| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

باسم محمد حسين
bassim532003@yahoo.com

 

 

 

الجمعة 26/12/ 2008

 

وماذا بعد المشهداني ؟

باسم محمد حسين

بسم الله الرحمن الرحيم * لا يُغًيرُ الله ما بٍقومٍ حَتى يُغيروا ما بِأنفُسِهِم * صدق الله العظيم
لا اريد أن اُفسر القرآن الكريم ولا أريد أن أشرح لكم هذه الآية لأن الأغلبية من القراء الكرام تعرف ذلك أحسن مني بكثير ولكن أردت الإستشهاد بها وأبدأ موضوعي حول أستقالة الدكتور محمود المشهداني رئيس مجلس النواب العراقي وحسناً فعل هذا الرجل . في السابق كتبت كما الكثير من الزملاء الأعزاء عن البرلمان العراقي وإخفاقاته الكثيرة والكبيرة في أداء الأعمال الموكلة إليه باستثناء القوانين والقرارات التي تخص الإمتيازات والمخصصات الخرافية التي منحوها لأنفسهم حصراً دون بقية أبناء الوطن الذين جازفوا بحياتهم وصولاً لصناديق الإقتراع وإنتخبوا بعضهم بينما جاء البعض الآخر بالتزوير المحكم الذي جاءنا من الشرق ، وحتى قانون رواتب الموظفين الذي إنتظرته أغلبية العراقيين جاء غير محكم حيث نفذ منه باقر صولاغ الزبيدي وأفرغه من محتواه بتعليمات تطبيقه التي أصدرها للوزارات . لم يكن هذا البرلمان ممثلاً للشعب العراقي مطلقاً بل كان ممثلاً حقيقياً للطائفية والعنصرية والفئوية باستثناء بعض الخيرين الذين كنّا ومازلنا نعول على جهودهم في التغيير الإيجابي الذي نطمح له ورغم إنهم قِلة الاّ أنهم إستطاعوا الى حدٍ ما الوقوف بوجه بعض الإرادات السلبية للأغلبية الطائفية من النواب .
الذي يعرفه الناس عن المشهداني أنه إعتمد الوسطية في إدارته لجلسات البرلمان وحاول التوفيق بين المختلفين بالآراء ( وما أكثرهم عدداً وما أكثرهم تطرفاً وانحيازاً وتعصباً للرأي الذي تحمله فئتهم ) كان الرجل أحياناً كثيرة يحاول إمتصاص غضب الصدريين الذين يعارضون كل شيء وبكل ما اٌتوا من قوة وكان يجامل البعض الآخر في الرأي تمشيةً للموقف وكان أحياناً كثيرة يتجاهل البعض من الذين يحاولون فرض أنفسهم على الآخرين بالصوت العالي أو بالكلمة المؤثرة وكان أغلب الأحيان ساخراً يطلق كلماته دون تحفظ وكثيراً ما ظهرت له على التلفزيون مثل هذه التصرفات. لا أعتقد ان احداً يستطيع التشكيك بوطنية الرجل ونزاهته وتاريخه الجيد ولكننا نستطيع القول بأنه لم يكن موفقاً جداً في رئاسة البرلمان ومثلما له من الإيجابيات له نصيب من السلبيات أيضاً حيث أولها أنه لم يكن حازماً في مواقف تستحق الحزم منها مثلاً عدم إتخاذ أي إجراء بحق المتغيبين عن الجلسات البرلمانية مما حدا بالبعض الآخر الحذو حذوهم الى ان وصل المجلس الى ماوصل إليه من تسيب في الدوام ادى الى عدم إكتمال النصاب لأغلبية الجلسات في الأيام الأخيرة ومنها أيضاً وبدرجة تقل كثيراً عن الأولى أنه ذهب للحج مرتين متتاليتين فبعد الحجة الأولى سقطت عنه الفريضة الشرعية فلماذا الثانية في حين أغلبية المسجلين من المواطنين لم تتيسر لهم هذه الفرصة ، وما بينهما فأنتم تعرفون . أما أنا فلي مأخذين على الرجل أولهما سمى نفسه من جماعة منتظر الزيدي وكأن هذا الشخص مثال للرجولة أو الوطنية أو ما شاكل وثانيهما لماذا طلب التقاعد من البرلمان ووافقوا له وبعدها في المؤتمر الصحفي الذي عقده قال سأعود للبرلمان بعد تسعة أشهر أي على الإنتخابات القادمة ترى ما هو المقصود ؟ هل هو الراتب التقاعدي العجيب أم شيء آخر ؟ سنعلم ذلك ولو بعد حين. كان بإمكانه الإستقالة من رئاسة المجلس والبقاء كعضو برلمان يمارس واجباته ويحارب الطائفية التي كانت السبب في الهجوم عليه ويعطي درساً لغيره وتكون بادرة جيدة تستحق الثناء . بعد أن تنحى هذا الرجل عن رئاسة البرلمان ظهرت هناك علامات واضحة عن هشاشة جبهة التوافق العراقية فبالأمس بالذات ظهر علينا خلف العليان أو كما سميته في مقالٍ سابق خلف الكيمياوي لأنه دافع مستميتاً عن علي الكيمياوي وأعلن للملأ أن جبهة التوافق لم تعد موجودة على الصعيد العملي بعد أن إنسحب منها مجلس الحوار والمستقلين وآخرين وتفرد بها الحزب الإسلامي العراقي حسب إدعائه وهذا الأمر برأيي موضوع إيجابي لأنه سيضعف الكتل التي جاءت عن طريق اللعب بعواطف الناس طائفياً وسيمهد للقوى الوطنية بعض الطريق للعمل وصولاً للمواقع الإدارية العليا ليخدموا الوطن من خلال خدمتهم لأهلهم . ولا ننسى أن هناك من أعضاء التوافق ( كما في غيرها ) من هم ذو رأي سديد وكلمة طيبة وفعلٍ حسن بدأوا يظهرون في الفترة الأخيرة. أتمنى ان تكون إستقالة الرجل مفتاح خير ولو للفترة البرلمانية المتبقية على أقل تقدير وتكون درساً لنائبيه والموظفين العاملين معهم وتكون مفتاح الأزمة السياسية العراقية الناتجة عن الصراعات السياسية الظاهرة والمخفية والتي ترفع الشعارات الطائفية والعرقية التي تبغي الوصول الى هرم السلطة والسيطرة على قمته وفرض الأجندة المطلوبة منهم والتي لا ترضي أغلبية العراقيين . كما اتمنى أن يمارس البرلمان العراقي واجبه الدستوري بانتخاب رئيس جديد بعيداً عن موضوع التوافقات وترشيح الأفضل وهنا تحضرني رسالة من الأستاذ الفاضل عادل حبة منقولة عن أحد المواقع والتي يطلب كاتبها ترشيح النائب حميد مجيد موسى وأنا أضم صوتي له و اُرشح الرفيق العزيز أبو داود كونه وبشهادة الجميع الأكثر جدية وحرصاً ومواظبةً على جلسات البرلمان والرجل وطني معروف وذو تاريخ نظالي بطولي وذو أخلاق رفيعة كما هو اكاديمي إقتصادي والسنوات الخمس الماضية أي منذ بدء العملية السياسية الجديدة والجميع مطلع على أداءه في مجلس الحكم والجمعية الوطنية وهذا المجلس اي اننا نحتاج مثل هكذا شخصية . وهنا المحك إذ الكل في وسائل الإعلام يلعن المحاصصة الطائفية ويريد التخلص منها وأقول لهم ها قد جائتكم الفرصة الحقيقية فبدلاَ من أن تلعن الظلام إشعل شمعة .


البصرة 25/12/2008


 

free web counter