| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

باسم محمد حسين
bassim532003@yahoo.com

 

 

 

الأثنين 4/1/ 2010



الشيوعيون والفالي والقزويني

باسم محمد حسين

الذي دفعني لكتابة هذه المادة كثرة التكلم على الشيوعيين وخصوصاً في هذه الفترة وإتهامهم باطلاً بعدة إتهامات وهم منها براء لأني أعرفهم ومتأكد مما أعرفه . قبل فترة ليست بعيدة إتهم السيد مرتضى القزويني إمام الجماعة والخطيب في الصحن الحسيني الشريف الذي يتقاسمه مع الشيخ عبد المهدي الكربلائي وقبل أيام مُنِعَ بث أنشطته من التلفزيون بشكل مباشر ولأسباب غير واضحة ، أتهم الشيوعيين بأنهم ملحدين وكفار وما الى ذلك لا بل وحتى أولادهم مثلهم ملحدين ، لو سلمنا جدلاً بأنهم ملحدين فلماذا أولادهم مثلهم ؟ ففي هذا الإتهام منافاة للقرآن الكريم حيث الآية (يُخرج الخبيث من الطيب ويُخرج الطيب من الخبيث ) " هذه الآية كمثال والكل يعرف أن الأمثال تضرب ولا تقاس ، إذ الخبث غير موجود لا عند الشيوعيين ولا عند المتدينين الحقيقيين" و الآن هناك أعضاء في أحزاب إسلامية وآبائهم من كبار الشيوعيين العراقيين مثل نجلي الشهيد هندال جادر وأعتقد إن في وطننا العراق العزيز الكثير من أعضاء الحزب الشيوعي العراقي هم أبناء عوائل متدينة جداً مثل الأستاذ عامر عبدالله ، ومنهم أيضاً من نسل النبي محمد (ص) مثل الشهيد الرمز سلام عادل وكثيرين غيرهما ولا مجال للحصر هنا مطلقاً . إن مقولة الشيوعية كفرٌ وإلحاد جاءت في وقتها ولها ظروفها و حيثياتها المعروفة ، والشيوعيين يحترمون الأديان وممارسة طقوسها لأنها جزء من الحريات الشخصية التي كفلتها دساتير العالم وهناك الكثير من الأهل والأصدقاء والمعارف ممن يمارسون تلك الطقوس ومنتمين للحزب بل وهناك من القياديين أيضاً والذين سافروا لأداء فريضة الحج فهل من الصحيح أن يوصفوا بالكفار؟

أما السيد محمد الفالي الإيراني الجنسية والممنوع من دخول دولة الكويت بسبب خلافات مذهبية حدثت هناك في العام الماضي أدت الى ذلك مما حدا به القدوم الى العراق وإقامة أنشطته في النجف وكربلاء والبصرة وهذه الأيام يلقي محاضراته في حسينية آل عاشور في طريق أبي الخصيب وفي ليلة 31/12 -1/1 من السنة الجديدة انهال على البعثيين والشيوعيين بشكلٍ غير مسبوق وللأسف الشديد في محاضرته هذه ساوى بين الضحية والجلاد وكما يعرف الناس كيف إكتوى الشيوعيين بنار البعث العفلقي الصدامي المجرم منذ عام 1963 ولغاية 2003 وما بعدها حيث تفنن القتلة في إنزال التعذيب بحَمَلة حمامات السلام والحرية والذين يعملون فقط لوطن حر وشعب سعيد ولا يعملون مطلقاً لحزب سعيد أو فئة سعيدة بل لكل الوطن وأهلِه والتاريخ يشهد بهذا وغيره من سجايا الشيوعيين على امتداد قرابة ثمانين عاماً مملوءة بالتضحيات دون الحصول على مكاسب .

أود القول بأن هؤلاء الناس لم يسيئوا للدين رغم عدم التزام البعض منهم به ولكن الذي أساء للدين فعلاً ولم يتخذ من القرآن الكريم وسِيّر الصالحين سبيلاً لعمله هم النفر الضال من المحسوبين على الإسلام أمثال القاعدة وأزلامها والمسلحين الآخرين الذين اتخذوا من بعض أحكام القصاص الدينية ذريعةً لممارسة القتل والسرقة والتهجير والتهميش والتعذيب تحت شعار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والسنين الست الماضية في وطننا المبتلى بهم خير مثال يستعان به ، فالذي لا يمارس الطقوس الدينية لا يسيء للدين ولكن الذي يدّعي الدين ويتصرف بعكس تعاليمه هو المسيء للدين والوطن والناس وهو المنافق بالعرف الشرعي والأمثلة لا تـُعَد ولا تـُحصى عندنا في العراق .

إني أدعو الشيخين المحترمين للتعرف بشكل دقيق على هذا الحزب العريق ذي الرؤى الشاملة والخط المستقيم وهو الوحيد الذي قدم برنامجاً سياسياً متكاملاً للسير بالوطن نحو التحرر من الفقر والجهل والمرض والجوع والوصول بالبلد الى مصاف الدول المتقدمة مستفيداً من الخيرات المتيسرة وتعزيزها لتكون السبيل لتحقيق تلك الأحلام المشروعة للناس ،كما أدعوهما والآخرين للتعرف على كوادر الحزب وطرق تعاملهم مع المواطنين ونزاهتهم المشهودة حيث تم تسمية الحزب ( بحزب الأيادي البيضاء ) والتي هي شحيحة جداً في مثل هذه الظروف التي وصل بها العراق الى ثاني أو ثالث دولة فاسدة في العالم .

كما أدعو قيادة الحزب الى التعامل مع هذه الحالات للحد منها لأن تأثيرها سلبي جداً في مثل هذه الظروف التي نحتاج الى أصوات الطيبين من أبناء الوطن .
 

 

البصرة 4/1/2010
 

 

free web counter