| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

باسم محمد حسين
bassim532003@yahoo.com

 

 

 

الخميس 21/5/ 2009



غير المتحسس

باسم محمد حسين / البصرة

في تصريحه لجريدة الشرق الأوسط السعودية التي تصدر في لندن لم يتحسس المشهداني من عودة البعثيين بل يطالب بإعادة هذا التشكيل الدموي للحكم والتسلط والطغيان والاستئثار وتهميش وإلغاء المجتمع والتسيد عليه وجعله خادماً للنخبة وبدورها خادمة مطيعة للدكتاتور , وكانت كلماته الوقحة مثلما اُعيد الشيوعيون فيجب إعادة البعثيين . لم يرفع الشيوعيين شعار القتل والدم والجماجم لتشييد حزبهم مثلما رفع أصدقائك الشوفينيين شعارهم المعلن والمتخذ طريقاً لبناء الحزب

بعث ٌ تشيده الجماجم والدم تتهدم الدنيا ولا يتهدمُ

بل أن شعار الحزب الشيوعي العراقي المرفوع هو حمامة السلام

هذا التصريح أثار ردود أفعال كبيرة وكثيرة وعديد من الزملاء كنب حول هذا الموضوع وأعتقد بتشنج وهو رد فعل طبيعي يصدر من اُناس وضعوا السلام طريقاً لهم وحرية الوطن وسعادة الشعب هدفاً سامياً ضحى من أجله الألوف وصعدوا المشانق بكل شجاعة وقالوا كلمات لن تنسى وستبقى مؤثرة في نفوس الوطنيين والخيرين وكل من له لبٌ ناضج ( الشيوعية أقوى من الموت وأعلى من أعواد المشانق) وفعلاً ها هو الحزب الشيوعي العراقي وقد احتفل بعيده الماسي قبل أشهر وبقي نجماً منيراُ وقمراً زاهياً بينما أفلت نجوم كثيرة أخرى لا مجال لحصرها هنا . قد يكن هذا التصريح هدفه الترويج الانتخابي المبكر كون المشهداني قد أسس كتلة أو تيار أو حزب أو تجمع سماه التيار الوطني المستقل ( ولا اعتقده مستقلاً ولا وطنياً) ومن خلال هذا التصريح يروم رئيس مجلس النواب الفاشل المطرود مغازلة العراقيين والتودد لهم ومحاولة استمالتهم لكسب أصواتهم مستقبلاً والسبب كما أعتقد أن المجتمع العراقي بأغلب الناس قد تذمروا من أداء الحكومة والبرلمان الحاليين وأصبح نفرٌ غير قليل منهم يترحم على أيام الملعون هدام وعلى أداء الحكومات السابقة بل ويصفها بالوطنية بينما يصف الحاليين بالعملاء ( ولو أن فيهم النفر القليل ) وعند المحاججة يصف الحاليين بالعمالة كونهم قد أبرموا اتفاقية مع الولايات المتحدة الأميركية وكونهم قد سكتوا على التدخل الإيراني في شؤون الدولة الجديدة والتدخل الخليجي المتمثل بتمويل الإرهاب مادياً والتدخل السوري بتوفير الحاضنة والطريق للوصول إلى أهدافهم النجسة داخل الوطن وغيرها.

اعتقد أن المشهداني ليس غبياً وقد بدا طريقه الطويل بهذه الخطوة لاستمالة الناس وكان مثاله فيها هو فوز بعض المحسوبين على البعث في انتخابات مجالس المحافظات ووصولهم لعضوية تلك المجالس بل وترأس بعضهم لها عبر ذلك الطريق ، لأنه لن يصل عبر الدين والإسلام وغيرها ولن يصل وفق البرنامج السياسي الذي سيطرحه لأن كل الكتل ستطرح نفس البرنامج بالجوهر وتختلف في المنطوق اللغوي فقط وتقديم وتأخير فقراته .

إن صاحب الحاجة أعمى كما يقال والعراقيين أصحاب حاجات وليس حاجة واحدة فالأمان ولقمة العيش تأتي في مقدمة الأمر حتماً وبعدها تحسين الوضع الاقتصادي والسكن الملائم والسفر للاستجمام وغيرها كما يفعل جيران العراق لأنهم يجدون تلك المزايا موجودة لدى الحكام والنواب و حاشياتهم فقط بينما أغلب الناس محرومين حتى من كوب الشاي الجيد لأن وزارة التجارة استوردته تالفاً ووزعته ضمن الحصة التموينية . فلو درسنا موضوع هذا الطبيب السابق والنائب السابق والمتقاعد حالياً بأجرٍ لم يحلم به أي برلماني في العالم لا في الشرق و لا في الغرب ولا حتى في القارة القطبية الجنوبية لوجدناه محقا في طرحه لكسب الأصوات ولكنه يعلم أو لا يعلم بان النائبين الشيوعيين حميد ومفيد والوزير رائد ووكلاء الوزارات الشيوعيين يمنحون الجزء الأكبر من رواتبهم للحزب لتمشية أمور المقرات والجريدة وبقية الالتزامات المادية الأخرى ولم ولن يستلموا قرشاً من خارج الوطن باستثناء ما يقدمه المنتمين والأصدقاء كتبرعات وهي لا تجمع عشر المعشار من ما يستلمه البعض من الخليج وغيره .
والدعوة هنا لتثقيف المواطنين بأن ليس الأداء الحالي للحكومة والبرلمان هو المعيار ، وليس الناس الحاليين هم من يمثل كل العراق وليس معنى الأداء الآن غير مقبول فمعناه الأداء السابق جيد ن وهذا واجب كل وطني يحب العراق ويفضله على ذاته...

مرحى لحزب اليد البيضاء
 


البصرة 21/5/2009
 


 

free web counter