| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

باسم محمد حسين
bassim532003@yahoo.com

 

 

 

                                                                                           الخميس 24/1/ 2013



كأس الخليج

باسم محمد حسين / البصرة

في احدى نسخ دورات كاس الخليج لاحظ الملعون هدام تـَأثـُر أحد الشيوخ الخليجيين بشدة في لقطة تلفزيونية للاعب عراقي حاول إحراز هدف وحينها آثر الانسحاب من تلك الدورة محافظاً على حسن العلاقة بين العراق وتلك الدولة الخليجية العربية بالرغم من أن فريقنا وجمهورنا كانا يعاملان معاملة جيدة إسوةً ببقية الفرق والجماهير إن لم يكونا متميزان أكثر كون بلدهما يدافع عن (البوابة الشرقية للأمة العربية) .

بعد 2003 وبعد عودة العراق للعب ضمن هذه الفعاليات نرى أنفسنا شبه منبوذين وبتعبير أدق غير مرغوب فينا ففرقنا ومنتخباتنا تلاقي الصعوبات الجَمَّة حتى تحصل على سمات الدخول (الفيزا) وَتـَعامُل موظفي المطارات والكمارك معهم تعامُل ينم عن الشعور بالفوقية ويصل أحياناً الى حد الإهانة ناهيك عن الفنادق وما يدور فيها كما أن تعامل أغلب الحكام لم يكن منصفاً مع فرقنا وبالملموس القريب شاهدنا حالات كثيرة يضاف الى هذا كله الجمهور الخليجي وهنا فعلاً تتجسد مقولة (الناس على دين حكامهم) لأن أغلب حكام دول الخليج لا يكنون لحكومتنا أي احترام حيث لا يمكن وصف الأمور بهذا الصدد . أما إذا كانت هناك مباراة بين الأندية وأحدهما عراقي فبالتأكيد الأندية الخليجية لا تسمح للاعبيها العراقيين حتى بالتواجد في الملعب . أما مباراتنا مع الإمارات مساء يوم 18/1/2013 فجميع الأمور فيها محزنة . بدءاً من عدم السماح بقدوم الجمهور من العراق الى البحرين بينما عشرات الطائرات ومئات السيارات وصلت من الإمارات حاملة ألوف المشجعين الإماراتيين لمؤازرة فريقهم ، تخصيص مقاعد الجمهور العراقي في زاوية ضيقة من مدرجات الملعب وبعدد 500 شخص فقط لا يمكن سماع أصواتهم أثناء التشجيع مطلقاً بينما 21500 مشجع للإمارات وهو الجمهور الخليجي الذي ملأ المدرجات ، تصرفات هذا الجمهور بشكل عام وأثناء عزف النشيد الوطني بشكل خاص لا ينم عن وجود محبة أو احترام للبلد صاحب هذا النشيد ، منع السلطات البحرانية الجمهور العراقي من الاحتفال بفوزه على البحرين قبل أيام كذلك كان له الأثر السلبي الواضح . وأخيراً وليس آخراً تصريح تلفزيوني لمسؤول رياضي خليجي معلقاً على فوز الإمارات بالكأس بأن "المهم هو عدم خروج الكأس من مجلس التعاون الخليجي" كما يضاف لهذه الأمور تسجيلات الفيديو المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصاً تويتر ويوتيوب حيث حول بعض الخليجيين الأمر الى حرب طائفية ويدلون بتصريحات ما أنزل الله بها من سلطان ، وغيرها الكثير توضح للقاصي والداني بأنهم غير راغبين في تواجدنا في هذه البطولة . وطالما توضحت هذه الحالة فلماذا نحشر أنفسنا ونتوسل كل من هب ودب في أقامتها عندنا في العراق ؟ لنسأل أنفسنا بضعة أسئلة بسيطة .

1- متى لعبنا الكرة ؟ ومتى لعبها الخليج ؟
2- ألم تكن فرق البصرة ممثلة بنادي الميناء والإتحاد والأمير والشروق والجنوب تسافر وتلعب مع الفرق الخليجية وتفوز عليها بفوارق كبيرة جداً في عقدي الستينات والسبعينات؟
3- لغاية بداية التسعينات هل كان هناك أبطال عالميين وأولمبيين منهم ؟
4- بعملية حسابية بسيطة كم عدد أبطالنا في المحافل الدولية مقارنة بأبطالهم ؟
5- الدوريات الخليجية الآن ، هل تخلوا من لاعبين عراقيين أو مدربين أو فنيين أو حتى معلقين ؟
6- ألم يبدأ العراق ببناء مؤسساته الرياضية منذ ثلاثينات القرن الماضي في الوقت الذي لم تكن بعض الدول الخليجية موجودة أصلاً ؟ وشارك في بعض الفعاليات الدولية قبل الحرب العالمية الثانية .

وهناك أسئلة كثيرة أخرى تصب في نفس المعنى . إذن لماذا لا تعي أجهزتنا المسؤولة هذه الحالة ونتخلص من جميع هذه المضايقات وتبعاتها المؤلمة ونضع نفسنا في مقامنا المستَحَق الصحيح ونترك المشاركة في هكذا دورة لا تجلب لنا سوى المهانة والألم ووجع الرأس ؟ ما هي الإيجابيات المتأتية من المشاركة في هذه البطولة غير المعترف بها من الفيفا ؟ .

بعد أسابيع أو أشهر قليلة جداً سيتم استلام المدينة الرياضية في البصرة من الشركة المنفذة (وهي أول مشروع في الوطن ينجز بعد 2003 قبل موعده وبمواصفات دولية معتمدة) ونقترح إقامة فعالية رياضية عالية المستوى وفي كرة القدم بالذات يشارك فيها منتخبات أو فرق من الدرجة الممتازة من دول شرق المتوسط وتسمى (بطولة شرق المتوسط) وهي مصر والأردن وفلسطين وسوريا ولبنان وقبرص واليونان وتركيا بالإضافة الى العراق ونحشد لها إعلاميا بشكل غير مسبوق ونقيم الاحتفالات المميزة ونحاول سرقة الأضواء من باقي الفعاليات المماثلة لنظهر للعالم بأننا قادرون أن ننظم مثل هكذا دورات وأحسن من غيرنا ، أما تمويل هذه الدورة فيكون من الشركات العاملة في المنطقة بواسطة الدعايات التي ترافق الأنشطة المصاحبة للدورة (بمعنى أن الدولة العراقية لا تتكفل الأمر ) وفي حال نجاح هذه الممارسة (والعراقيون قادرون على إنجاحها) بالإمكان جعلها دورية كل عام أو كل عامين ونسعى للاعتراف بها من قبل الفيفا .

 أخيراً :
• لقد تنازلنا عن حقوقنا كثيراً فآن لنا أن نستفيق وننهض ونعمل ما نحن قادرون عليه .
• يجب عدم التغاضي عن تصرفات الحكم السعودي خليل الغامدي سواءً كانت مقصودة أم لا وتقديم شكوى للجهات المعنية وأفلام الفيديو أدلة دامغة على سوء أداءه .
• يجب إعادة النظر في قرار إيقاف المعلق علاء سرحان عن عمله والإكتفاء بما قدمه من اعتذار ، لأن المسبب في الأمر أساساً لم يعاقب على مجموع إساءاته لفريقنا حتى يعاقب صاحبنا ، كي لا تكونوا كما قال الشاعر (عبيد للأجانب هم ولكن على أبناء جلدتهم أسودُ ) .

• آخراً "
إذا تنازل الإنسان عن حقه ، تنازل عن صفته كإنسان " (جان جاك روسو) .


البصرة 23/1/2013
 



 

free web counter