| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

باسم محمد حسين

 

 

 

 

الاثنين 30/4/ 2007

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

أيار 1959

باسم محمد حسين / البصرة

إني اعترف أمام نفسي وأمامكم كنت متشائماً جداً لمستقبل بلدي الجريح ، ولكن احتفاليات الحزب الشيوعي العراقي بذكرى تأسيسه ال73 في الوطن وبلدان الشتات بعثت في نفسي ألأمل من جديد بإمكانية إعادة بناء العراق وبأيادي الوطنيين الشرفاء من أبناءه وبمساعدة الخيرين في العالم . فاحتفالية بغداد في ملعب الشعب الدولي كانت أضخم تجمع احتفالي منذ سقوط الدكتاتورية ولغاية اليوم ,وعرس الناصرية الجميل في سياراتهم المزينة التي طافت شوارع المدينة بضفتيها وتعاطف جماهير الشعب مع المحتفلين كانت الرد الصحيح والسلمي على ألاعتداء ألآثم في 14/12/2005 على مقر محلية الناصرية ومقر حركة الوفاق الوطني .والشطرة ألأم التي احتفلت وللمرة ألأولى في الهواء الطلق على شارع النهر اللطيف وسط المدينة التي بدأ الحزب فيها مسيرته الوضاءة .أما احتفالية البصرة الفيحاء فكانت رائعة جداً بجهود الأبطال الذين تحدوا كل شيء وكونوا منهاجاً جميلا ًأعاد فيه الفنانين والشعراء والسياسيين نكهة المسرح البصري ألأصيل من خلال أوبريت شنان المعيبر وبقية الفقرات ألأخرى و لاننسى مساهمة شركة نفط الجنوب من خلال القاعة الرائعة ومستلزماتها والتي لم تستطيع استيعاب الحضور الجماهيري ذلك اليوم رغم وسعها .
واليوم وبعد عودة ألأمل لنا من جديد وإطلاعي على بعض فقرات احتفال ألأول من أيار لإتحاد عمال البصرة عاد إلى ذاكرتي المتعبة احتفالات العراق والبصرة بالذات عام 1959 حيث كان والدي المرحوم محمد حسين الخياط من المساهمين بهذه المناسبة حيث نظمت النقابات آنذاك وكل حسب ألاختصاص مشاهد رائعة أتذكر منها أن كل نقابه هيأت سيارة حمل كبيره وزينتها ووضعت فيها ما يمثل نشاط ذلك ألاختصاص . فمثلاً نقابة الخياطين كونت محل خياطه مصغر واستعانت بنا نحن (ألأطفال) لتجسيد تلك المشاهد وكنت أنا بمثابة صاحب المحل الذي يقف على طاولة التفصيل ليقص ألأقمشة وفق قياسات الزبون ويعطيها لعامل الخياطة والتي كانت أختي الجالسة على الماكنه تقوم بذلك العمل بينما جسد أخي عامل الكوي (ألأوتي)وهذا كل ما يحتاجه محل الخياطة بألإضافه إلى معرض للأقمشة والبدلات المنجزة ،وكان أصدقاء والدي والذين يصغرونه سنًاً يحملون مشاعل الحرية خلف تلك السيارة وعلى شكل كرودس وكنا نتوقف بين فترةٍ وأخرى لنزودهم بالنفط لديمومة النار في تلك المشاعل وأتذكر اثنان منهم ألآن وهما حامد وعبدا لجليل أطال الله عمرهما ومنحهما الصحة .
بينما أعدت نقابة الخبازين مخبزاً متنقلاً يعدون فيه الخبز الطازج ويوزعونه على الناس المحتشدين لرؤية ذلك الكرنفال ، بينما صنع النجارون حمامة السلام من الخشب المغطى بالقطن ألأبيض وتحمل في منقارها ألأحمر سعفةً خضراء ، كما كانت هناك مساهمات رائعة لعمال الموانئ وعمال شركة نفط البصرة وغيرها الكثير .
صدقوني لا أستطيع أن أعبر لكم في هذا المقال البسيط عن مقدار فرحة الناس بهذه ألاحتفاليه التي كانت تخترق شوارع العشار النظيفة آنذاك وعندما وصل الموكب إلى جسر المتصرفيه (المحافظة القديمة ألآن)انطلقت زغاريد النسوة البصريات وهنا لاحظت بينهن جدتي ووالدتي وعماتي ونساء محلتنا القديمة. من خلال ما تقدم يتضح للجميع أن هناك أناساً قلبهم لا يزال ينبض بكلمة عراق ومستعدين للعمل والتضحية من أجل العراق لا من أجل نفطه وماءه وخيراته ألأخرى فقط .سلاماً لهم ولمن يؤازرهم وسلاماً لكل من يحب العراق.