| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

باسم محمد حسين
bassim532003@yahoo.com

 

 

 

                                                                                           الجمعة 24/5/ 2013



الكفار سجنوا كافراً . متى يسجن المؤمنون من يستبيح أرواح وأموال العراقيين ؟

باسم محمد حسين

آلة القتل مستمرة في تهشيم العراق والعراقيين فقد هشمت أجساد شباب يبحثون عن قوت يومي مقابل جهد عضلي كما هشمت أحلام أمهاتهم و زوجاتهم وأولادهم برغيف خبز أو قطعة حلوى أو حبة فاكهة فكانت ثلاثة ايام سابقة دامية وأمس الأول 20/5 كان أكثر دموية . لماذا لا يختار القتلة تفجير أماكن فيها أغنياء ؟ لماذا لا يختارون تفجير سياراتهم وأجسادهم النتنة في أماكن ذات أهمية رسمية ؟ لماذا الفقراء هم الذين يدفعون الثمن الباهظ دائماً بينما يتنعم كبار المسؤولين بما لذ وطاب من أمور الحياة ؟ فعندما يمرض الفقير أو أحد أفراد عائلته فلابد أن يذهب الى عيادات الأطباء الخاصة ويدفع الأجر العالي للفحص ثم ما يترتب من أشعة أو سونار أو تحاليل أو غيرها ويأتي بعد ذلك الدواء الذي تضاعفت اسعاره في اقل من سنة واحدة ، بينما يتمتع المسؤول بالرعاية الطبية الراقية جداً داخل وخارج الوطن *.

المقدمة أعلاه مجرد تساؤل عن عائلات الذين استشهدوا امس الأول 20/5/2013 في بصرتنا وفي بغداد و واسط وبابل والرمادي وصلاح الدين وجلّهم ممن يعملون بأجور يومية ، كيف ستكون عيشتهم بدون المعيل ؟ أين هي قواتنا الأمنية المختلفة ؟ أين هي السيطرات وأجهزتها الكاشفة عن المتفجرات ؟ ألى متى نبقى هكذا يضحك علينا السرّاق واللصوص والمنتفعين بالسحت ؟ الى متى تتغاضى الحكومة عن هكذا أفعال إجرامية كبيرة يذهب ضحيتها المئات من العراقيين (في إحصائية للمنظمة الدولية أن شهر نيسان الماضي هو الأكثر دموية منذ حزيران 2008) .

تأخرت ثلاثة أيام كي أكتب هذه المقالة منتظراً ماذا سيفعل مجلس الوزراء في جلسته يوم الثلاثاء حسب ما قال السيد رئيس الوزراء مساء ذلك اليوم المؤلم ولكن يبدو أن الجبل تمخض كثيراً فولد فأراً خدجاً وليس مكتمل النمو ، حيث استبدل قائد عمليات بغداد بضابط آخر .

ترى هذا هو الحل ؟ هل هذا ما وعدت الناس به مساء ذلك اليوم الأسود ؟ الى متى تبقى تدور في حلقة مفرغة من الأوهام ؟ الى متى تبقى تستهين بدماء من وضعوك في هذا الترف والرغد ؟ آن لك أن تفكر ملياً في أمور العامة وتترك أمورك الذاتية والفئوية. آن لك أن تستشير أهل الشورى الحقيقيين الصادقين الذين لا يبتغون جزاءً ولا شكورا سوى خدمة الوطن والناس . آن لك أن تعاقب نفسك ومن ثم جميع المسؤولين الآخرين في الملف الأمني لأنكم فشلتم في إدارته وتسببتم في إزهاق أرواح البشر .

آن لك أن ترى ماذا فعل الإنجليز (الكفار) بمن غش في تصدير أجهزة الكشف عن المتفجرات بالرغم من أنه أدخل عُمْلَة لِبَلدِه تقدر بـ 52 مليون باون (لقد حكم القضاء البريطاني على جيمس ماكورميك مدير شركة (ITSE) البريطانية البالغ من العمر 54 عاماً بالسجن لمدة عشر سنوات بجريمة بيع معدات غير صالحة للسلطات العراقية) !!! يا له من توصيف دقيق ورائع للجريمة (بيع معدات غير صالحة للسلطات العراقية) بينما السلطات في بلدنا المتضرر من هذه الصفقة لم تحاكِم لغاية اليوم وبالتأكيد لن يحاكَم أحد (حفاظاً) على العملية السياسية !

وأخيراً لتذهب أرواح الفقراء فداءً للعملية السياسية التي يقودها مالكنا .

وآخراً يا دولة الرئيس أنت تعلم أكثر منا بأن الجهاز ألاستخباري العراقي ضعيف جداً ولم تتخذ أنت أو مستشاريك خطوة واحدة لتقييمه وتقويمه . لماذا ؟ . كما تعلم علم اليقين بالقتلة والإرهابيين وتتستر عليهم بحفظ ملفاتهم للمساومات السياسية الرخيصة ! ألم تعدنا يوم الأحداث الدامية بأنك ستكشف خلال اجتماع مجلس الوزراء يوم الثلاثاء ملفات الارهابيين من السياسيين ؟ أليس من أولويات واجباتك المحافظة على أرواح وأموال العراقيين وكشف الجرائم ومتابعة تنفيذ العمليات العسكرية ضد المجرمين ؟

متى يرتبط الشرف بالمواطنة ليسقط السياسي حين اختلال مواطنته ونكث عهده مع الشعب وثقلت موازين السوء لديه ؟


البصرة 23/5/2013


*
(تحدث لي صديق طبيب مقيم في لندن ذات مرة عن تواجد أحد المسؤولين العراقيين في احدى مستشفيات لندن الراقية بسبب التواء كاحل رجله أثناء نزوله السلّم في قصره العامر على ضفاف دجلة مع اثنين من أقاربه كمرافقين للمريض . وظهر بعد الفحوصات بأنه التواء بسيط ممكن علاجه في اي مستوصف في العراق وليس مستشفى بريطاني وبصحبة شخصين تتحمل ميزانية الدولة تكاليف الاقامة والسفر والعلاج) . اين هذه الحالة التَرَفِية من حالة عائلة تبحث عن لقمة خبز عن طريق راتب تقاعدي لمعيلها الشهيد منذ أربع سنوات ؟


 



 

free web counter