| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

باسم محمد حسين

 

 

 

الأربعاء 23/1/ 2008

 

لماذا السكوت ؟

باسم محمد حسين/ البصرة

الدين عندنا هذه الأيام أصبح آلة أو أداة أو طريق للوصول إلى غايات دنيوية بحته منها السلطة والجاه والمال والنفوذ وفرض الرأي مهما كان ذلك الرأي خطأً أو صواباً مفيداً أو غير مفيد وتهميش الآخرين وباستخدام القوة المفرطة المتمثلة بالميليشيات المتطرفة والتي لا تعرف من الدين شيء سوى تنفيذ بعض العقوبات دون الرجوع إلى أصلها وكيفية الوصول لحكمها و وجوب التنفيذ وآلياته، بل التنفيذ فقط .
فما حدث في البصرة والناصرية يوم 18/1/2008 من قتلٍ وحرقٍ وتدمير كان باسم الدين بينما نعرف جميعاٍ أن كل الأديان السماوية تنادي بالسلام والمحبة والتعاون وتبادل الرأي والدين الإسلامي الحنيف ككل الأديان ينادي بالمحبة والتسامح وتبادل الرأي والسلام وكلمة السلام هي أيضاً من أسماء الله الحسنى , إذن ممن تتأتى هذه الضلالات؟ وتبشر بما لا يرضي أي عاقلٍ مطلقا وهل القائمين عليها هم فعلاً رجال دين ؟ً هذا السؤال يوجه لمن ؟من هي الجهة التي تعرف ذلك؟.. الجميع يعرف أن المرجعيات الدينية العليا في كل الأديان هي المخولة بمنح الثقة لرجال دينها فالحوزات العلمية الشيعية والأزهر الشريف وبعض المدارس الأخرى هي المسؤولة عن العلماء المسلمين بينما الفاتيكان ومدارسه الأخرى والكنيسة الشرقية تتحمل مسؤولية الأساقفة المسيحيين وكذلك كانزبرا الصابئة المندائيين وغيرهم من الأديان .إذن طالما هؤلاء القتلة يدعون الإسلام والمذهب الجعفري تحديداً فأعتقد جازماً بأن من واجب الحوزة العلمية في النجف الأشرف التصدي لهؤلاء المنحرفين من خلال جميع الأجهزة الإعلامية المقروءة والمرئية والمسموعة والمحاضرات المباشرة وشبكة الإنترنت وأي سبيلٍ آخر ممكن أن يجفف منابعهم أو على أقل تقدير إنقاذ البقية الباقية من الشباب من الانحدار معهم .هناك الكثير من الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي توجب على الإنسان حماية أخيه الإنسان من الوقوع في الخطأ وكذلك درء الشر عنه وعن الآخرين, وقبل هذا توضيح موقف مسؤول من هكذا حركات ذات أفكار راديكالية مسلحة .
أسعدني كثراً اللقاء التلفزيوني مع قداسة المطران عمانوئيل دلي الموسوم ( الحسين إمام الإنسانية) في قناة العراقية ليلة العاشر من محرم حيث أوضح بأن كل الديانات تدعوا لاحترام الكائن البشري وان كل أولياء الله يأمرون بما يريده الله وهو السلام, كما قال الحياة ليست ملكي فكيف لي أن آخذها معبراً بذلك أن القتل جريمة كبيرة ,كما أسعدني أيضاً مشاركة أبناء الطوائف المسيحية والآيزيدية إخوانهم المسلمين في مراسيم عزاء عاشوراء في منطقة الحمدانية في محافظة الموصل الحدباء.
إذن علينا جميعاً وخصوصاً حاملي ألوية المسؤولية استثمار هذه الفعاليات الإيجابية والتي توضح للناس مدى عمق العلائق الاجتماعية بين الشرفاء من أبناء العراق ونشد من أزر بعضنا البعض ومحاربة كل من يريد بنا شراً وعدم السكوت على كل عملٍ لا يجلب الخير للعراق والعراقيين فيا سادتي الأفاضل في النجف الأشرف صدقوني ان جميع العراقيين يكنون لكم شديد الاحترام وقولكم لديهم مسموع ومن حقهم عليكم توضيح مواقفكم بجميع الأمور التي تتعلق بحياتهم ومستقبلهم.

أتمنى التوفيق للجميع

22.1.2008


 


 

Counters