كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

الأحد 4/12/ 2011

متى ينقطع نزيف الدم باسم محمد حسين / البصرة تفجيرات منطقة خمسة ميل البصرية الثلاث يوم 24/11/2011 وبعدها تفجيرات قضاء الخالص وما سبقها وما لحقها أصابت عين الحقيقة المرة في العراق و هي (سوء الأداء الحكومي) إن خسارة عشرات البشر ليس بالأمر الهين مطلقا و المترتبات على فقدان هؤلاء الناس كثيرة جدا و بالتأكيد لا مجال لحصرها كما لا يمكن السكوت و التغاضي عنها كما فعلنا و فعل غيرنا سابقا . لست محللا عسكريا و لكن خدمت العلم العراقي بحدود 7 سنوات متفرقة في سبعينات و ثمانينات القرن الماضي و اعرف و كما الآخرين انه في بعض الأحيان يستعان بالكثرة للتغلب على النوعية و هذا ما جرى عندنا في العراق إذ جندنا مئات الألوف من الشباب في الشرطة و الجيش و ألحقناهم بأفواج و ألوية و فرق كما صنعنا من بعض رجال الميليشيات البسطاء ضباطا و منهم برتب عالية تولوا مسؤوليات ضخمة ألقيت على كاهلهم المحدود الإمكانية فلم يستطيعوا الاستجابة للأمر ليس نقصا في وطنيتهم و لكن نقصا في قدراتهم الذاتية التي لم تحظى بتدريب يليق أو يوازي التحديات الخبيثة من فلول القاعدة و البعثيين و الطامعين في بلدنا و الآخرين الذين لا يريدون لنا الخير (وما أكثرهم ) , لقد استخدم هذا الأسلوب كثيرا عبر التاريخ و لكن في مرحلة أو حالة واحدة فقط أو عدة حالات لأسباب آنية فمثلا عند عبور ماوتسي تونغ نهر اليانغ تسي ضحى بمعدل 90% من الزوارق مقابل عبور 10% منها إلى الضفة الأخرى أمام جان كاي جك . و كما استخدمت إيران أفواج المتطوعين الذاهبين إلى كربلاء في التخلص من حقول الألغام العراقية بغية إدخال جيوشها النظامية إلى الحدود العراقية و هناك أمثلة كثيرة أخرى . أما أن تبقى هذه الإستراتيجية طيلة هذه السنين في حرب داخل المدن فهو موضوع يستحق الدراسة و التخطيط الكثير حفاظا على أرواح و ممتلكات العراقيين . فمثلما استعان رئيس الوزراء بشركات متخصصة (حسب قوله) في موضوع ترشيق الوزارات قبل أشهر بإمكانه الاستعانة بمتخصصين عسكريين عن كيفية معالجة هذا الموضوع الذي لا يمكن أن تعلو أهميته أية أهمية أخرى . فلا سبيل نراه للتعامل مع هذه الإحداث المأساوية سوى زيادة السيطرات و زيادة وضع المصبوبات الكونكريتية التي هي أصلا تزيد من الازدحام و تكاثر السيارات في أماكن ضيقة بالإمكان استثمارها من قبل القتلة و المجرمين في أحداث مثل تفجيرات الأمس القريب . و هناك مثل آخر هو العثور على عبوة ناسفة في منطقة البصرة القديمة (سوق البصرة) مساء اليوم 26/11/2011 و نظرا للازدحام الشديد و عدم معرفة التعامل الصحيح لإبعاد المواطنين عن المنطقة قامت القوات الأمنية بإطلاق النار في الهواء عشوائيا و اعتقلت الكثير من المارة بداعي الاشتراك في الأمر مما احدث ردود أفعال سلبية كثيرة ناهيك عن إحداث الرعب في نفوس المواطنين نتيجة هذه الإعمال الغير مدروسة للقوات الأمنية كما قلنا سيئة الأداء بسبب النقص الكثير في التعليم و التدريب وعدم نشر الوعي الأمني بين المواطنين . و ليس هذا فقط و لكن هناك بعض اللوم للمواطن نفسه ففي بعض الأحيان يتصرف المواطن عكس ما يصب في مصلحته و كما قلنا بسبب نقص وعيه الأمني . و نعزو كل هذا السوء للأداء الحكومي لان طبيعة الناس تسير على سنة حكامهم و ها هم من يحكمون : - بقينا 10 أشهر بلا حكومة تتقاذفنا التصريحات والتهديدات ومن ثم إبتلعتنا دول الجوار - بسبب قانون الانتخابات الجائر ارتقى البرلمان أناس حصلوا على عدد محدود جداً من الأصوات وها نحن نحصد النتائج . - صار عندنا أكبر حكومة في التاريخ مكونة من 42 وزيراً وأستغرب لماذا لم يدخلوها في كتاب غينيتس للأرقام القياسية ؟ - سميت بحكومة الشراكة الوطنية وكم هو جميل هذا الاسم على غير المسمى , إذ لم يكن للشراكة مكان مطلقاً بل المحاصصة الطائفية فقط كما اعترف النائب حسن السنيد إثر تصاعد الخلافات بين قائمتي القانون والعراقية حيث قال لقد تم تقسيم الوزارات على أساس شيعي , سني , كردي في أربيل . (وهي الطريقة الوحيدة لبقائهم في السلطة الآن ولاحقاً ) . - لم تكن حكومة متوافقة مطلقاً فكل يبكي على ليلاه في تصريحاتهم وآرائهم وخير مثال ميناء بوبيان . - ضُربت آراء الناس عرض الحائط كما ضرب الناس بالهراوات والعصي وأعتقل البعض بواسطة سيارات الاسعاف بسبب الرأي المغاير للقوى النافذة دون سبب آخر . - الفساد أصبح رمزاً للدولة ولم يتخذ أي إجراء ضده ولغاية الآن سوى الكلام ودائماً ما يكون عكس الفعل وها هو القاضي رحيم العكيلي يُبْعَد عن منصبه بضغوط الفاسدين بالرغم من حصوله على تزكية كونه أحد أربعة أشخاص في العالم تصدوا للفساد رسمياً . - خلقت نوعيات جديدة من البشر تعمل لمصلحتها فقط دون الآخرين . - سُرّاق المال العام ومهربي السجناء ينعمون بالسحت الحرام برفاهية لم يحصل عليها بعض الملوك . دون مقاضاة . - وصل الفساد إلى الأداء الطبي بالرغم من القسم المهني , وكون العمل إنساني أكثر مما هو حرفي . - كان حديثاً لرئيس الوزراء مع موظفي هيئة النزاهة حيث يدعي عدم تنفيذ طلباته بمتابعة ملفات فساد خطيرة . ماذا يعني بالأمر ؟ هل هو جيد الأداء بينما غيره عكس ذلك ؟ أم أن هناك فساد في هذه المؤسسة ؟ أم كسل وتهاون في عملها ؟ كل هذا يتحمل مسؤوليته هو شخصياً إذ لم يعالج الأسباب في حينها (إن وجدت) . - حدودنا مفتوحة لمن هب ودب وها هو منفذ سفوان تدخل الحاويات بدون تفتيش بسبب عطل جهاز السونار منذ سنين . 0والذي لا يصدقني ليذهب هناك ويستفسر شخصياً) . - أتمنى أن تتغير الأحوال ولكن التمني رأس مال المفلس وأعتقد بأني لست مفلساً .     البصرة 2/12/2011