| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

باسم محمد حسين

 

 

 

 

الثلاثاء 4 /9/ 2007

 

 

 
الكهرباء مجددا


باسم محمد حسين / البصرة

بدأت معاناة أغلب العراقيين مع الكهرباء عند بداية العمليات العسكرية العالمية ضد العراق في 16-17/1/1991 ولكن انتعشت نسبياً لعدة أيام بعد تحررنا من الدكتاتورية ودخولنا الاحتلال . وهي اليوم الشغل الشاغل لملايين العراقيين والأسباب معروفة حتماً والذي دفعني لكتابة هذه المادة مجموعة أسباب أولها انقطاع خط المولدة عن بيتي لليوم الرابع على التوالي بسبب خسارة صاحبها ( حسب ادعائه) لأن أسعار الوقود في تزايد مستمر وثانياً الأخبار الواردة من مؤتمر دبي لإعادة أعمار العراق الذي حضره وفد عراقي رفيع المستوى برئاسة الدكتور عادل عبد المهدي و مجموعة من كبار المسئولين والذي اُعلن فيه إن العراق يحتاج إلى 50 مليار دولار لتأهيل قطاعي النفط والكهرباء وثالثاً قرأت في أرشيف موقع أصوات العراق ونقلاً عن الدكتور وحيد كريم وزير الكهرباء الرجل الاختصاصي في هذا المجال وكما اعتقد بأنه يعمل بشكلٍ جيد لإدارة هذا القطاع إن العراق يحتاج إلى 10000 ميكاواط وباعتقادي أن هذا الرقم صغير جداً لأن الكويت وحدها تستهلك هذه الأيام9000 ميكاواط فكيف بالعراق ؟ وقوله أيضاً أن وزارته توفر حوالي 5000 ميكاواط أو أكثر ولو كان هذا الرقم دقيقاً لكانت المدن العراقية تُزَود بهذه الطاقة لمدة 12 ساعة يومياً وهذا ترف لم نصل إليه ولكننا نحلم به (وهذا أحد حقوقنا الدستورية ) . علاوة على ذلك هناك بعض الكلمات والتصريحات السابقة للسيد رعد الحارس وكيل الوزارة بأن محافظات الجنوب تستأثر بالكهرباء لمواطنيها وتمنعها عن بقية المحافظات ومع احترامي للجميع هذه كلمات غير صحيحة وباطلة ولا تنم عن صدقٍ قولٍ لمسئولٍ كبير بل عن ضعفِ موقف وتحميل الآخر وزر الفشل الكبير في الأداء ، وكان لي مثل هذا الكلام مع الأستاذ إسماعيل زاير رئيس تحرير جريدة الصباح الجديد الغراء في شهر آب 2005 عندما كتب مقالاً بهذا المعنى متكلماً عن شحة الكهرباء في مدن العراق باستثناء البصرة والناصرية فهناك فائض عن الحاجة الحقيقية و لا يزودون بها بقية إخوانهم في الوطن و عمدها كتبت له رسالة الكترونية تفصيلية عن وضعية الكهرباء في البصرة عموماً ومنطقة سكني خصوصاً ودعوته لزيارتي والمكوث عندي ليومين ليرى الحقيقة بأم عينيه ، وبعد وصول رسالتي له تفضل علّيّ وكلمني هاتفياً شارحاً الأسباب التي دعته لتلك الكتابة ومواضيع أخرى اقتنعت بها وشكرته على تلك المكالمة . كما قرأت في الشريط الإخباري لقناة الفضائية العراقية بأن الكهرباء مخططاً لها أن تستقر سنة 2010أو 2011 وقولي لهم لن تستقر حتى في 4010 إدا بقيت الحكومة تعمل بنفس النهج ونفس ألأساليب . كيف سنحصل على 10000 ميكاواط عام 2010ولم نضع حجر أساس لمحطة توليد واحدة؟ ولم نخطط لذلك عملياً.
لدينا في وطننا العزيز نِعمٌ كثيرة جداً أهمها اثنان لم تشتركا معاً في أي بقعة من العالم سوى العراق وهما الماء والنفط كما وهما العاملان الرئيسيان في توليد الكهرباء وأنا أضيف لهما الهواء أيضاً أي أن العراق من هذه الناحية مؤهل لتصدير الكهرباء وليس استيرادها من الدول المجاورة فيما لو استثمرت هذه الخيرات بشكلٍ صحيح . مجموعة حلول اعتقدها صحيحة ومفيدة لبعض المناطق في الوطن وليس كلُّ الوطن لاختلاف الظروف وهي :
1- بالإمكان إنارة بعض الشوارع بواسطة وحدات صغيرة تعمل بالطاقة الشمسية وكذلك القرى البعيدة والنائية.
2- استخدام الطواحين الهوائية (air-turbine ( في التوليد مستفيدين من غزارة تلك الثروة الإلهية أسوة بالدول الأخرى مثل الدانمرك واليابان وألمانيا وجمهورية مصر العربية ، إذ أنَّ محافظة البحر الأحمر المصرية المنتجة للنفط تتغذى ﺑ 230ميكا / واط باستخدام هذه التقنية وستعزز ﺒ 120 ميكا / واط أخرى و ستقوم بالعمل شركة يابانية (بالرجوع إلى موقع وكيبيديا الالكتروني ) وهناك مشروع آخر في منطقة أخرى في مصر لتوليد 240 ميكا واط بقيمة 300 مليون دولار تقريباً باستخدام نفس التقنية التي لها مزايا أخرى غير سرعة النصب والتشغيل منها المحافظة على البيئة لعدم وجود احتراق للوقود فيها... أين نحن من هذه الأرقام وهذه التقنيات وما ينتج عنها ؟ ألسنا في هذه الدنيا أم نحن في عالم آخر غير عالمنا ؟
3- هناك مشروع لمركز الأبحاث البصرية في جامعة أريزونا بقيادة د.آدن ﭭينيل (مدير المركز ) حيث وضع تصميماً لمفاعل شمسي بطاقة 1000 ميكا واط باعتقادي يمكن تنفيذه هنا في منطقة كردستان ( الآمنة نسبياً ) ولتتبناه تجريبياً الأمم المتحدة أو فيلق المهندسين الأميركي ( وهو احد الجهات الساندة لقطاع الكهرباء ) أو مع جهة دولية أخرى للمساهمة في التمويل . ولدى غيري بالتأكيد الكثير والأفضل من المقترحات .
رحم الله بدر شاكر السياب حيث لم يكن يعلم أنَّ الشمس التي تغنى بها ممكن أنْ تولد الكهرباء حينما قال

    الشمس أجمل في بلادي من سواها والظلام         حتى الظلام هناك أجمل فهو يحتضن العراق

4/9/2007