| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

باسم محمد حسين
bassim532003@yahoo.com

 

 

 

الأثنين 24/8/ 2009



غادرونا يرحمكم الله

باسم محمد حسين / البصرة

الأحداث الأمنية الأخيرة فجّرت الكثير عند العراقيين جميعاً ، فعند من وقعت ألمأساة فيه أو لأهله وأقربائه ومعارفه الحزن والألم والغضب والنقمة على الفاعلين بينما تعاطف الآخرين من أصحاب القلوب الطيبة مع المصابين وعائلاتهم وبكوا واشتكوا واستنكروا بينما أصحاب القلوب القوية كما يقال كظموا غيظهم في نفوسهم ومنهم من قام بالتحليل والتمحيص حول ماهية تلك الإنفجارات وكيفية وصول المواد المكونة لها للأماكن التي وقعت فيها تلك الأعمال الجبانة ومن دبرها ؟ ومن هؤلاء من استنتج الجهة الفاعلة بناءً على رؤاه الخاصة وتحليلاته ومنهم من اكتفى بسماع آراء القنوات الفضائية ومواقع الإنترنت والبعض الآخر لا يزال حائراً بين تلك الأمور .

التفجيرات وقعت والضحايا الشهداء نتمنى لهم الرحمة والغفران بينما الجرحى نتمنى لهم الشفاء العاجل والعودة إلى حياتهم الطبيعية ولكن ماذا بعد ؟ يجب أن نعترف بأن الجناة أقوى من الدولة وأجهزتها الأمنية الفتية وقوتهم تكمن في أنهم وصلوا للهدف المبتغى بأي صورة كانت لنقل أنهم استطاعوا تغليف المتفجرات بشكلٍ جيد لتمويه الأجهزة الكاشفة أو أعطوا رشى للقائمين على السيطرات أو هم من المتنفذين أمام نقاط التفتيش أو استخدموا سيارات تخص الدولة أو غيرها من السبل،، المهم أنهم وصلوا لأماكن تعتبر محصنة فوزارة الخارجية تبعد بضع مئات من الأمتار عن المنطقة الخضراء ومحاطة بكتل كونكريتية مختلفة الأحجام وهناك عدة نقاط للتفتيش للوصول لها أو المناطق المجاورة ولاحظت ذلك عند زيارتي لمقر الإعلاميين الأجانب المجاور لهذه الوزارة قبل سنتين تقريباً وكذلك وزارة المالية فهي شبه محصنة ولكن يبدو أن كمية المتفجرات الكبيرة وشدتها حالت دون أي موانع أو دفاعات .

ومن الذين انفتحت قريحتهم وصرحوا بآرائهم السديدة نوابنا الشجعان حيث إن النواب الشيعة اتهموا السعودية بينما النواب السنة وبالتأكيد اتهموا إيران بل وبعضهم دافع عن الجهة القريبة إلى قلبه وجيبه وكأنها فعلاً لم تتدخل وصفحات جريدة الحياة اللندنية مليئة بهذه اللقاءات والتصريحات وأعتقد باستثناء عزالدين الدولة فقط الذي قال أن كل دول الجوار تتدخل في الشأن العراقي ولكن بنسب متفاوتة وهذه كلمة حق يتفق معه الكثيرين من أبناء الوطن الأوفياء.

مرتكبي هذه الجرائم في بغداد وبابل وغيرها من أرجاء الوطن العزيز الأخرى يعون جيداً ماهية تفكير النواب والحكومة وطرق تصرفهم في هكذا مواقف بالكَيد واحداً للآخر في كل الأمور التي تحدق في البلد ومحاولة تجيير الصالح لهم والطالح للجهة الأخرى المنافسة ، (( لم يتنافسوا مطلقاً لعمل الخير للجميع مثلاً بإصدار القوانين المفيدة النائمة منذ أمدٍ بعيد أو مراقبة السلطة التنفيذية بشكل صحيح أو التشاور فيما بينهم للوصول إلى حلول جذرية لمشاكل الناس المتفاقمة . ولكنهم تنافسوا واتفقوا بشكل ملفت للنظر عندما أصدروا تعديلات رواتبهم ومخصصاتهم غير المعلنة والطريف أن في الموقع الالكتروني لمجلس النواب العتيد أرشيف جيد للجلسات باستثناء الجلستين 59 و 60 التي حققوا فيها مكاسب خرافية لأنفسهم على حساب الفقر المدقع الذي يعيشه الكثير من العراقيين في الداخل أو الخارج )) وهذه الحالة تساعد هؤلاء المجرمين في عملهم للوصول لأهدافهم الدنيئة بزرع الفرقة بين أبناء الشعب العراقي المتآخي لولا رياح الطائفية المقيتة التي يروج لها اغلب المسئولين في الدولة والمجلس .

الأمثلة كثيرة جداً على كيفية وجوب التعامل في هكذا ظروف ،، لو نتذكر عام 1990 وكيف كانت الكويت تعيش معاناة الاختلاف بين مجلس الأمة والحكومة ولكن عندما غزاهم المجرم هدام تكاتفوا واجتمعوا على كلمةٍ واحدة هي (الكويت لنا) وبدبلوماسياتهم ونقودهم وعلاقاتهم استطاعوا طرد جيشنا من بلدهم بل وفرضوا بكل قسوة تعويضات خيالية علينا ولا نزال نعاني منها نحن الأبرياء بينما المستفيدين تمتعوا ويتمتعون بما أخذوه من الكويت والعراق ومنهم عائلة هدام على سبيل المثال لا الحصر لأني عاجز عن الحصر في هكذا موضوع .

وَضَعتُ الكويت مثلاً لعدة أسباب منها هي أول المتدخلين بشأننا الداخلي وقربها جغرافياً وموضوع احتلال الكويت ليس بعيد ومعروف لدى حتى الشباب الذين لم يعيشوا الحالة ، والكثير من النواب والوزراء لديهم علاقات حميمة هناك وأرصدة في بنوكها واستثمارات ، أي يعرفونها أكثر من بغداد .

فهل يمكن لهم أن يأخذوها مثلاً في محاربة الظروف التعيسة ويجلبوا لوطننا الأمن والأمان والتطور المنشود؟ لا أعتقد ذلك ويشاطرني الرأي الكثير من إخوتي العراقيين لأن أصحاب النفوذ الآن يستجمعوا قواهم بغية الترشيح للانتخابات القادمة وعلى نفس الأسس التي دخلوا بها مسبقاً وأولها التخندق الطائفي ولكن بأسماء جديدة للكتل وأتضح هذا الأمر من دعوة الائتلاف لحزب الدعوة جناح المالكي للدخول معهم في التكتل الجديد مقابل منحه 25% من المقاعد وعدم ضمان منحه منصب رئيس الوزراء وهذا يعني المحاصصة من الآن متناسين أن هذه المحاصصة المقيتة هي السبب الرئيس في كل مشاكلنا فعدم محاسبة المقصرين وحتى المجرمين غير ممكنة بسبب وقوف جماعة المتهم معه بشتى الوسائل حتى تصل الأمور إلى حد التسويف .هذه المحاصصة التي قتلت مبدأ الرجل المناسب في المكان المناسب ووصلتنا الى ما صلنا لهه الآن .

إن الأحداث الأخيرة تدل بالتأكيد على دناءة وخسة أساليب الصراع المستخدمة للحصول على السلطة ومحاولة الوصول لها . اعتقد أن أغلب العراقيين قد سئموا هذه الحالة ويطلبون منكم تركهم وشأنهم ومغادرة البلاد سالمين غير مأجورين محتفظين بكل ما حصلتم عليه لكي يتسنى لهم بناء الوطن مجدداً وفق صيغ وطنية وهم بالتأكيد قادرين على ذلك.



البصرة 24.8.2009
 

 

free web counter