| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

باسم محمد حسين

 

 

 

 

الجمعة 24 /8/ 2007

 

 

 
التجاوزات

باسم محمد حسين/ البصرة

التجاوزات غبر مقبولة أساساً لا في العرف السماوي ولا في الأعراف والقوانين الوضعية، لأنها أقل ما تؤدي إليه هو (تخشين الخواطر) ناهيك عن الرد بالمثل والشتائم وغيرها وبالنسبة للسياسة يمكن أن تستثمرها أطراف أخرى وتشعل فتيل معارك إعلامية على أقل تقدير إن لم نصل للعسكر. وبني البشر بالتأكيد هم لا يملكون العصمة ولكن خير الخطاءون التوابون ، والاعتراف بالخطأ فضيلة والفضيلة تعني الكثير فيا ليتنا نحصل على الفضائل بعد تقويم أخطائنا بحق ألآخرين وبحق أنفسنا . والبعض من بني البشر عندما يتعرض إلى هكذا موقف قد يتجاوزه ويتناساه بسبب دماثة خلقه أو ما شابهها من خصال، أو الخوف من الرّد على المقابل أو التغاضي لمصلحةٍ ما لدى ذلك ألآخر أو لحبهِ له بينما تثور ثائرته عندما يحصل على نفس الموقف من شخصٍ آخر ولو كان الموضوع أقلُ حِدّة.
كبر بعيني وعيون الكثير من الناس موقف المسؤولين في دولة ألإمارات العربية المتحدة عندما اعتذروا عن الخطأ في عزف السلام الجمهوري القديم في الاحتفالية الخاصة بفوز منتخبنا الوطني بكأس آسيا لكرة القدم والتي كلفتهم المبالغ الطائلة بالرغم من أن الخطأ لم يكن مقصوداً ، ولكني تألمت كثيراً عندما شاهدت في التلفزيون وبالتأكيد معي الملايين استقبال الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لرئيس وزرائنا نوري المالكي واجتماعهم الرسمي مع وفدي بلاديهما تحت العلم ألإيراني وبدون وجود العلم العراقي .ألم يلاحظ المالكي ذلك؟ ألم يلاحظ وزير الخارجية ذلك؟ وهو يفترض أن يكون الشخص ألأول العارف بالبرتوكول في هذه المناسبات . هذا بالإضافة إلى كلمته ( المفسدين في العراق ) من هم الذي يعنيهم السيد نجاد؟
لماذا يا أخي أبا إسراء؟ قاتلت الدكتاتورية وهجرت الوطن لسنين طول مبتعداً عن الأهل والأصدقاء وتربة الحلة والنجف وكربلاء ، أليس للدفاع عن هذا العلم الرمز ؟ أم ماذا؟ وكلامي هذا موجه أيضاً للسادة وزير الخارجية ووزير الشباب وبقية أعضاء الوفد العراقي . يعتقد الكثير من البصريين أصدقائي إن هذا لم يكن خطأً بروتوكولياً بل كان عملاً مقصوداً والأسباب معروفة.
ولكن هذا العمل بسيطاً جداً أمام الأنشطة الأخرى من تهريب ألأسلحة والمخدرات للعراق والنفط من العراق وما ينجم عن ذلك من تدمير وقتل وإرهاب وغيرها بالإضافة إلى تدمير الاقتصاد . وكل هذا وغيره ولم يكن هناك رد فعل من الحكومة والمالكي بالذات .كما لم يكن له أي رد فعل إزاء السيناتور كارل ليفن رئيس لجنة الدفاع في الكونغرس الأميركي عندما طالب باستبدال المالكي يوم 18 الجاري ، كما لم يكن هناك أي رد فعل عندما منع الإيرانيين مشاركة الدكتور أياد علاوي من حضور اجتماع أربيل الذي كان مزمعاً عقده لحل مشاكل البلد قبل أسبوعين تقريباً .يضاف إلى هذا القصف المدفعي على القرى الحدودية في كردستان.
ما تقدم و أكثر كانت تجاوزات لم يٌرّد عليها ولكن الذي أدهشني هو رّد السيد المالكي على الرئيس الأميركي بوش عندما قال ( تغيير المالكي يقرره الشعب العراقي وليس السياسيين في الولايات المتحدة ) حيث كان سريعاً جداً وقاسياً بعض الشيء لأن الرئيس بوش أكثر الداعمين للمالكي وحكومته وبرلمانه ودافع عنهم كثيراً وفي كل المحافل . وكما يقال الشيء بالشيء يذكر كان هناك رداً آخر من النائب الصدري بهاء الأعرجي على نفس الشخص عندما قال أن الرئيس ألأميركي يتدخل بالشؤون الداخلية للعراق لأن ألأخير أقترح على البرلمان العراقي الاستمرار بالعمل وتأجيل العطلة الصيفية.وباعتقادي أن هذا الطلب صحيح لأن الله سبحانه يحث على العمل الصالح بقوله (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون).

كلامي هذا ليس دفاعاً عن الرئيس بوش لأني لست محامياً عنه أوعن غيره ولست مقتنعاً بالدفاع عنه أيضاً ولكني مستغرب كونه صاحب الفضل في هذه النعمة التي وصلتم إليها والبؤس الذي يطال العراقيين .

الجمعة 24/8/2007