كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

الجمعة 25/2/ 2011

خرجنا باسم محمد حسين / البصرة في يومٍ ليس كالأيام الإعتيادية التي تمر علينا فالمحلات مقفلة والشوارع المقطعة فارغة إلا من القليل من السيارات والمارة وأغلب الناس سكنت بيوتها خوفاً من المجهول وقبل هذا اليوم سمعنا التهديد من شخص رئيس الوزراء بوجود فلول البعث ورجال القاعدة واحتمال حدوث تفجيرات كبيرة وما الى ذلك , هددنا لأنه كان (حريصاً) علينا وعلى أرواحنا ويخشى علينا من عوادي الدهر وإجرامية البعث والقاعدة وكذلك البعض من رجال الدين الذين روجوا لعدم التظاهر ولأسباب عديدة بل ذهب السيد كاظم الحائري الذي يعيش في إيران الى تحريم التظاهر كما سمعنا , مع كل هذا خرجنا متناسين كل شيء لنعبر عما في دواخلنا . بدأ التجمع قرب تمثال الشاعر بدر شاكر السياب منذ التاسعة صباحاً تقريباً أفراداً وجماعات من قوى وشخصيات التيار الديمقراطي وكان يفترض أن تنطلق المظاهرة في التاسعة والنصف إلا أن تأخر البعض في الوصول دعا القائمين عليها لتأخير الإنطلاق بحدود ربع ساعة واتجهنا بحماية رجال الشرطة والجيش المسلحين مرددين شعارات وطنية منددة بالوضع السيء لأغلب مفاصل الحياة البصرية مصرين على تغييرها نحو الأفضل ,,, منها : - بالصوت .. بالحق .. نصلح الأوضاع - بالصوت .. بالحق .. نحارب الفساد - بالصوت .. بالحق .. نعمر البلاد - بالصوت .. بالحق .. نحارب الإرهاب - الشعب يريد إصلاح النظام - نفط الشعب ملك الشعب مو للحرامية - من حگنا ونطالب بيه والبعض رفع لافتات تحمل شعارات - الشعب يريد إصلاح النظام - نطالب باجتثاث الفساد ومحاسبة المفسدين - الشعب يريد توفير الخدمات - نعم للديمقراطية الحقيقية وحماية الحريات - نطالب محاسبة المتجاوزين على المال العام - نعم للرقابة الشعبية - نعم للبطاقة التموينية وزيادة وتحسين مفرداتها - لا للمحاصصة - لا للبطالة .. نعم لفرص العمل وتواصل المسير بحماس عالٍ مخترقين شوارع العشار متجهين الى ساحة الزعيم الشهيد عبدالكريم قاسم وبسبب قطع بعض الطرق إضطررنا الى التوجه الى مسار آخر في الجهة المقابلة لبناية المحافظة وهناك توقف الجمع الخير وقرأ كلمة التجمع المحامي طارق بريسم مخاطباً بنات وأبناء البصرة الصابرة ,, بداية نهنىء شعبي تونس ومصر بنجاح ثورتيهما السلميتين وتمنياتنا لشعوب ليبيا واليمن والبحرين كذلك ثم خاطب الشهداء بأن أبنائهم و إخوانهم سائرين على نهجهم الطيب تضللهم أرواحهم الطاهرة واستذكر بأن هذه الأيام تمر سنة تقريباً على ظهور نتائج الإنتخابات ولم يكتمل تشكيل الحكومة بالرغم من ترهلها الى 42 وزارة وهي نتيجة طبيعية لنظام المحاصصة الطائفية المقيتة ناهيك عن عدم جدية تشكيل مجلس السياسات الإستراتيجية , كما قال أننا في التيار الديمقراطي سعينا وسنبقى دوماً نعمل على وضع البلد على سكة التقدم والإزدهار والرفاه بعد أن دمرتنا سياسات النظام المقبور, واستطرد الى عدم الإنسجام بين مجلس محافظة البصرة وسلطتها التنفيذية مما إنعكس سلباً على الخدمات والأنشطة الأخرى وتلكؤ إنجاز المشاريع وشيوع مظاهر الفساد والمحسوبية والمنسوبية والحل لا يكمن في إزاحة المحافظ فقط بل الحل الجذري الأمثل هو حل مجلس المحافظة وإجراء إنتخابات مبكرة تأتي بتشكيلة متجانسة من الأكفاء المدركين لحاجات الناس قبل حاجاتهم الذاتية وطالبَ بضرورة الإنتباه لما يلي  : 1- العمل بكل الوسائل وشتى الإتجاهات لتوفير الكهرباء. 2- الإنتباه لمشكلة زحف مياه البحر المالحة الى شط العرب وكذلك مياه البزل الإيرانية . 3- ضمان إنسيابية مفردات البطاقة التموينية. 4- معالجة البطالة المستفحلة وضرورة اعتماد المعايير المنصفة في التعيينات . 5- تشغيل المعامل المتوقفة والعاملة بشكل جزئي . 6- دعم الزراعة والمزارعين . 7- الإهتمام الجاد بالثقافة والمثقفين والفنانين والأدباء والرياضيين ودعم نشاطاتهم . بعدها تفرق الحضور مشكورين على مشاركتهم وتوضيح صورة الحال السيئة الى من يجب أن يستمع اليها ويتخذ الإجراءات لمعالجة الممكن منها ووضع الخطط للممكن عمله مستقبلاً .. وكانت هناك تظاهرة أخرى اقتحمت الحواجز الكونكريتية لبناية المحافظة مما أدى الى إطلاق النار في الهواء بغية تفريق المتظاهرين وهذا لم يحصل الا بعد سقوط عدد من الجرحى .   البصرة 25/2/2011