باسم محمد حسين

9 كيلومترات بصراوية

باسم محمد حسين / البصرة

تمتد مسافة 9 كم تقريباً من ساحة سعد (مفترق الطرق الرئيسية الواصلة للبصرة) وبين جسر الزبير الواقع على نهر البصرة المصب العام لمياه البزل الذاهبة إلى الخليج العربي وهذا الجسر يلتقي فيه طريقا الذهاب والإياب ليكون ممراً للقادم والمغادر.. وأحياناً يزدحم هذا الجسر في ساعات الصباح ألأولى وبعد الظهيرة.
تقوم حكومة البصرة هذه ألأيام بتحديث هذه المسافة وذلك بزيادة عرض الشارع من الجهتين قرابة 2.5 م لكل جهة ويتم إنشاء رصيف جميل على جانبي الشارعين وفي الجزرة الوسطية أيضا ًبحدود 4م لكل جهة أيضاًً وهو مغلف بالطابوق الملون المستورد من الجارة إيران وبعدها سيتم إكساء الشارع بطبقه من ألإسفلت وهذا شيء مفرح إذ سيضفي جمالاً نسبياً على هذه المسافة مع تأمين إنسيا بيه عالية للسيارات وممشى لطيف للمارة، فشكراً لهم.
ولكن لدي بعض الملاحظات يشاركني فيها الكثير من مستخدمي هذا الشارع بشكلٍ يومي ;
1- في العهود السابقة وفي مثل هذه المشاريع كانت توضع لوحات تعريفية بالمشروع موضحاً فيها أسم المشروع والجهة المشرفة على التنفيذ والجهة المنفذة وأسم المهندس المقيم ومبلغ المقاولة وفترة ألإنجاز لكي يعلم الناس المستفيدين منه هذه التفاصيل ولم نكن في عهد الشفافية كما ألآن.
2- كان بالإمكان استثمار ألأموال المخصصة لهذا العمل بإنشاء جسر ثاني ليخفف الازدحام عن الجسر الوحيد والذي يستخدم لطريقي الذهاب والإياب كما أسلفت وأنا متأكد بأننا (العراقيين) قادرين على تنفيذه بشكلٍ كامل لوجود كادر تصميمي وتنفيذي ماهر لمثل هذه ألأعمال ومنهم الكثير ممن ساهم في بناء و إعادة بناء العديد من الجسور بعد حرب عام 1991 وأيضاً بالإمكان استخدام الهندسة العكسية للتصميم المعتمد في الجسر الحالي الذي بنته شركة تايسي اليابانية وتطبيقها على الجديد كما أن أغلب الخامات متوفرة أيضاً وبالإمكان استيراد الباقي من إيران كما يستورد طابوق ألأرصفة .
3- باعتقادي أن مشاريع أخرى أكثر أهمية من هذا المشروع وقريبة منه جغرافياً ، إذ تفتقر مدينة ألأمن الداخلي المحاذية لهذا الطريق من الجهة الشمالية إلى شبكة صرف صحي وحالة بعض أحيائها لا تستساغ مطلقاً حيث المطبات الناتجة عن تراكم هذه المياه هنا وهناك ناهيك عن الروائح الكريهة المؤثرة سلبياً على صحة المواطنين بالإضافة إلى تأثيرها السلبي على أسس البنايات حيث تزداد الرطوبة فيها ونفس هذه التفاصيل تنطبق على مدينة القبلة الواقعة جنوبي المشروع.
4- للبصريين تجربة مع تبليط الشوارع منذ تغيير النظام ولغاية ألآن وقد تستمر . إذ جميع الطرق التي أعيد أكسائها مجدداً بالإسفلت أصبحت أكثر رداءةً من السابق بسبب استخدام إسفلت غير مطابق للمواصفات الفنية الصحيحة و بالتأكيد كان منتجاً خارج الرقابة النوعية ولا داعي لذكر جميع ألأمثلة بل هناك مثال واحد فقط واضح وضوح الشمس وهو طريق أم قصر- بصرة إذ تكونت فيه الخدود والسدود بسبب ثقل السيارات الكبيرة القادمة من الموانئ والتي تزيد حمولتها عن 30 طن بالإضافة إلى حرارة الصيف البصري اللاهب وسوء نوعية ذلك ألإسفلت وسوء طريقة فَرشِهِ و حَدْلِِهِ.
5- إن هذا الطريق هو طريق خارجي سريع وواسع فلماذا هذا الرصيف الفاخر؟ من الذي سيستخدمه؟ إذ لا توجد أي ضرورة لإنشائه مطلقاً.. عفواً أجزاء منه ألآن مستخدمة من قبل بعض باعة زيوت السيارات و المرطبات والشطائر وكذلك باعة الماشية (الخراف فقط).
6- منطلِقاً من خلفيتي الفنية الهندسية كتبت المادة أعلاه مبتعداً عن السياسة كما في المرات السابقة ولكني ألآن وجدتها سياسية أكثر مما هي فنية إذ لم أتطرق تفصيلياً لكافة فقرات هذا العمل كي لا أطيل عليكم ولكن بودي القول ً لمن أقترح هذا العمل ومن وافق وصادق على تنفيذه أن بصرتنا الغالية تحتاج لمشاريع بنى تحتية حقيقية ولا تحتاج لمشاريع تزويق لأنها جميلة ومزوقة بنخلها و حنّائِها والقاصي والداني يعرف ذلك والمفروض أن تكونوا أنتم أوّلهم.
شكراً لمن قال (رَحِمَ الله أمريء عَرَفَ قدرَ نفسِه)