| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

باسم محمد حسين
bassim532003@yahoo.com

 

 

 

السبت 22/11/ 2008



ما ضير الإتفاقية

باسم محمد حسين

الكثير من السياسين والمتابعين السياسيين والقليل من أبناء شعبنا المبتلى بالبعض الذي نصب نفسه قيماً على الآخر يتابع ما يقال في صلاة الجمعة من الخطب الرنانة الحماسية التي تثير الناس البسطاء المسالمين الطيبين الخيرين كونها (الصلاة) ومن يقوم عليها يتمتعان بهيبة تصل أحياناً لدرجة القدسية فكل ما يقال فيها يعد قانوناً واجب التطبيق وإلاّ فجهنم موجودة . إذن الواجب على الخطيب ورجل الدين أن يتقي الله قبل كل شيء ويفكر ملياَ بتبعات خطابه لهؤلاء القوم وينتقي بإمعان كلماته وعباراته لكي يصل الى الهدف المنشود من الممارسة الدينية والذي هو رضا الله ولكن يبدو أن الهدف من بعض الصلوات وليس كلها هو هدف دنيوي بحت لا دخل للآخرة فيه إذ يتم التجييش واللعب بعواطف الناس وتمرير مبتغيات لا علاقة للدين بها مطلقاً ولكن يكون الدين ولشديد الأسف هو الطريق السهل والمعبد جيداً للوصول الى تلك الأهداف.
ففي جمعة 14/11/2008 الماضية تلا الخطيب صلاح العبيدي بياناً منقولاً عن مقتدى الصدر يعلن فيه عن تشكيل لواء جديد من منتسبي جيش المهدي المقاومين للإحتلال الأميركي بأسم لواء (اليوم الموعود) يدعو فيه الى مقاتلة القوات الأميركية الباقية في البلد أقتطف منه الآتي .. (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد فهناك عدة نقاط يجب التنبيه عليها:

أولا: بعد ان تم التصعيد الشعبي ضد توقيع الاتفاقية الأمنية استجابت الحكومة العراقية بعض الشيء، مما أدى إلى تغيير بعض البنود ، وهنا أود التنويه بأن هذا إعترافاً صريحاً من السيد مقتدى بأن هناك تغيير في بعض بنود الإتفاقية لصالح العراق وهذا يعني وجود تفاوض ومفاوضين لا متلقي وآمرين كما يدعي بعض المتمشدقين بالوطنية من البرلمانيين الذين يدعون رفض هذه الإتفاقية بينما سمحوا لأنفسهم بإستلام مبلغ 50000 دولار من السفير الأميركي السابق زلماي خليل زادة في بداية عمل هذا البرلمان. ولكن يبدو أنهم نسوا أن لولا هذا المحتل لما ظهروا على أية ساحة ولم يتمتعوا بهذا النعيم . إذن طالما هناك تغيير ما يتوجب على الوطنيين جميعاً مؤازرة بعضهم البعض ويتفقوا على رأي واحد أمام موضوع هام جداً يتعلق بمصير هذا الوطن . ولنا في الكويت خير مثل إذ أني أتذكر جيداً مقدار الخلافات بين البرلمانيين الكويتيين وحكومتهم حينها وكانت تصل الى حد الشتم أحياناً ولكن عندما غزاهم الملعون هدام وإحتل دولتهم الصغيرة جغرافياً والكبيرة تأثيراً توحدوا جميعاً خلف أميرهم وولي عهده آنذاك المرحومين جابر وسعد وجيشوا جيوش العالم وطردوا جيشنا من هناك وأجبروا هدام على أن يقول بنفسه عبارة سحب القوات ولمرتين وفعلاً كان ذلك. فأين نحن من التاريخ والدروس والعبر الكبيرة التي فيه؟

قد يتذكر البعض منا مقولة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد قبل زيارته لبغداد بأنه بإمكان القوات المسلحة الإيرانية الحلول محل القوات الأميركية في حال إنسحابها من العراق وهذا الأمر يوضح حتى للسذج من البشر ماهية نوايا إيران وأزلامها في العراق ، ناهيك عن الأفعال اليومية من تفجيرات وتعطيل الحياة وتعطيل المعامل وتعطيل المزارع وتعطيل الثقافة وكل ذلك يقوم به وللأسف من يسمون أنفسهم عراقيين مقاومين للأجنبي.

وأعتقد كما الكثير غيري من العراقيين بأنه يتوجب الآن تفعيل قانون مكافحة الإرهاب وتطبيقه على الذين يهيجون مشاعر المتدينين البسطاء ويدفعونهم الى قتال لا منفعة به لهم أو لغيرهم بأستثناء من يمشي وراء المصالح الذاتية المرتبطة بالأجنبي وهنا يتبادر الى الذهن ما الفرق بين الإحتلال الأميركي والإحتلال الإيراني؟؟ وبالتأكيد هناك أجوبة عديدة لكلٍ امريء ينتقي منها ما يشاء ويستطيع أن يبرر ذلك الإنتقاء بما يشاء من التبريرات ولكن يبقى الشيء الأكثر أهمية وهو أين تكمن مصلحته و مصلحة الوطن الفعلية؟؟؟

لقد اقتنع المجلس الإسلامي الأعلى بهذه الإتفاقية وأقنع إيران بأن عدم القبول بها يعني عزلته عن الشعب وعن العملية السياسية وهذا بالتأكيد ليس في مصلحتهم وهناك أوساط سياسية إيرانية قد قبلت هذه (الخسارة) وآمنت بالواقع ولكن هناك أطرافاً اٌخرى لم ولن تقبل وستأتي بأعمال ما أنزل الله بها من سلطان لمنع البرلمان من المصادقة عليها وما حصل يوم أمس في قصر المؤتمرات ( مقر مجلس النواب الحالي) من مهزلة الضرب على الطاولات وبعثرة الزهور وقناني الماء وبقية الموجودات على منصة رئيس المجلس ( وهذا تعدي سافر على هيئة الرئاسة ، مهما كانوا ومن كانوا) ومنصة اللجنة المكلفة بقراءة القانون أدت الى تعطيل جلسة البرلمان وحسناً فعل المشهداني حيث رفع الجلسة لليوم التالي فهو أول الغيث بالنسبة لهم وكذلك مسيرة اليوم في ساحة الفردوس وستتبعها أنشطة اخرى .

إن كل ما تقدم هو ذكر لبعض الوقائع والهدف من الموضوع هو تحكيم العقل وليس العاطفة و الهرولة وراء ما يريده لنا القتلة وممولوا الإرهاب .


وللحديث بقية.


البصرة 21/11/2008
 


 

free web counter