| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

باسم محمد حسين

 

 

 

 

الثلاثاء 21 /8/ 2007

 

 


الممحاة


باسم محمد حسين / البصرة

في سنة 1969وعندما كان المرحوم والدي يستعد لاستيراد ألأقمشة من خارج العراق للمرة ألأولى حيث كنا نبني على هذه الفعالية ألآمال الكبيرة بأننا سنكون من ألأثرياء بعد عدة سنوات, واستكمل الرجل كافة التفاصيل الرسمية من إجازة ألاستيراد وكفالة المصرف (بنك بغداد) كما أتذكر وألإتصال ب(القومسيونجي)و و و...وإذا بصدور قرار بمنع ألإستيرادات إلاّ عن طريق الدولة فقط وهذا ما انسحب على تجار القرطاسية أيضاَ حيث حلت محلهم الشركة العامة لاستيراد وتوزيع ألأجهزة الدقيقة وفعلاً قامت بما يقوم به التجار ولكن بشكلٍ آخر غير مدروس ,حيث احتسبت عدد الطلبة في البلاد آنذاك واستوردت مايغطي احتياجاتهم من تلك المواد ومنها ممحاتين لكل طالب على أن يعمل بهما طيلة السنة الدراسية ، وبعد أقل من شهرين نفذت هذه الكمية من ألأسواق المحلية التي كانت عبارة عن وكالات لتلك الشركة كما نفذت الكميات ألأخرى المتبقية من السنين الماضية أيضا. وعندها استغرب العاملون على هذا ألأمر مما حدا بوزير التجارة لاستقبال عدد من تجار القرطاسية مستفسراً عن هذه الحالة بغية معالجتها وكان ضمن الحديث أن أحدهم أخبر السيد الوزير (ألاختصاصي في عمله) بِأنَهُ لِوَحدِه فقط يستورد خمسة أضعاف عدد الطلبة بالإضافة إلى عدد آخر من أقرانه التجار . لأن التلاميذ في ألابتدائية وخصوصاً الصغار يفقد أسبوعيا المبراة والممحاة والقلم الرصاص بينما المشاكسين منهم فيداعبون زملائهم أثناء الدرس بتقطيع الممحاة عدة قطع ورمي ألآخرين بها وهكذا لحين انتباه المعلم. وعلى هذا ألأساس لاتكفي ممحاتين للعام الدراسي .
ويبدو أن حكومتنا الرشيدة الحالية تحذو نفس الحذو في استيراد وتهيئة المحروقات وتوزيعها على المواطنين بغية خفض النفقات ولكن على حساب راحة وكرامة المواطن .من منا لا يستخدم الغاز في الطبخ ؟ من منا لا يستخدم الكيروسين في التدفئة أثناء الشتاء ولكن المشكلة الكبيرة هي كيفية الحصول عليهما وبأي سعر ؟ أعتقد إن المشكلة التي يمكن حلها بواسطة النقود هي ليست مشكلة طالما النقود متوفرة وهي فعلاً متوفرة لدى الدولة . كما وأنكم تبيعون تلك المواد للجمهور بأسعارها دون دعم يذكر ولكن
غير المتوفر هو النية الحقيقية لخدمة ألإنسان العراقي .ألم يرى المسئولون الطوابير اللامتناهية للحصول على البنزين والنفط والغاز وما يرافقها من المشاكل والتجاوزات البعض على ألآخر تحت لهيب الشمس الحارقة أو في الشتاء البارد . هل تعجبكم هذه المناظر المؤلمة؟ أعتقد ذلك ...وإلاّ لماذا لا تساهموا في حل هذه المشاكل البسيطة باستيراد كميات إضافية وتوزيعها بموجب آلية صحيحة ترفع ألألم والمعاناة عن كاهل الناس الذين هم أمانةً بأعناقكم؟
كنا نعيب على المجرم صدام باختلافه عن العالم بتسخير ألاقتصاد للسياسة حيث جميعنا يعرف ما آلت إليه ألأمور نتيجةً لسياساته الرعناء مستخدماً ثروات العراقيين بينما العالم أجمع يسخّر السياسة للاقتصاد للوصول إلى توظيف كل ألإمكانيات خدمةً للناس في بلدانهم وكلنا يرى دول العالم أثناء ألانتخابات ماذا يقدم المرشحون لناخبيهم من برامج تعتمد تغيير الواقع نحو ألأحسن ،فهل سنرى سياسة جديدة تختلف عن سياسة هدام؟

ألأثنين 20/8/2007