| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

باسم محمد حسين
bassim532003@yahoo.com

 

 

 

الأثنين 6/10/ 2008

 

كنس الأميركان

باسم محمد حسين

مقالة الزميل الفاضل مثنى حميد مجيد ( أفكار من على رصيف الباب الشرقي ) في 28/8/2008 أقنعتني بان أكتب هذه المقالة.

تطرق الزميل الى إمكانية كنس الأميركان (حسب تعبيره) وهذه امنية لكل عراقي يحب وطنه مهما كانت ثقافته وإنتماؤه وكيفما كان إدراكه للأمور ، ولكن السؤال متى وكيف ولماذا ؟

لقد ناضل أسلافنا العراقيين منذ الحكم ألأموي ولغاية اليوم تقريباً ضد من حكمهم جوراً وظلماً ونحن جيل الخمسينيات شاهدنا بأعيننا وعشنا شيئاً من تلك الممارسات بل ونتفاخر احياناً بان البعض من  أهلنا كانوا ممن قاوم الإحتلال البريطاني حينذاك ونحن وآخرين وبشكلٍ أو بآخر قاومنا الطغاة البعثيين الذين يجب  أن لا ننسى إحتلالهم للوطن أكثر من ثلاثة عقود تخللتها بحبوحة سياسية وأقتصادية بسيطة ولكن والكل يعرف إنتهت تلك البحبوحة نهاية أكثر من مأساوية على يد الطاغية صدام وعصابات العوجة ومن آزرهم على ذلك بغية الإستفادة الآنية من جاه أو مال أو منصب رسمي يوفر له تلك الأمور أو غيرها  . السياسي والمتابع السياسي والمواطن البسيط جميعاً يعرفون أن أميركا تهتم جداً بمصالحها وتنفق الكثير على هذا الهدف وتستعين بكل من تراه وماتراه مناسباً لتأدية المهام التي توصلها لهذا الهدف ولكن لنكن صريحين أكثر مع أنفسنا هل مصالح الولايات المتحدة تتقاطع كلياً مع المصالح الوطنية العراقية؟ الا توجد أهداف مشتركة للبلدين ؟الا توجد لدى البلدين بعض الرؤى المشتركة لمشاكل العالم الحالية وطرق حلها؟الم نرى بعض الدول التي دخلتها أميركا ثم خرجت منها كيف أصبحت بعد فترة وجيزة ؟ وهناك الأمثلة الجميلة في اليابان وألمانيا وكوريا الجنوبية وكيف أصبحت الدول التي قاتلت الأميركان بشكلٍ شرس وماذا حل بها؟ والصومال خير تلك الأمثلة . يجب أن نفكر ملياً بهذا الأمر قبل الحكم عليه كما هي أحكامنا السابقة على بعضنا البعض والإتهامات التي نكيلها للآخرين جزافاً حاسبين أننا أكثر وطنيةً من الآخر، وجلسات مجلس النواب الموقر والتي تظهر على قناة العراقية الفضائية توضح ما تقدم بشكلٍ جلي لكل من يريد التأكد من هذا الأمر.منذ أن بدأت المفاوضات بين الحكومة وبين الجانب الأميركي بدأ القومجية والإسلامويون من النواب وغيرهم التشكيك بقدرة المفاوض العراقي على ان يكون نداً للجانب الآخر حيث قال أحد نواب تيار مقتدى الصدر أن لا وجود للمفاوضات بل هناك متلقي عراقي وآخر أميركي يملي عليه ما يريد ، وها هي الأشهر الأربعة تنقضي ولم يتم (تلقي ) الجانب العراقي الأوامر الأميركية إذن أين يكمن العمل والقول الصحيح ؟سادتي الأفاضل برأيي نحتاج لهذه الإتفاقية الأمنية ومع الولايات المتحدة بالذات كونها الدولة الأكبر والقطب الأول إن لم يكن الأوحد في هذه الدنيا وذات إمكانيات جبارة في كل الميادين الإقتصادية والعسكرية والسياسية والتقنية كما وأنها دخلت البلد ولا تريد أن تخرج منه مهزومة ويجب على العاقل منا إستثمار هذا الأمر لصالح بلدنا وأن نكون (شطاراً) في التعامل مع الجزئيات لكي يتحقق لنا ما نريد إن كنا نريد فعلاً خدمة الوطن وألأجيال القادمة ولا نريد المزايدات الفارغة والظهور في الأجهزة الإعلامية كخطباء نشعل فتيل الوطنية الفارغة مع الأسف ، يجب علينا جميعاً وخصوصاً السياسين والإعلاميين وكذلك رجال الدين أن نحسب الأمور بشكلٍ دقيق جداً قبل أن نتصرف ، يجب علينا قراءة التاريخ القريب ً لكي نستوضح الأمور بشكلٍ جلي ونتعامل مع كل فقرة على أنها كبيرة مهما كان حجمها صغيراً كي لا تفوت علينا كثيراً من القضايا ونقع في أخطاء إستراتيجية و تكتيكية كما فعل غيرنا من قبل وخصوصاً السفير برايمر. يجب ان نحذر بشدة من جميع الدول المجاورة فها هي إيران تصدر لنا كل شيء المواد الغذائية والمواد الإنشائية والبلاستك والحبوب والكرزات والسيارات والمشروبات بما فيها البيرة الإسلامية وبعض الأدوية و حتى مادة الكلور المنتهي الصلاحية والذي كان سبباً رئيسياً أو مساعداً في تفشي وباء الكوليرا في منطقة الهاشمية في محافظة الحلة وها هو الأردن الذي لم يستنكر الإرهاب قبل أن يحصل على النفط العراقي بأسعار محفظة وها هي سوريا التي لا تستطيع منع تسلل الإرهابيين عبر حدودها معنا في الوقت الذي لا يمكن للعصفور الهرب منها الى إسرائيل عبر هضبة الجولان وها هي تركيا تقلل من إنسياب الماء لنا بعدة طرق وها هي السعودية تمول حارث الضاري وتستقبل مقتدى الصدر ولا تستقبل نوري المالكي وأخيراً الكويت وعلى لسان الفنانة فيفي عبدو وفي ليلة حمراء مع أحد شيوخها (محمد الصباح) وهي تحتفظ بالتسجيل كما تقول أن 90% من العمليات الإرهابية تمويلها كويتي و بالمناسبة أنا متأكد من الذين حرقوا المكتبة المركزية في البصرة في بداية التغيير ربيع 2003 كان أحدهم كويتي الجنسية  .......... وأمام كل هذا ومع محدودية إمكانات العراق الحالية العسكرية والتقنية والإستخباراتية وحتى السياسية أؤكد حاجتنا لهذه الإتفاقية شريطة (كما قلت سابقاً) أن تكون مدروسة بحصافة من كافة الجوانب.ما تقدم مختصر جداً مقارنة بأهمية الموضوع .

 

البصرة 4/10/2008    

 

free web counter