| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

باسم محمد حسين
bassim532003@yahoo.com

 

 

 

                                                                                           الجمعة 28/12/ 2012



أنبوب نفط العقبة

باسم محمد حسين / البصرة

اتفاقية السيد رئيس الوزراء نوري المالكي أثناء زيارته للمملكة الأردنية الهاشمية معهم للتعاون بمد أنبوب نفطي الى ميناء العقبة لتصديره من هناك . هل هي خطوة موفقة ؟ وإذا كانت كذلك ما الذي دفعه لهذا المشروع الآن ؟ هل التهديدات الإيرانية بغلق مضيق هرمز ؟ أم لسد حاجة التصدير المتزايد وعدم كفاية الموانئ العراقية لهذا الأمر ؟ أم استخدام هذا المنفذ الجديد بغية الإستغناء عن منفذ جيهان التركي ؟ كخطوة للنيل من تركيا بسبب التوترات الأخيرة بين الطرفين (المالكي وأردوغان) وليس الشعبين أو الحكومتين .

* التهديدات الإيرانية بغلق مضيق هرمز في الخليج العربي : يبدوا للكثير من المراقبين والمحللين السياسيين والاقتصاديين استحالة قيام ألإيرانيين بهكذا عمل له شديد الأذى على دولتهم أساساً وعلى العراق والكويت والبحرين والإمارات (يمكنها أن تتجاوز هذه المشكلة قريباً لأنها تقوم حالياً بإنشاء ميناء لتصدير النفط جنوب المضيق) والموانئ الشرقية للمملكة العربية السعودية حيث أن هذه المنطقة من العالم تصدر النفط (مصدر الطاقة الأساسي) الى ثلث العالم تقريباً والبعض من الدول المستفيدة من التصدير لها عبر الخليج هي الصين وروسيا ودول شرق آسيا و تحتفظ إيران بعلاقات طيبة مع بعضها لغاية الآن ولا أعتقد أنها ستفرط بالقليل من هذه العلاقة كونها بحاجة ماسة جداً في التبادل التجاري وخصوصاً في هذا الوقت وكذلك العلاقات السياسية .

* سَدّ حاجة التصدير المتزايد : فعلاً قد يحتاج العراق الى موانئ أخرى لسد حاجة التصدير المتزايد والتي عبرت حاجز 2,5 مليون برميل يومياً نتيجة دخول الشركات العالمية ساحة العمل وفق عقود الخدمة المعروفة وفعلاً بدأت تتضح نتائج جهود هذه الشركات ، ولكن وزارة النفط قامت بإنشاء مواني عائمة في المياه الإقليمية لهذا الغرض وبدأ استخدام أحداها قبل أشهر وبحضور الشهرستاني فبالإمكان زيادة عددها أو كفاءتها التصديرية باستخدام معدات أكثر تطوراً وهذا أمر متاح جداً وكلفته أبسط بكثير من كلفة مد أنبوب الى العقبة . . كما أن الأنبوب المزمع إنشاؤه بطاقة 2 مليون برميل يومياً ، اي ستكون منفعته جزئية في حالة غلق المضيق .

* استخدام المنفذ الجديد : هنا بيت القصيد يعتقد بعض المراقبين والمحللين والمتابعين لهذا الشأن أن هذا المشروع سينفذ بناءً على رغبة المالكي لكسر الطوق التركي والكردي في التصدير عبر ميناء جيهان جنوب تركيا ويمنعها من الاستفادة من مستحقاتها المادية والنفطية المتأتية من التصدير عبر أراضيها وإلحاق الضرر بها نكاية برئيس وزراءها المختلِف مع المالكي بشكل كبير ومن المستبعد جداً أن يتوافقا .

في كل أنظمة الحكم الشرقية والغربية والشمالية والجنوبية تكون (السياسة للاقتصاد) أي تسخير السياسة المتبعة في إدارة البلدان لتنمية اقتصاديات تلك البلدان والنهوض بالمستوى المعيشي للمواطنين فيها ولكن يبدوا أن العراق يواجه لعنة قديمة متجددة وهي (الاقتصاد للسياسة) أي تسخير موارد الوطن لنزوات ورؤى سياسية وبشكل غير مدروس مطلقاً أو حظي بدراسة معينة أو مخصصة لهدف سياسي وليس اقتصادي يكون مردوده ليس لعامة الناس بل لهدف شخصي أو جهوي في أحسن الأحوال ، ومثال هذا إقرار القيادة البعثية بعد 1968 في العراق تخصيص 30% من إيرادات النفط لتغطية مصاريف حزبهم آنذاك وبعد 1979 سخر هدام كامل الميزانيات لتغذية الحروب والصناعات العسكرية وغير العسكرية التي فشل أغلبها ونجح البعض القليل منها . ويبدوا أن العجلة جارية بنفس الاتجاه .

أعتقد كما غيري من بسطاء العراقيين بأن هناك خطين آخرين لتصدير النفط عبر موانئ غير عراقية الأول في ميناء بانياس السوري على البحر المتوسط وهو خط قديم جداً بالإمكان فحصه وإصلاحه (إذا كان يستوجب ) ليصار الى استخدامه مستقبلاً وهو الميناء الأقرب جغرافياً الى الدول الأوربية والأمريكتين والثاني يصل الى ميناء ينبع السعودي على البحر الأحمر وهذا الميناء يتمتع بإمكانات هائلة لاستقبال ومليء السفن الناقلة للنفط  بالإمكان استخدامهما بعد حل المشاكل البسيطة بين حكومة العراق وحكومتا سوريا والسعودية بروح مهنية ودبلوماسية عالية .

ويمكن تسخير الأموال التي ستصرف على هذا المشروع لتطوير الموانئ العراقية المُصَدِّرة للنفط أو (في الأقل) للبدء بمشروع ميناء الفاو الكبير الذي وضع السيد رئيس الوزراء حجره الأساس بيدهِ الكريمة في البصرة أواخر عام 2009 قبيل الانتخابات البرلمانية . هذا المشروع العملاق والذي يجب أن ينفذ وبأقصى سرعة وتخصص له أعلى التخصيصات المادية وتسخر له كافة الجهود التي يستحقها لأنه وكما تدعي الحكومة ذاتها بأنه سيكون نواة الربط بين الشرق والغرب بعد تهيئة القناة الجافة (الطرق السريعة الواصلة بين الفاو والبحر المتوسط) حيث سيقضي على جزء كبير من البطالة وسيوفر أموالاً تذهب الآن الى الموانئ القريبة ، ولكن عملياً لم يلقى هذا المشروع الاهتمام المُستَحَق من قبل الحكومة والمتنفذين في الوطن كون هذا الميناء في حالة اكتماله وتشغيله سيؤثر سلباً على موانئ المنطقة لأنه يسحب الأنشطة الملاحية إليه . وهناك (طراطيش كلام لا أكثر) بأن الجهات السياسية الرئيسية في العراق غير راغبة في بناء هذا الميناء وفاءً أو محاباةً للبعض من دول الجوار التي قد تتضرر نسبياً منه .  كما يمكن تسخير هذه الأموال في بناء مصافي نفطية أو توسيع المصافي الموجودة حالياً و تطوير منتجاتها الرديئة بدلاً من الاستيراد العشوائي وهدر المبالغ الضخمة من خيرات الوطن .

وأخيراً ألم يحن الوقت للاعتماد على الذات ؟؟؟ حيث أننا نستورد عبر موانئ الغير ونصدر أيضاً عبر موانئ الغير ونصدر النفط الخام ونستورد مشتقاته . ألم يحن الوقت لاستنهاض طاقات شباب العراق المُجَمَدة ؟ لمس العالم بأجمعه قدرات العراقيين على البناء وخصوصاً بعد حرب 1991 عندما تهدمت أغلب الجسور ومحطات الكهرباء والكثير من ركائز الحياة و البنى التحتية على يد قوات التحالف حيث عادت الكهرباء في الشهر الخامس من ذات العام والجسور تباعاً لغاية 1993 عندما أنجز الجسر المعلق بل بنى الملعون هدام جسراً بطابقين يربط جهتي بغداد الحبيبة .

((وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)) قرآن كريم 


البصرة 27/12/2012



 

free web counter