نشيده : تذكر , فبكيت ملحا وجزعا من قلة حيلتي, كما تذكرت رسالة نانسي عجرم للعالم, نعم صدقتي السلام فكرة ليست محالة, فخجلت حين قالت: أو نحاول بالعمل مش بالكلام !

أيها العراقيون, كونوا أفضل منا, وتجاوزوا مرحلة الكلام, ولا تنتظروا أحدا ليفسد عليكم صحوات الضمير ويقظات القدر!

لتبنوا وطنكم بأنفسكم , بعملكم وصبركم , بإخلاصكم وتفانيكم, بتآخيكم وألفتكم, بوحدتكم وبوطنيتكم, واحرصوا على الحياة كما يحرص الموت عليكم, ولا تنتظروا من هذا العالم غير الكلام والفرجة واللاجدوى !!



*
شاعرة وكاتبة من السعودية


 

free web counter