| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

باسم محمد حسين
bassim532003@yahoo.com

 

 

 

الخميس 24/9/ 2009



ماذا جنيت يا منتظر؟

باسم محمد حسين / البصرة

منتظر شاب عراقي اشتهر في نهاية عام 2008 عندما حاول ضرب الرئيس الأميركي السابق بوش برشقِهِ بفردتي حذاءه وكلنا يعرف التفاصيل. وكلنا نعرف أيضاً أنه بعد هذه الحادثة أخذ كلٌ يدلو بدلوه ويكتب ويحكي ويفسر على هواه فمنهم من آزر الزيدي ومنهم بالعكس من طالب بالحكم الشديد ومنهم من أدان العمل و و و .وصولاً الى المحاكمة ومن ثم قضاء المحكومية وإطلاق سراحه قبل أيام في 15/9/2009 .

لست مدافعاً عن الرئيس بوش أو الرئيس نوري المالكي الذي كان بجوار بوش حين الحادث لأن لهما من المدافعين والمحامين الألوف ، ولكن وباعتقادي أنه ليس من الأخلاق العربية التي يدعي بها الزيدي ومؤازريه ويتغنون بها وبعروبتهم (التي أوصلتنا الى هذه الحال) أن يكون اخذ الثأر بهذه الطريقة إذ حسب قول هذا الشاب ثأرت لشعبي ووطني المحتل.قد يكن محقاً في قوله هذا ولكنه كصحفي وصاحب قلم عليه أن يسخِّر قلمه لهذا الغرض وكلنا نعرف أحياناً يكون للقلم وقع أشد من السيف ولكن ولشديد الأسف لم يعلمهم صدام هذا الأمر بل علمهم استخدام السيف في كل المحافل حتى التي لا تستوجب ذلك . لدي مجموعة تساؤلات حول هذا الأمر كما ولدي أجوبتها ولكن .............أولاً لو كان المُضَّيف هو الملعون هدام والضيف هو ملك الأردن الذي سمح بإقامة سرادق العزاء للملعون الثاني الزرقاوي والذي تسبب بدوره بقتل وتهجير عشرات الألوف من أبناء شعبنا البررة وهو الذي أول من بدأ بغرس روح الطائفية في وطننا العزيز هل كان الزيدي يثأر للمساكين الذين سرقت منهم حيواتهم و بيوتهم وممتلكاتهم وأصبحوا يعانون من شغف العيش في أماكن إقامتهم الجديدة ويرمي ذلك الملك وأمام مضيفه بكلتا فردتي الحذاء (رقم 10 كما قال بوش) ؟؟؟ أو لنصحح السؤال هل كان يستطيع مجرد التفكير بمثل هذا العمل؟ بل كان يفكر كيف يرضي القائد الضرورة بمقالة مديح محاولاً الوصول له وتقبيل يديه كما كان يفعل بعض الوزراء حينها . وثانياً لولا هذا الشخص (بوش) هل كانت لدينا فضائية البغدادية والشرقية وصلاح الدين والرافدين ووو؟؟؟ أم كنا ننتظر المساء لنعانق التلفاز مع قناتي الشباب وبغداد لنرى أنشطة الرئيس وما قام به خلال ذلك اليوم من زيارات واجتماعات وغيرها وتذاع مرتين في الأقل عند أخبار الثامنة والعاشرة .

إذن الاحتلال هو الذي سخر لكم هذا وسمح بدخول هذه القنوات ومَهّدَ لكم ولغيركم سبيل الاسترزاق من خلالها وبدونهِ لبقيتم على الراتب ذو الثلاثة آلاف دينار شهرياً وبعدها كلٌ يدبر حاله كيفما اتفق بالسرقة أو بالعمل الإضافي في مكان آخر أو بالرشوة والله أعلم . وثالثاً لو كنت يا بطل جالساً في ديوان شيخ عشيرتك وهناك شخص متواجد معكم في المكان ولك معه مشكلة هل تستطيع مقاضاته في التهجم عليه أو حتى معاتبته دون الرجوع الى الشيخ ؟ اؤكد لك لو فعلتها لفعلوا بك ما فعلته ببوش وبالجملة أيضاً . ورابعاً وأنت كمتعلم يجب ان تفكر بالعمل الذي تقوم به وماذا تجني من ورائه فبعملك هذا ماذا جنيت؟ سوى ركلات من الحمايات بُعيد الحادث مباشرة ومن ثم تسعة شهور سجن (وكما تدعي) التعذيب وغيره بينما بقي الاحتلال موجوداً رغم أنوف الجميع الراضين والرافضين لوجوده ، ولكن باعتقادي الذي جنيته هو تعاطف بعض المرائين من القومجية والعروبية (ليس العرب) الذين حاولوا ان يجعلوا الأمر وكأنه عمل جبار مقاوم للاحتلال والذي يقوم به بطل مغوار وجبل أشم لا يدانيه في وطنيته أي أحد.

لي صديق كان رئيساً لإحدى الدوائر في محافظة البصرة أيام حكم قوات التحالف ( CPA) ، هذا الرجل (استثمر) الإحتلال أحسن الإستثمار إذ استطاع أن يبني دائرته المدمرة كلياً مجدداً وبأسلوب حديث بتمويل شبه كامل من تلك الجهة المحتلة حيث قال لي في إحدى زياراتي له 98% من الكلفة حملتها على البريطانيين والباقي من الوزارة ، هذه هي مقاومة العقلاء بتحميلهم مثل هذه النفقات المفيدة للبلد وبأقصى ما نستطيع وليس بضربهم بالبندقية والسيف وغيرها . هنا تحضرني حادثة أيام تطبيق القوات البريطانية لحملة السندباد السادسة لإعمار البصرة حيث كان ثلة من الجنود الأجانب تقوم بطلاء أعمدة الكهرباء في منطقة الحيانية غرب بصرتي الحبيبة وإذا بأحد المسلحين (الأبطال) يقتل أحدهم ببندقية قناصة وهنا يجن جنون الباقين ويقومون بالرمي العشوائي ويقتلون شخصاً بريئاً كان ماراً بالصدفة في ذلك المكان بينما الرامي (الشجاع) يختفي في بيته . كم هو الفرق بين العملين ؟

إني لا اُعاتب رئيس الوزراء لأنه اتخذ دولة القانون الرسمي شريعة له ، ولكن اُعاتب عشائر بني مالك لماذا لم يتخذوا أي إجراء مع عشيرة بني زيد ؟ حقيقةً لا أعرف السبب.

مما تقدم لا أروم خلق فتنة بين العشائر العراقية النبيلة ولا ادافع عن الإحتلال وأخطائه الستراتيجية والتكتيكية الكثيرة ولكن كنت أود طرح الموضوع على حقيقته وكيفية تداوله بين العقلاء من العراقيين الطيبين الذين لا ينكرون عمل أحد ولا ينسبون عمل غيرهم لهم لأنها ليست من شيم الرجال .



البصرة 24.9.2009
 

 

free web counter