| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

باسم محمد حسين

 

 

 

الأثنين 7/4/ 2008



التيار الأعرجي

باسم محمد حسين / البصرة

لم أكتب عن الأحداث الأخيرة في البصرة رغم أني عشتها بشكل كامل وعن قرب لأن كل ما أكتبه لن يكون جديداً مهما كان لأن تفاصيل المعارك نفسها في هذه المرة والمرات السابقة قتل ، حرق ، هدم ، سرقة ، خطف ثم الانسحاب والدعوة للتهدئة وتعود الحالة كما كانت عليه والخاسر الأول والأكبر هم المواطنون البسطاء والقليل جداً من المتقاتلين . ولكن بعد هذه الفترة الطويلة من بدء الأحداث والتوترات التي سبقتها وامتدت بعدها كانت هناك بعض الأمور التي لم تجتمع مسبقاً كما هي اليوم ، منها الحملة الإعلامية التي يشنها الطرفان على بعضهما البعض والتي بدأها النائب بهاء الأعرجي بقوله المأثور بأن المالكي دخل البصرة من الشباك وليس من الباب لأنه وصل البصرة وبدأ يمارس عمله دون الرجوع إلى محافظ المدينة ومجلسها الموقر وسرعان ما أنتبه الرجل وقام باستقبال المحافظ ورئيس المجلس ، ولكن أتوجه للسيد الأعرجي بسؤال أين كان المحافظ وأعضاء المجلس حينذاك؟ منذ يوم الأحد 23/3 لم يتواجد أي من المسؤولين في مقر عمله على خلفية سرقة سياراتهم كما حدث لإثنين من أعضاء المجلس قبل فترة بسيطة ، كما صاحب هذه الأعمال العسكرية أعمال مؤازرة لها قام بها الصدريون في أجزاء من الكرخ والمحمودية وأماكن أخرى بإيقاف الحياة و الاعتصام وعدم السماح لأي شخص بفتح متجره أو محل عمله بحجة أن الجميع متضامنين معهم في هذا الموقف كما صاحب هذه الفعاليات توزيع نسخ من القرآن الكريم والورود البلاستيكية في بغداد والنجف وغيرها على القطعات العسكرية المتواجدة هناك بينما يوزعون في البصرة والناصرية و الكوت القذائف والرصاص والسؤال هنا لماذا هذا التنوع في الهدايا ؟... وصاحب هذا النشاط نشاط آخر في المجلس النيابي تزعمه النائب نصار الربيعي بهجومه على السيد رئيس الوزراء ومن يتعاون ويتعاطف معه بأنهم أذناب المحتل ناسياً أن المحتل هو صاحب الفضل الأول عليه وعلى غيره بالوصول إلى هذا الكرسي الوثير الذي وفر له الثراء والجاه وحرية السب والشتم لمن يسير بما لا يشتهون . وفي النجف الأشرف كانت هناك تصريحات للسيد حازم الأعرجي المساعد المقرب من السيد مقتدى بأن هذه العمليات لا تستهدف الخارجين عن القانون بل تستهدف التيار الصدري بالذات وهي إجراءات إستباقية للتمهيد للانتخابات القادمة وبإعتقادي أن هذه سذاجة غريبة إذ هل بالإمكان إنهاء هذا التيار بشكلٍ كامل والاستحواذ على صناديق الاقتراع ؟ ثم ألا توجد قوى أخرى غير الدعوة والصدريين؟ ولكن كما يقال الإناء ينضح بما فيه إذ أنهم هم الذين يفكرون هكذا ،ويعملون على ذلك أيضاً ، وهنا يمكنني إظهار موضوع بسيط يوضح أن الحكومة عازمة على إنهاء أدوار المسلحين وليس التيار الصدري وهي إعلان الفريق عثمان الغانمي بخلو حوض الفرات من المسلحين والخارجين عن القانون ومع ذلك مكاتب التيار الصدري وهيئاتها المختلفة موجودة وتمارس أعمالها بشكلٍ طبيعي . كما كانت هناك نغمة جديدة لدى السيد الأعرجي وهي التهديد بالاعتصام ثم العصيان المدني ثم إجراء آخر ، ترى ما هو الإجراء الآخر؟ وهل يستحق هذا البلد الجريح إجراءات أخرى غير المساهمة في البناء والأعمار والتعاون على إخراج القوات الأجنبية بالطرق السلمية التي أمر الله بها ؟ وصاحب هذه العمليات أيضاً الإمعان في ضرب المنطقة الخضراء وبشدة ولأماكن منتقاة بدقة وأكّد النائب سامي العسكري بأن الصدريين وراء هذا القصف المكثف لهذه المنطقة التي يفترض أن تكون محصنة من الهجمات ، كما قام مسلحون مجهولون بحرق مقرات منظمة بدر وحزب الدعوة / جناح المالكي في مدينة الصدر وغيرها من الأحياء الشيعية الأخرى، وهذا التصرف ليس غريباً لأنهم حرقوا مقر حزب الفضيلة في البصرة في 22/3/2007وقبله بناية بهو الإدارة المحلية الذي يستغله المجلس الإسلامي الأعلى وقناة النخيل التلفزيونية في 25/8/2005 .هذا ويدّعي البعض من الذين يظهرون في القنوات الفضائية من النواب البرلمانيين وبعض المسؤولين الصدريين بأنهم رسل السلام والمحبة ويكرهون القتل والقتال والدماء ولا يسمحون لأحد أن يحكم خلافاً للقانون ولكنهم يدافعون بشدة عن المسلحين في البصرة ويدعون المالكي للعودة إلى بغداد وترك هذا الواجب لأنه هو الذي أزّم الأوضاع هنا حسب قول السيد حارث العذاري مدير مكتب الصدر في البصرة بينما تدّعي النائبة انتصار العلي بأن 90% من أعمال القتل في البصرة تقوم بها منظمة بدر وسؤالي لها هنا كنائبة عن الشعب أين كانت هذه المعلومة قبل هذا الوقت ؟ ألم يجدر بها وهي نائبة عن الناس البسطاء المظلومين أن تفاتح القضاء بهذا الأمر حين علمها به؟ لا بل وتتابعه لحين الاقتصاص من المذنب وإنصاف المظلوم وإلا ما هو عمل النواب ؟
جميل جداً أن الحكومة انتبهت ولو متأخرة كما قال السيد رئيس الوزراء لحالة البصرة المؤلمة لأنها فعلاً كانت موزعة بين الميليشيات المتناحرة والمتفقة في آنٍ واحد وأي خلاف بين تلك الكيانات يؤدي إلى القتل والحرق وغيرها بسبب تصحر الوطنية لدى هؤلاء وتغليب المصالح الشخصية والفئوية والدليل البسيط والقريب هو إعطاب حوالي 200 محولة كهربائية مختلفة الأحجام في هذه الأحداث كانت تخدم البصريين الطيبين كما تم تفجير أنبوب نفط فرعي أدى إلى هبوط مستوى التصدير لمدة أربعة أيام تقريباً لحين التمكن من إصلاحه من قبل كوادر شركة نفط الجنوب...
وكلمتي الأخيرة للتيار الصدري وهي كلمة كل من يحب الناس ويحب الخير كل الخير للجميع بأن ينتبهوا الى حالة ظهرت خلال الأيام في مدينتي الشطرة والقرنة ، من طرد المسلحين من تلك المدينتين؟ لم تكن الشرطة الوطنية ولم تكن الشرطة المحلية ولم تكن قوات الجيش ولم تكن القوات المتعددة الجنسيات بل كانوا أهالي تلك المدن الذين ضاقوا ذرعاً بتصرفاتهم ... إذن ماذا بعد ذلك ؟
وهناك كلمة للنائب بهاء عضو البرلمان وعضو اللجنة القانونية فيه ، كيف تهدد بثورة على الدولة من قبل فئة واحدة وأنت نائب عن الشعب ألن تصبح هذه الثورة مجزرة للناس ؟ ثم كيف تدافع عن وجود ميليشيا والدستور الذي يفترض عليك تطبيقه يحظر وجود تلك المجاميع ؟

أريد منك جواباً

البصرة 7/4/2008
 


 

Counters