| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

باسم محمد حسين

 

 

 

الجمعة 2/11/ 2007



فزتم ورب الكعبة

باسم محمد حسين/ البصرة

الفوز شيء جميل مفرح يدفع الفائز للأمام ويزيده عزماً واندفاعاً نحو تقدم جديد وفوزٌ آخر ، ويختلف الفوز حسب قناعة الشخص فمقولة الإمام عل (ع) فزت ورب الكعبة تعني أنه فاز بجنات الخلد بعد أن تأكد بأنه سيموت نتيجةً لضربة بن ملجم له ليلة 19 رمضان أثناء الصلاة في مسجد الكوفة عندما كان عمره 63 سنة فقد فاز بدخول الجنة بينما فاز بن ملجم بأنه حقق هدفاً (سامياً بالنسبة له) بقتل هذا الرجل الشجاع فشتان بين هذين الفوزين ولكنهما بحادثة واحدة أو فعلٍ واحد.
والكثير من الأمثلة الأخرى على هذا الموضوع ولكن الذي أروم التحدث عنه اليوم هو فوز نواب الشعب العراقي بهذه الكراسي المريحة والمربحة في آنٍ معاً . لقد كانت الدعايات الانتخابية كثيرة جداً ومتنوعة أيضاً ومنها الترغيب وفي بعضها الترهيب حيث دخول نار جهنم في حالة عدم انتخاب القائمة الفلانية وكذا الكثير مثل هذه المقولة ، لقد زار المرشحون المحافظات وجمعوا الناس وجيشوا جيوشهم ونفخوا قرابهم بما يثير الناس على الآخرين حيث يهتدون إلى طريق واحد هو انتخاب هذه القائمة دون غيرها .
عموماً فاز البعض بينما خسر العض الآخر مثلما يقول المثل الشعبي ( الشاص شاص والحمل حمل) وهي تعني تحديداً أن بعض النخيل قد أزهر و حمل ثماره بينما الآخر لم يحمل التمر اللذيذ المفيد والمغذي ، وقد استبشر بعض العراقيين الطيبين بفوز هذه الجماعات على أمل أن يحققوا الخير للوطن والمواطنين بعد سنين طويلة من الضيم والجوع والفقر والإذلال ألبعثي حيث سيلتزمون بالدستور الذي صوتنا عليه وسيكون هو الطريق الأمثل لذلك الخير ولكنهم أول ما فعلوه خرقوا هذا الدستور بتأخرهم بالاجتماعات لكي يعدوا لانتخاب وزارة هي الأولى الدائمية المنتخبة في تاريخ هذا البلد المعطاء وتم ذلك بعد جهدٍ جهيد . وبعدها بدأت ظاهرة تغيب البعض منهم عن الحضور تظهر بجلاء كما ظهرت خلافاتهم الساذجة والمعلنة أمام البشرية جمعاء من خلال الفضائية العراقية ولكن الموضوع الوحيد الذي لم يختلفوا عليه هو مخصصاتهم وامتيازاتهم التي ضاعفوها خلال السنتين الماضيتين تقريباً و مع هذا تقدم البعض منهم بمشروع مخصصات وامتيازات جديدة خرافية لا يمكن تصورها ، لقد كتبت كما الكثير من الناس حول هذا الموضوع الذي دارت المناقشات حوله في البرلمان في الفصل التشريعي الأول من هذا العام ولكن لكثافة الحملة المعارضة له كما اعتقدتا اُلغي الأمر وتوقعنا أنهم تركوا الموضوع وعادوا إلى رشدهم وأحسوا بأن ما طلبوه كان أكثر من الطبيعي بينما الواجب الذي يمليه عليهم كرسي البرلمان هو الدفاع عن حقوق الناس وإصدار القوانين التي تساعد في هذا المجال ومراقبة عمل الوزراء واقتنعوا بما رزقهم الله من رواتب مجزية ومخصصات أخرى .. ولكن اتضح أن اعتقادنا كان خطاً حيث مرروا قراراً بتلك الامتيازات الجديدة وصادق عليه لشديد الأسف مجلس الرئاسة وأصبح نافذ المفعول وبالتأكيد أن هذا القرار قد صدر عن المجلس بإحدى الجلستين 49 أو 50 لأنهما غير موجودتين على موقع المجلس في شبكة الإنترنت ومثلما نوقشت طلباتهم في الفصل الأول بجلسة مغلقة (أي بكل صراحة ووقاحة يخفونها عن الشعب) ..لماذا؟؟
لقد بحثت كثيراً في المواقع الإلكترونية والصحف والمجلات وبعض الوثائق في عدد من دول العالم عن رواتب ومخصصات البرلمانيين والمسؤولين فلم أجد دولة واحدة تهب الثروات وليس المخصصات للمسؤولين فيها مثل العراق . لنأخذ الولايات المتحدة الأميركية مثلاً فهناك قانون يحدد راتب الرئيس بأن لا يزيد عن 20 ضعف لأقل راتب رسمي في الدولة الأميركية وبالتأكيد فإن رواتب بقية المسؤولين أقل من راتب الرئيس ولنقارن ما موجود في بلاد الخيرات التي تجمعّن في العراق كما لم تتجمع في أي مكان في العالم مطلقاً . فلنقل أن اقل راتب هو 150000 دينار يضاف لها جزافاً ما يقدم للموظف من خدمات بحدود 50000 دينار مضروباً في 20 سيكون 4 ملايين دينار، فهل يتقاضى السيد ـــــــــــ أربع ملايين دينار فقط.و لنأخذ الدانمرك مثلاً آخر فهناك مخصصات متنوعة منها الخاضع للضريبة ومنها غير ذلك ومقارنةً بما عندنا فحدث ولا حرج ولا مجال للمقارنة وحتى تقاعد البرلمانيين هناك يختلف نسبياً عن التقاعد الاعتيادي فقط لمن أكمل ثلاث دورات انتخابية أي 12 سنة كنائب عن الشعب وليس 9 أشهر كما في الجمعية الوطنية السابقة حيث تقاعد من لم يفز بالأصوات التي تؤهله مجدداً برواتب لم يكونوا يحلموا بها فهنيئاً لهم وحظاً أوفر لمن انتخبهم.
لنقارن راتب نسيبي أبو نور المدرس منذ 39 سنة وحالياً يدير مدرسة متوسطة ويتقاضى 552 ألف دينار يستقطع منها 24 ألف دينار توقيفات تقاعدية وضريبة دخل فيبقى من محصوله الشهري528 ألف دينار ولنضيف له جزافاً 12 ألف دينار عن الخدمات التي تقدم له من الدولة فيكون المبلغ الكلي 540 ألف أي بحدود432 دولار أميركي بسعر السوق السائد للعملة الصعبة علينا فقط بينما يكلِف عضو البرلمان ميزانية الدولة العراقية بحدود 45000 دولار شهريا ًوهذا الحديث للسيد محمد حسن الموسوي القيادي في المؤتمر الوطني العراقي في ندوة تلفزيونية مساء الأحد 28/10/2007 ...علماً بأن بعض النواب لم يصل عمرهم للعمر الوظيفي للأخ أبو نور ولم يحصلوا على شهادته الجامعية . فهل هذه العدالة يا من تشرعون العدالة؟
لقد فزتم وفزنا نحن أيضاً لأننا تمسكنا بمبادئنا وعملنا الخدمي.
وأخيراً أطلب العذر ممن لم تكن له يد في هذا العمل.


 


 

Counters