| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

باسم محمد حسين
bassim532003@yahoo.com

 

 

 

السبت 8/11/ 2008



لماذا يابن الأسد؟

باسم محمد حسين

يبدو أن قدر سوريا التاريخي أن تكون جارة للعراق بعد تقسيم تلك المنطقة من قبل السيدين الجليلين مارك سايكس و جورج بيكو (رحمهما الله) اوائل القرن المنصرم كما يبدو أن لسوريا ميزة اًخرى هي أن تكون مأوى لمعارضي الحكم العراقيين في كل الأزمان. وكلنا يعرف أن العزيزة سوريا آوت أغلب من عارض الملعون هدام أيام حكمه الجائر وكانت طريقاً للآخرين للخروج من بلدهم متجهين صوب المجهول في هذه البسيطة وخصوصاً بعد عام 1978 المؤلم . والآن ولشديد الأسف تأوي من بقي من أيتام النظام البعثي المقبور وتسهل إجتماعاتهم مع الجهات الممولة لهم وإجتماعتهم فيما بينهم تنظيمياً . اًريد أن أذكر بعض الأمور قبل بداية الموضوع .
هل بإمكاني أن افتخر بأني وبعض الأصدقاء والزملاء ( منهم الحي الذي يرزق لغاية اليوم ومنهم من غادرنا مبكرا ًالى العالم الآخر ) كنا من المدافعين عن دمشق عام 1973 عندما همت الحكومة السورية آنذاك بنقل مقارها الى حلب ؟؟؟؟ والسبب كان توغل الصهاينة في العمق السوري و قرب المعارك من دمشق.
أتذكر أن ضابطاً عراقياً كان آمراً لرعيل دبابات من النوع ( T52 ) تضررت دباباته الثلاث نتيجة المعارك الطاحنة التي إختلط فيها الجيشان بشكلٍ لم يسبق له مثيل في معارك الدروع فأقسم بينه وبين نفسه أن يجلب دبابة إسرائيلية بدلاً عن دباباته الثلاث المتضررة وفعلاً إستطاع ذلك وجلب واحدة من نوع سنتوريون ولكن بمغامرة قاسية وسيناريو شبيه بالمستحيل ، وبعد إنتهاء المعارك وإنسحاب القوات الى قواعدها جلبها الجيش العراقي الى العمارة حيث مقر اللواء . هذه الواقعة وغيرها الكثير تثبت للمتابع أن العراقيين لم يقصروا بواجبهم تجاه إخوتهم في سوريا كما لم يقصر الشعب السوري تجاه أشقاءه العراقيين كما أسلفت . ولكن التقصير كل التقصير ظهر الآن أي بعد نيسان 2003 ترى لماذا ؟
لقد أثبتت التحقيقات الأولية لصولة لواء الذيب في الموصل بعد أن إستباحها الإرهابين أيام حكم الدكتور أياد علاوي عام 2004 بتدخل رسمي سوري في العمليات الإرهابية وهناك إعتراف مسجل لعقيد في جهاز المخابرات السوري وحينها طالب البعض بمعاقبة سوريا ولكن البعض الآخر إرتآى غير ذلك حفاظاً على رئة العراق التي يتنفس منها حيث تربطه بالعالم الخارجي حينذاك وماتزال كذلك.إني أستغرب هذا الزعل الرسمي السوري من عملية عسكرية واحدة أدت الى مقتل هدف مطلوب للقضاء العراقي منذ أكثر من سنتين ومعه بعض (الأبرياء) . لماذا لم يتخذ العراق بعض الإجراءات مع سوريا في السنين السابقة ؟ وأقلها إيقاف التبادل الإقتصادي ، هل نحن ضعفاء لهذا الحد ؟ لا أعتقد ذلك. إذن لماذا لا نقاطع تركيا عندما تضرب الشمال الجبيب لماذا لا نقاطع إيران عندما تضرب منطقة حاج عمران ولأكثر من مرة ؟ وهناك الكثير من هذا السؤال لماذا . يجب أن تكون هناك بعض المقبولية لمثل هكذا أعمال لأن الهدف الأساس أسمى بكثير من ذلك الفعل .
هل تعرفون يا سادتي ما معنى سحب قوات الحدود السورية من أماكنها ومنع التسلل مهما كان هدفه ؟ والجواب أبسط من البسيط هو عودة الإرهاب بشكله القذر المؤلم لأن هناك الكثير من الإنتحاريين ذووا الأجساد العفنة ينتظرون هذه الفرصة الذهبية لكي يتناولوا الطعام مع النبي (ص) بعد أن يقتلوا الزهور العراقية المقبلة على التفتح مجدداً ، معناه خسارة أعداداً من البشر التي خلقها الله للعمل والبناء والتمتع بهذه الدنيا ، معناه قطع الإمدادات النفطية عن البعض عن طريق ميناء جيهان ومثل هذا الموضوع يستغله تجار النفط ليرفعوا الأسعار أكثر مما تستحق والمتضرر هو المستهلكين فقط ومنهم سوريا ، معناه أن يتولد حقد جديد على سوريا من العراقيين وهي ليست بحاجته لا الآن ولا مستقبلا . وهناك معاني كثيرة اًخرى . يتساءل البعض لماذا تعاقبنا سوريا نحن العراقيين وهي تعلم جيداً أن الأميركان هم من فعل ذلك؟ لماذا لم تتخذ إجراءً مع الولايات المتحدة ؟ وهنا الجواب واضح وجلي .

إن تناسي هذا الموضوع هذه الأيام هو بسبب إنشغال العالم بالإنتخابات الأميركية وفوز باراك حسين أوباما وما الى ذلك ولكنه سيعود للطرح مجدداً بعد ذلك وأخيراً أود القول بأن العراقيين شديدي الثقة بقوات الحدود العراقية التي ستمنع من تسول له نفسه دخول بلدنا من غير المنافذ الرسمية َ ، كما نحن شديدي الثقة أيضاً بالخيرين القلائل من المسؤولين في هذا الوطن بأنهم سيصنعوا تاريخاً جديداً مجيداً وسيكون العراق نبراساً للخير والديمقراطية ولو بعد حين .
وآخراً نصيحتي المتواضعة لإخوتي في سوريا العزيزة دعوكم مما تريده لنا إيران فهو ليس من مصلحتكم
 


7/11/2008 البصرة

 

free web counter