| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

باسم محمد حسين
bassim532003@yahoo.com

 

 

 

الأحد 21/3/ 2010



ماذا نريد ؟

باسم محمد حسين

انتهت عمليات الاقتراع بعد أن حصدت عدداً من الشهداء والجرحى من الأبرياء أبناء هذا الوطن وصرفت ملايين الدولارات لكي يجلس البعض على كراسي البرلمان الوثيرة (وليمثلوا ) الناس كما هو متعارف عليه عند بني البشر في الدول الأخرى . كانت معمعة كبيرة حقيقةً أبلى بها المرشحون بلاءً حسناً في تسقيط الآخرين من منافسيهم وتنزيه أنفسهم من الأخطاء والخطايا ولكنهم لم يبلوا حسناً كباقي مرشحي برلمانات العالم في التعامل مع هذا الأمر بطرح تفاصيل خططهم (إن وجدت) وبرامجهم الفعلية والقابلة للتطبيق وليس الضحك على ذقون الناس ولا داعي للتذكير بها لأننا جميعاً حفظناها عن ظهر قلب بقدر ما سمعناها لمرات عديدة . ولكن ماذا بعد ذلك ؟ إنه انتظار الفرج بالنتائج التي كانت ستظهر يوم الجمعة القادم ولكن يبدو طلب السيدين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء (إذا قبلا) سيؤخرها قليلاً حتى يتم الاحتساب يدوياً مجدداً وستكون نتائج أولية قابلة للطعن وبعد ثلاثة أسابيع تقريباً ستظهر النتائج المصادق عليها من المحكمة الاتحادية وماذا بعدُ أيضاً ؟ أنه تشكيل الهيكل الجديد للمجلس النيابي والسلطة التنفيذية ممثلة برئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء وبعد اختيار الوزراء تتم المصادقة على تعيينهم (و نرجو أن لا يبدأ التذمر منهم سريعاً) . نتمنى للبرلمان أن يتخذ من أخطاء سابقهِ دروساً حقيقية لكي ينأى أعضائه بأنفسهم عن كل ما يمكن أن يجعلهم بمصاف زملائهم السابقين الذين ملؤا الدنياً عويلاً ونياحاً وكذباً وتزويراً ونهباً للمال العام بعد أن سرقوا فرحة الناس البسطاء الطيبين بالتغيير الذي كلفهم كثيراً .

طلبات الشعب كثيرة ولكنها ليست كبيرةً عليه كونه يستحقها وفق جميع القوانين السماوية والوضعية وفي بلادنا الخير الوفير لتنفيذ تلك الطلبات ، وأساسها أن يكون النواب الجدد والمتجددين مستعدون للعمل ليلاً ونهاراً وبنكران ذات كامل لتنفيذ الواجب الملقى على عاتقهم من الوجهة الوطنية و الشرعية (للمتدينين) وما عدا ذلك فكل ما يطلب فهو غير موجود أصلاً. حيث نحتاج أولاً ترك المحاصصة الطائفية المقيتة وتعزيز التوجه الوطني الديمقراطي إذ هو الحل الناجح لأغلب مشاكل الوطن ففيه يمكن تغليب المصالح الحقيقية للشعب على المصالح الفئوية الضيقة التي أوصلتنا الى ما وصلنا إليه من حالٍ مزرٍ ونترك المعارك السياسية ونتوجه للتسابق نحو الخدمة العامة ، وثانياً بناء منظومة الحكومة الإلكترونية وبسرعة كونها الأساس العام للدولة مبنيةً على تعداد عام للسكان ينجز وفق آليات دقيقة وأسس أخرى ذات صلة تمكن القائمين على الأمر من وضع قاعدة بيانات دقيقة لا مجال فيها للخطأ لينتهي عهد التزوير واللعب بمقدرات الناس وهذا النشاط سيؤدي الى عدم التزاحم على دوائر الرعاية الإجتماعية فسيكون معروفاً من هو المستحق ومن هو الذي يحاول التلاعب باستغلال القوانين وهذا بدوره سيخفف العبء عن الموظفين مما يريحهم في التعامل مع المواطنين كما يسهل عمل موظفي الجنسية والجوازات والصحة والبلدية والتقاعد والبنوك وغيرها من الدوائر المعنية بشؤون المواطن ولا تسمح لضعاف النفوس من بعض الموظفين باستغلال حاجة الناس لهم وفرض الرشوة عليهم مقابل تمشية معاملاتهم وجني الأرباح من السحت الحرام , كما يتمنى العراقيين من المجلس القادم أن يكون مجلساً متوازناً تعلوا فيه الأخلاق العراقية الرفيعة ويبتعد أعضائه عن التنابز ومحاولة الانتصار لطرفٍ على الآخر بل لينتصر طرف للآخر جاعلين المصلحة العامة هدفهم الأسمى وكلما دون ذلك بسيط بالإمكان تجاوزه وليس فيهم من هو على شاكلة السيد علي سوادي عضو مجلس محافظة البصرة الذي ينادي بإعلان البصرة أقليماً منفصلاً عن الوطن ويوقف ضخ النفط كما صرح قبل نهاية العام المنصرم معترضاً على تأخر إقرار قانون الإنتخابات في مجلس النواب السابق ، ويتمنى العراقيين أيضاً أن تنبثق عن المجلس الجديد حكومة نشيطة فعالة تستطيع الأخذ بزمام الأمور وتدير دفة البلد نحو الأمان والتطور والبناء وتخرجنا من طائلة البند السابع الذي رزح على صدورنا طيلة هذه السنين العجاف كما ونتمنى على تلك الحكومة ان ترَسِّم حدودنا مع دول الجوار التي تستقطِع بين فترةٍ وأخرى أجزاء غير قليلة من أراضينا الطيبة وتسميها بعد فترة أخرى أراضٍ متنازع عليها بحكم واقع الحال والأمثلة كثيرة جداً ولا داعي لذكرها مطلقاً , ونتمنى أيضاً أن تستطيع الحكومة القادمة إطفاء ديون دولة الكويت علينا تلك الديون التي تـُسدَد بآلية غريبة عجيبة ستبقى الأجيال بعدنا تـُسدِد الى أبد الآبدين دون أن تنتهي تلك المديونية ، أو على اقل تقدير تغيير تلك الآلية بما يرضي الجميع وبضمير حي ، كما نرجو من الحكومة الجديدة البدء ببناء الإنسان العراقي الجديد بعيداً عن الكراهية والحقد الأعمى علماً بأن هذه الصفات لم تكن موجودة في المجتمع العراقي بل جاءت وتعززت مع مجيء السياسيين الجدد الذين وصلوا لمواقعهم عن طريق الصدفة اللعينة ، إن بناء البشر أمرٌ صعب جداً ولكن أهميته بقدر صعوبته فإذا نجحنا في هذا الأمر وخلقنا الهوية العراقية المجردة ستحل جميع مشاكل العراق وبسهولة تامة . نريد حكومة تعرف كيف تتعامل مع القوميات العراقية التي تمثل باقة الورد الوطنية وخصوصاً الأكراد والذين ينتظرون الآن صدور النتائج بغية التعاون مع الجهة التي تعدهم بمكاسب أكثر من غيرها كما تصرفوا في المرة السابقة . ونريد حكومة نزيهة لا تسيس القوانين وتستخدمها لغير الأمور التي وضعت من أجلها أو تنتقي ما ينفعها منها وتترك الآخر . ونريد حكومة شجاعة تجتث جميع مستحقي الإجتثاث وفق المادة السابعة من الدستور وليس فئة واحدة فقط ...هذا بالإضافة الى المطالب الأخرى المعروفة...


 

البصرة 21/3/2010
 

 

free web counter