| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

باسم محمد حسين
bassim532003@yahoo.com

 

 

 

الثلاثاء 22/12/ 2009



ماذا سننتظر أيضاً من الإنتخابات

باسم محمد حسين

في كل أصقاع الدنيا وعندما تقترب الانتخابات نيابيةً كانت أم رئاسية أم غيرها نشاهد كيفية الترويج للمتنافسين والدعايات الجميلة واللقاءات وفي بعض الدول المآدب والولائم وتوزيع الهدايا وغيرها من الأمور التي قد نسميها إيجابية إلى حدٍ ما لأنها لا تتسبب في القتل والتدمير والحرق والنهب ولا تستخدم المال العام بل من أموال الدعايات والشركات وتبرعات أعضاء الأحزاب الذين قد تنوبهم الخيرات الوفيرة بعد الفوز. ولكن الفترة التي مرت علينا في العراق منذ الشهر الثامن ولغاية الآن تختلف كثيراً عن بقية دول العالم ذات الديمقراطية العتيدة حيث كانت هناك ثلاثة انفجارات كبيرة دامية مؤلمة جداً راح ضحيتها 3000 عراقي بين شهيد وجريح بالإضافة إلى الخسائر المادية ، بعدها خرجت علينا التصريحات والاتهامات وكما يبدوا كلٌ على هواه وأولهم السيد رئيس الوزراء نوري المالكي حيث أقـّر أثناء الاستضافة في مجلس النواب وكانت سرية كما يعلم الجميع بأن الخلافات السياسية هي سبب هذه التفجيرات ، كان هذا الأمر بعد حضوره اجتماعاً في دار السيد أياد السامرائي رئيس البرلمان ليلة الاستضافة حضره البعض من قياديي حزب الدعوة / جناح المالكي والحزب الإسلامي العراقي تم فيه الإتفاق على عدم إحراج المالكي بأسئلة صعبة تخص الوضع الأمني المتدهور وخروج ممثلي الحزب الإسلامي بعد ذلك بتصريحات ايجابية بحق المالكي مقابل تعيين بعض الشخصيات من هذا الحزب بمناصب مدراء عامين ووكلاء وزارات (صحيح لم تبقى مدة طويلة للحكومة ولكن على أقل تقدير سيتقاضون رواتب تقاعدية ضخمة أو يستمرون في العمل ويكون الفوز اكبر) كما اتفقوا على حل المشاكل العالقة بين الحزبين وأهمها مشاكل المعتقلين .

بعدها جاءت استضافة الوزراء ورئيس جهاز المخابرات وكالةً وبقية كبار القياديين والذين حاولوا الدفاع عن أنفسهم وإلقاء التهم على الآخرين وكان الفريق أول عبود كنبر المالكي أكثر المستضافين حرجاً كونه المسؤول الأول عن أمن بغداد ويرتبط مباشرة بالقائد العام للقوات المسلحة دون الرجوع الى أحد الوزراء . واتهمت النائبة إيمان ألأسدي الوزارات بعدم التنسيق مع القيادة العامة أو فيما بينها ، أي الفوضى العارمة في أجهزة حساسة جداً مهمتها المحافظة على أرواح الناس البسطاء وممتلكاتهم .

وهذه الفوضى كانت أيضاَ في البرلمان إذ استغرق النقاش بين النواب بحدود الساعة الكاملة على صيرورة الجلسة سرية أم علنية (تصوروا ساعة من 275 شخص لأمرٍ كهذا) كما لم يكن البرلمانيين موضوعيين أو مهنيين كما يقال في طرح الأسئلة بل كانت مزايدات رخيصة الهدف منها الانتقاص من الآخر وإسقاطه ونسف العملية السياسية أو بنائها على هواه .

هناك بعض الأحداث التي جرت على العراق والعراقيين كان يتوجب فيها التوحد والوئام وتناسي كل الخلافات والمخاوف والإلتفات للموضوع الأهم مثل تفجير قبة العسكريين في سامراء والتي تهدمت بعده كل القيم والمثل والمبادىء وسادت روح الطائفية المقيتة والإنتقام ولكن للأسف الإنتقام مِـن مَـن ؟ كلٌ انتقم من أخيه العراقي البسيط متناسياً أن الإرهاب والإرهابيين الذين يجب أن يكونوا هم الهدف وليس العراقي من الطائفة الأخرى ، وبعض الساسة هم الذين زادوا النار حطباً في تصريحاتهم المـؤجـِجة والتي أدت الى مقتل الألوف من أبناء الوطن وتشريد وتهجير مئات الألوف غيرهم من مكانٍ لآخر يفتقر لأبسط المستلزمات الإنسانية . كما كان هناك يوم جسر الأئمة الأكثر سواداً من غيره والذي لم نعرف لغاية اليوم من تسبب في ذلك ؟ ولو أن البعض من المتابعين السياسيين لديهم صورة شبه واضحة عن الأمر ولكنها غير مطروحة تخوفاً من أسلحة المُتهم . ونحن نعلم أن هناك الكثير أيضاً من الخلافات بين السياسيين أدت الى نتائج انعكست على الشعب فقط ولكن تأثيرها نسبي جداً مقارنةً بما ذكر سابقاً ففي دائرة توزيع كهرباء البصرة (مثلا) أخبرني احد الأصدقاء بورود كتاب من الوزارة فحواه تثبيت 300 موظف كانوا يعملون بصفة متعاقدين ولكن لم يثبتوا فعلاً لأن الإتجاه السياسي في هذه الدائرة يختلف عن الإتجاه في ديوان الوزارة . فمن المتضرر ؟؟ .

كما افادني آخر بأن شركة نفط الجنوب أرادت تعيين أعداد كبيرة من مختلف الإختصاصات وفعلاً تم ملىء استمارات لألوف الشباب من البصرة وبعثت هذه الشركة بقرص مدمج الى وزارة المالية للتأكد من الأسماء التي قد يكون بينهم من المتعينين في دوائر أخرى مسبقاً ومنذ أكثر من ثلاثة أشهر لم ترد المالية على هذا الطلب والسبب هو نفسه في الحالة السابقة الخلافات السياسية بين تلك الأطراف ، وهنا التساؤل أين الوطن والمواطن من كل هذا ؟؟ .

وبعد هذا والكثير المشابه له نجد أن الأجنبي أكثر حرصاً مِنـّا علينا إذ حـَثّ السيد بان گي مون الأمين العام للأمم المتحدة الكيانات السياسية العراقية على التسامح والتعاون والتوحد أمام جميع المشكلات التي تواجه البلد وكان نفس الموقف للسيد وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس عند زيارته الأخيرة حيث طلب من العرب والأكراد تشكيل حكومة تمثل كل فئات الشعب العراقي بسرعة بعد الإنتخابات القادمة في 7 آذار 2010 . والآن آن لنا ان نتصور كيف يحترمنا ألآخر إذا نحن لم نحترم بعضنا البعض ؟ كيف لا تتجرأ علينا ايران وتطالب بخور العمية وجزيرة أم الرصاص وراس البيشة وكيف لها أن تعتدي على الصيادين العراقيين في شمال الخليج ومن ثم الإستيلاء على البئر رقم 4 من حقل الفكة العراقي ، لقد سألت أكثر من شخص له دراية بهذا الأمر وكانت إجاباتهم واحدة تقريباً إذ أن البئر رقم 4 يبعد أكثر من 300 متر عن الحدود الرسمية للبلدين وهناك حقل إيراني يسمى الفكة أيضاً داخل الأراضي الإيرانية . ومن هنا نوجه الدعوة للأشخاص الذين سيفاوضون الفريق الإيراني لترسيم الحدود وحل المشكل بأن هذه المعلومة مهمة جداً . وإلاّ كيف حفرت الشركات الأجنبية هذا البئر في سبعينيات القرن الماضي وهي غير متأكدة من عراقيته ؟ وبإمكانهم الرجوع الى الوثائق الخاصة باتفاقية الجزائر لعام 1975 والمحفوظة في أكثر من مكان ومنها الأمم المتحدة للتأكد من هذا الأمر واعتماده في التفاوض لأن الإيرانيون شطار جداً في التفاوض وهاهم لأكثر من أربعة سنوات يلعبون على العالم في ملفهم النووي لذا يجب علينا التعامل معهم بشطارة أكبر ليأخذ كل ذي حقٍ حقه وكان الله يحب المحسنين ويجنبنا الشّر القادم لغاية آذار 2010 .

 

البصرة 22/12/2009
 

 

free web counter