| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

باسم محمد حسين
bassim532003@yahoo.com

 

 

 

الجمعة 23/10/ 2009



آغا جلال

باسم محمد حسين / البصرة

قد يضطر الإنسان الى المجاملة البسيطة أو الكبيرة وحتى الكذب أحياناً أمام الآخرين لكي يتجنب موقف حَرِج الى حدٍ ما أو لتمرير أمرٍ له غاية في نفسه. ولكن أن يستمر بذلك فهو موضوع يحتاج إلى دراسة بعض الشيء للوقوف على حقيقة الأمر. الذي دفعني لكتابة هذه المادة هي برقيات التعزية التي أرسلها السيد رئيس الجمهورية ونائبه الدكتور عادل عبد المهدي إلى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نـﮋا د عطفاً على مقتل عدد من منتسبي الحرس الثوري نتيجة عمل عسكري مجهول الفاعل لغاية الآن في منطقة سرباز في محافظة سيستان بلوشستان .

منذ بداية التغيير في وطننا العزيز ودخول الألوف من الإيرانيين لأسباب شتى أهمها زيارة المراقد المقدسة في النجف وكربلاء وبغداد وسامراء أو للتجارة أو لنشر مبادئ وتعليمات الثورة الإسلامية الإيرانية أو غيرها من الأسباب المعروفة وغير المعروفة للعامة وأنا والكثير غيري متابعين لهذا الموضوع نتذكر جيداً أن لقاءً صحفياً مع وزير الدفاع الأميركي السابق دونالد رامسفيلد حيث نَبَهّه أحد الإعلاميين عن دخول هذه الألوف من البشر بدون مستمسكات رسمية مما قد يؤثر سلباً على اللعبة في العراق وكانت إجابة الوزير (برأيي) غير مقنعة حيث قال أنهم بضع مئات وغير مؤثرين على عملنا وبعد بضعة شهور اتضح العكس وأن الوزير مخطئ من رأسه حتى قدميه . والآن يتفق الجميع على أن التغلغل الإيراني وصل حداً غير مسبوق وأكد ذلك الرئيس أحمدي نـﮋاد نفسه وبشكلٍ غير مباشر قبيل زيارته وأثنائها إلى بغداد حيث يتبجح بأن زيارته معلنة مسبقاً وليس كزيارة الرئيس بوش محاطة بسرية تامة عند القدوم وحتى المغادرة ، والقائمين على حمايته من الناس المعروفين لديه كما قال أيضاً أنه لن يزور المنطقة الخضراء لوجود الأميريكان فيها بل اكتفى بقصر السلام مقر الرئاسة العراقية ،(وهذه الأيام يتفاوض مساعدوه مع الأميريكان الذين كانوا يسمونهم في السابق الشيطان الأكبر والروس والفرنسيين بعد أن ضاقت بهم السبل في موضوع التخصيب النووي). كلامه هذا يوحي حتى لغير الذكي من المتابعين أنه يتحكم بالكثير من الأمور الأمنية في العراق هذا فضلاَ عن اكتشاف مئات الأطنان من الأسلحة والأعتدة الإيرانية لدى المسلحين الخارجين عن القانون من العراقيين والذين تسببوا بقتل الكثير من أبناء جلدتهم بأوامر إيرانية مع شديد الأسف ، ناهيك عن تمويل مراكز تدريب الإرهابيين في سوريا ولبنان . ومع هذا فكلما يُسأل السيد رئيس الجمهورية عن التدخل الإيراني في العراق ينفي الأمر لا وبل يكيل المديح لإيران كونها استضافت المعارضة العراقية ردحاً من الزمن . لا أحد ينكر ذلك ولكن باعتقادي أن احتضانها للمعارضين ليس محبةً بموسى ولكن بغضاَ بفرعون كما يقول المثل أي أنه بغضاً بالملعون هدام تفعل ذلك وليس حباً بالشعب العراقي واتضح هذا الأمر أخيراً وبدون أي لبس بتغييرها مجرى الأنهار التي تصب في العراق وروافدهما الى داخل بلدهم وتصريف المياه الغير صالحة والناتجة عن البزل الزراعي إلينا (وهذا لم يفعله حتى يزيد بن معاوية وجماعته).

ولي سؤال بسيط جداً لسيادة الرئيس ونائبه د.عبد المهدي هل تلقيتم رسالة مشابهة لرسالتيكم طيلة السنين الماضية عند حدوث كوارث التفجير والقتل الجماعي للعراقيين الطيبين؟ وأستطيع أنا الإجابة نيابة ً عنكم لا لم تتلقوا أي شيء ، ومن المؤسف أيضاً قرى ماردو وشناوة وسبي كاه التابعة لناحية زاراوة في شمالنا العزيز قد تعرضت لقصف جوي عنيف شاهدنا نتائجه من خلال التلفزيون بُعَيد العملية العسكرية التي أدت إلى قتل الحرس الإيراني وكأن سكان هذه القرى هم منفذي تلك العملية .

سيدي الرئيس .يقال عنكم بأنكم واسع الأفق وقدير على احتواء المشاكل الكبيرة والتعامل معها ومن ثم حلها بما يرضي الجميع وأنكم موحد للصفوف وصمام أمان العراق . وغيرها من الأمور التي يجب أن تتواجد في القائد ولا أنكر هذا وقد لمسه منكم العراقيين جميعاً في حالاتٍ كثيرة ولكن في الحالة هذه أعتقد بأنها نكران لدماء الشهداء العراقيين وعزائي لشديد الأسف قول الشاعر:

ذو العقل يشقى في النعيم بعقلهِ       وأخو الجهالةِ في الشقاوةَ ينعمُ

 

البصرة 23/10/2009
 

 

free web counter