كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

السبت 9/7/ 2011

أصحاب القسم بماذا أقسمتم ؟ باسم محمد حسين / البصرة أبو عبدالله صديق قديم تعززت علاقتنا بشكلٍ عميق عام 1985 ولكنها ممتدة لأبعد من هذا التاريخ , اتصل بي هاتفياً طالباً حضوري لمقر عمله عندما تسنح لي الفرصة , وحقيقةً كنت أتمنى هذا الطلب لأنني منذ فترة لم أزره وأتبارك بلقائه فكانت هذه الفرصة الطيبة وبعد تبادل الأحاديث والاستفسار عن الأمور العائلية وغيرها من بقية الأمور أفادني الرجل بأنه اكتشف حالة تستوجب التوقف عندها كثيراً ودراستها بتمعن للوقوف على تفاصيلها بشكل كامل وهي حالة فساد جديدة في بصرتنا الحبيبة تتمثل بان بعض شركات تصنيع وتوريد الأدوية وخصوصاً من دولتين عربيتين مجاورتين للعراق والشركات العراقية المسوقة لموادها في البلاد تقوم بأعمال غير مقبولة أخلاقياً وإنسانياً حيث أن هذه الشركات وظفت بعض الصيادلة حديثي التخرج كمروجين لسلعها (أدويتها) ويقوم هؤلاء الموظفون الجدد بزيارة عيادات الأطباء والصيدليات والمستشفيات الأهلية وتقديم منتجاتهم بطرق إقناع محببة على أساس أنها عالمية التصنيف وذات كفاءة عالية وأسعارها المرتفعة هي دليل استخدامها للخامات الراقية والفحص النوعي المثالي والتغليف المحكم والخزن والتسويق الجيدين , وهؤلاء الشباب المروجين لهم نسبة عمولة تتزايد بزيادة المبيعات ومن الطبيعي أن كل تجمع طبي في منطقة معينة لها أشخاص معينين بحدود جغرافية متفقُ عليها . الى هذا الحد لا يبدو في الأمر أية مشكلة ولكن أن تقوم هذه المجاميع بدفع الرشا العينية والمادية هو الأمر الجديد الذي لم نعرفه مسبقاً ,حيث أن هذه الشركات ولغرض الزيادة في مبيعاتها تقوم بعمل سفرات سياحية للأطباء الذين (يتعاونون) معها بكتابة أدويتها في وصفاتهم للمرضى الذين يراجعونهم ويشترطون على المريض جلب هذا الدواء من منتج هذه الشركة حصراً حيث يوهمون هؤلاء المساكين بأن هذا الدواء فقط هو منتج أصلي وغير مغشوش وهذه الشركة رصينة وأدويتها مجربة منذ فترة طويلة بينما بقية الأنواع الأخرى فهي غير ذات منفعة مطلقاً . كما أخبرني الصيدلي أبو عبدالله بأنه في إحدى المرّات راجعه صديقٌ له طالباً الدواء بموجب وصفة طبية رسمية من إخصائي الباطنية (؟؟؟) وفيها دواء لمعالجة قرحة المعدة ولكونه صديقاً لهذا المريض زوده بنوعية أوربية المنشاً ومن شركة رصينة ومعتمدة عالمياً منذ أكثر من أربعين سنة تقريباً وفعلاً تقبلها الرجل , والعادة في بصرتنا الحبيبة أن يراجع المريض الطبيب مجدداً للتأكد من الدواء وإعطائه تعليمات الإستعمال , وعندما راجع مريضنا طبيبه لهذا الهدف وإذا به يعيده مرةً أخرى للصيدلية طالباً وبشدة تغيير الدواء من هذه الشركة الى منتج شركة جمـ.... وعاد الرجل لصديقنا المشترك طالباً تغيير الدواء بالحجة المذكورة سابقاً , وبسبب كون أبو عبدالله صديقاً وفياً للجميع حاول بجهد استثنائي إقناع المريض بأن هذا الدواء من جهة معتمدة عالمياً ,,, ولكن الآخر أبى إلا دواء الطبيب المذكور في الوصفة والذي هو أكثر سعراً من الأوربي بثلاثة أضعاف إن لم تكن أكثر , هذا الأمر هو الذي فتح المقارنة بين الأسعار فهذا الدواء بالذات متوفر بسعر 1250 دينار هندي المنشأ و 3500 دينار أوربي المنشأ بينما سعر هذه الشركة 12500 دينار وبالتأكيد هذا السعر سيوفر لهذه الشركة أموالاً كثيرة تستطيع من خلالها أن توفد الأطباء الى ماليزيا وتايلاند وهولندا وتركيا واليونان وكذلك شراء سيارات حديثة تـُهدى للذين قاموا بتوفير الأرباح الأكثر لها وهم معروفون في محافظتنا العزيزة منبع خير الوطن وبوابته الجنوبية . للتأكد مما تقدم أرجو زيارة ألأطباء الإختصاصيين حديثي التخصص في مناطق العشار والبريهة والبصرة القديمة . أعلاه غيض ٌ من فيض والباقي أكثر ولكن لمن المشتكى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟   البصرة 8/تموز/2011