| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

باسم محمد حسين

 

 

 

الجمعة 23/11/ 2007



متى تفعلوا الصحيح ؟

باسم محمد حسين / البصرة

في هذا الزمن وفي بلدي العراق القليل بل القليل جداً من يقول الحق والأقل منه من يعمل الخير والحق مع شديد الأسف .وهذا هو أحد الأسباب التي أوصلت العراق إلى هذا الحال المبكي لكل من يحبه ، فمن البديهي جداً لو أننا عملنا بهذا المبدأ لما كان حالنا كما عليه اليوم والغريب أيضاً أن من يقول الحق لا ينصره أحد ومن يعمل الخير لا يعينه أحد بل البعض من ضعفاء النفوس تبرر للقوي أخطاءه وبالمقابل لا تؤازر الطيب وخصوصاً إذا لم يكن صاحب مال أو جاه أو سلطان ولله في خلقه شؤون .مما تقدم يتضح أن ميكافيللي لم يكن مخطئاً ، والذي يسير على نهجه كذلك ليس مخطئاً أيضاً ...إذن من ؟؟ .إني أتساءل ألم نصل بعد إلى قناعة بأن الأمور لا تتغير أن لم نكن نساهم جميعاً بالآلية والعمل على التغيير بشكلٍ أو بآخر وبمقادير مختلفة وحسب الإمكانية والقناعة.
يدهشني كثيراً مواقف الأغلبية من الناس من مبادرة الدكتور احمد عبد الغفور السامرائي رئيس الوقف السني من هيئة علماء المسلمين والذي عُيّنَ بهذا المنصب في تموز 2005 ثم جرى استبعاده عنه في شباط 2006 على خلفية قضية صابرين الجنابي ثم العودة عن ذلك الاستبعاد بعد وضوح الأمور للطرفين .
أتذكر موقف هذا الرجل عند التفجير الأول لمرقد العسكريين في شباط 2006 حيث كان متألماً رافضاً هذا العمل متبرعاً بموجب صلاحياته بمبلغ 2 مليار دينار كمبلغ أولي من ميزانية الوقف السني . كما أشاهد أحياناً بعض لقاءاته في القنوات التلفزيونية حيث يحمل أفكاراً جيدة وطروحاته مقبولة ( لا استطيع القول أكثر من هذا كي لا اُتهم بأنني أمتدح الرجل ولو أنه يستحق المديح فعلاً) بعكس أغلبية رجال الدين المتشددين من الطائفتين. أن موقف هذا الرجل بإسكات إذاعة أم القرى وغلق مقر هيئة علماء السنة يشبه كثيراً موقف المرحوم الشيخ عبد الستار أبو ريشة حيث وضع بهذا العمل اللبنة الأولى لمشروع هدم البوق الدعائي الأول في العراق لتنظيم القاعدة الإرهابي والمتزعم عنوةً لطائفة السنة في البلاد بينما العراق والسنة والشيعة وبقية الأديان والطوائف السماوية وغير السماوية منهم براء . كلنا يعلم أن السلام أسمٌ من أسماء الله الحسنى وكل الأنبياء نادوا بالسلام والمحبة والتعاون والتسامح والكتب السماوية التي نزلوا بها تؤكد ذلك ومن لا يعلم فعليه أن يقرأ القرآن والإنجيل ، ولكن في القرآن آيات تبيح القتال لنصرة ذلك الدين الذي مرَّ بظروف يتحتم على معتنقيه ذلك الموقف كرهاً وليس غير ذلك . أما القاعدة وفكرها العفن تحاول تسخير تلك الآيات لأعمالها الإجرامية وفي العراق حصراً بعنوان محاربة الاحتلال ، أين كانوا عندما كان العراق محتلاً من قبل زمرة البعث الفاسدة ؟ لم أقرأ آيةً من القرآن أو الإنجيل ولم أسمع من حكيمٍ أو عالم بجواز ذبح الإنسان وعلى هذا الشواهد كثيرة حيث اختصت فضائية الجزيرة ببث أجزاء من الأفلام على الملأ ، كما لم أسمع أو أقرأ بجواز شواء طفل وتقديمه لوالدته الأرملة بصينية مع الطماطة والبصل على طريقة السمك المسكوف النؤاسية ( كان ذلك في ديالى في أيار 2007) ، وغير هذا الكثير كما يعلم الجميع . لقد كانت هذه وغيرها هي أعمال القاعدة التي هي من الضاري والضاري وابنه مثنى منها بينما ترفع عنها السامرائي وقال كلمة الحق وفعل الصواب ولكن الغريب العجيب أن هذه الخطوة الصحيحة لم يقابلها أية خطوة مماثلة أو تأييد من قبل الحكومة العراقية ووزاراتها ودوائرها المعنية والناطقين بألسنتها والبرلمانيين والمستشارين ،لماذا؟؟ قد تكون لديهم وجهة نظر في الموضوع وذكائي المحدود لم يستطيع استنتاجها بل تذكرت موضوع مذكرة الاعتقال بحق الضاري عام 2006 وكم كانت حملة قناة مشعان الجبوري التلفزيونية المكثفة ضدها ناهيك عن القنوات والصحف المأجورة الأخرى حيث مع شديد الأسف تلعثم المسئولون في الدولة وتراجعوا خوفاً فمنهم من قال إنها مذكرة استضافة ومنهم من قال مذكرة تحقيق كونه شاهداً وهناك من تجاوز هذا وذاك وقال لا توجد هكذا مذكرة أي بمعنى ( ).
هذه الخطوة الطيبة سبقتها خطوة المرحوم الشيخ عبد الستار أبو ريشة حينما عاد إلى أرضه ووطنه غاضباً ثائراً بوجه أعتى قوة همجية سيطرت على أرض عمومته ومدنهم وأسرت سكان المنطقة الغربية حيث استطاع أن يلم من حوله الخيرين من أهله وذويه وبدأَ بتنظيف تلك المنطقة الجميلة الزاهية بزراعتها ومائها العذب من الرجس والقذارة وبعد أولى النجاحات تجمع الكثير من حوله وازدادوا باضطراد وتزعم هؤلاء الطيبين الشجعان بعدها بدأت المساعدات الأميركية تنهال عليه بينما الحكومة نائمة عفوا مستيقظة ولكن خائفة من سحب البساط من تحتها حيث التصريحات المنددة بهذه المساعدات كانت شبه يومية وأكثرها سخونةً الصادرة من حيدر ألعبادي عضو البرلمان عن قائمة الائتلاف بالإضافة إلى غيره في الوقت الذي كان عليهم دعم هذه التجربة ومؤازرتها وإنجاحها لا الوقوف على جانب والمشاهدة من بعيد وإبداء الآراء سلباً .كما يحزنني أيضاً كثرة التهديد والوعيد للشيخ السامرائي في المواقع الإلكترونية ومنها على سبيل المثال لا الحصر موقع القوة الثالثة في 17/11وموقع شبكة المحرر بينما لم يؤازره إلاّ القليل منهم موقع الثقلين في 16/11 . إذن متى تفعلوا الصحيح؟


البصرة 23/11/2007
 


 

Counters