| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

باسم محمد حسين
bassim532003@yahoo.com

 

 

 

                                                                                           السبت  1 / 2 / 2014



استذكار فنان الشعب فؤاد سالم

باسم محمد حسين

محلية البصرة للحزب الشيوعي العراقي أقامت جلسة استذكار لفنان الشعب فؤاد سالم بمناسبة أربعينيته مساء الخميس 30/1/2014 على قاعة اتحاد رجال الاعمال في شارع السعدي وسط المدينة .

بدأت الفعالية بالوقوف دقيقة حداد على روحه وأرواح شهداء الوطن والحزب بعدها كانت كلمة اللجنة المحلية ألقاها المحامي كاظم محسن حسين ضمّنها بعضاً من سيرة الفقيد وعلاقته بالحزب والشعب والوطن وتحديه للنظام الدكتاتوري البائد من خلال بعض أغانيه الحماسية بصوته العذب الذي كان يشيع البهجة والأمل بحياة حرة سعيدة ، كما ذكر أن الفقيد غنّى لقائد ومؤسس الحزب الشهيد الخالد فهد وبقية القياديين الشهداء ، ووصفه حسين قائلاً "انه طليعة الفنانين المناضلين الذين كرسوا حياتهم وفنهم وشبابهم من أجل حياة مزدهرة" و تطرق لصفحة مهمة من حياة الراحل وهي اشتراكه مع العديد من فناني البصرة وعوائلهم بتنفيذ أوبريت بيادر خير عام 1970 واوبريت المطرقة عام 1971 حيث كانا طفرة فنية كبيرة في ذلك الوقت من حيث المادة واللحن والأداء وبقية المستلزمات الفنية مع بساطة الامكانات . ذكر المتحدث كيفية وصول الفنان بعد سقوط النظام الى بصرته الحبيبة حيث زار مقر الحزب والذي سماه حينها (بيت الشعب) قبل زيارته أهله وأقاربه وأصدقائه ومحبيه وأخيراً تحدث عن رحيله خارج الوطن وعدم اهتمام الجهات الرسمية بالمبدعين الذين غادرونا خارج الوطن أيضاً وودعه قائلاً "وداعاً لفرحة الطير اليرد لعشوشه عصاري وداعاً فنان الشعب وداعاً فؤاد سالم"

بعد ذلك كانت كلمة نقابة الفنانين المركز العام ألقاها الأستاذ حميد حساني نيابةً عن الفنان صباح المندلاوي (نقيب الفنانين) حيث تطرق لمحطات مشتركة بينه وبين الراحل ايام الدراسة الابتدائية والمتوسطة وكيف أن منطقة التميمية التي تسكنها عائلاتهم أنجبت العديد من المبدعين في مختلف الاختصاصات .

كانت مشاركة طيبة من الأديب أياد الامارة (مستشار رئيس مجلس محافظة البصرة) بدأها بشكر القائمين على هذه التأبينية خاصاً أستاذه عريف الحفل الدكتور عباس الجميلي مستذكراً الفقيد قائلاً "عَرِجت روحه وهو بعيدٌ عن العراق كما الجواهري وعدداً آخر من كبارنا و مبدعينا هكذا كان قدرهم" واستطرد في كلمته المطولة قائلاً "سأقف عند هذه المحطة التأبينية في لحظة عشقٍ لفؤاد . . . لروحه الطائرة فوق الوطن بكل أوجاعه . . . لمحبيه الذين ما زالت دموع آلامهم محتشدةً في مآقٍ لم تغادرها صورته" لقد ولَّف المتحدث كلمات أغاني الفقيد مع هواجسه ومشاعره في التأبين بشكل رائع وكانت كلمته مؤثرة جداً في الحضور الذي زاد عددهم عن الـ 250 شخص جلهم من الرجال وقليل من النساء .

كانت كلمة مختصرة من السيد عودة الضاحي الذي جاء من الكويت لحضور هذه الجلسة حيث مكان إقامته منذ سبعينات القرن الماضي وعمل مع فقدينا لسنين طويلة في المجال الفني ووصف موقفاً لفؤاد بالموقف البطولي لأنه رفض وبشدة من خلال مكالمة هاتفية من السفارة العراقية هناك للحضور الى بغداد للمشاركة في حفلة يقيمها المقبور قصي صدام حسين .

بعدها كان حديثاً جميلاً لرفيق درب الفقيد الفنان والشاعر طالب غالي الذي بدأ مشواره معه في أوبريت بيادر خير عام 1970 وتوالت انجازاتهما وتعمقت علاقتهما أثناء إقامتهما في الكويت وما بعدها حيث افترقا عام 1990 بعد أن غزا الملعون هدام جارته الكويت . كانت هناك محطات كثيرة ومتنوعة تشارك فيها الرائعان فؤاد وطالب من تلحين وتأليف وأداء أغاني وحضور فعاليات وحفلات ومن المواقف المبدئية للراحل كانا حاضرين في حفلة خاصة تواجد فيها شخصيات عربية ومنهم عراقيين وكان فؤاد يؤدي احدى أغانيه للوطن العراقي وإذا بأحد ايتام صدام يصيح (نعم هذا عراق صدام حسين و - - ) فما كان من الفقيد إلا التوقف ومغادرة المكان صحبة زميله طالب بالرغم من توسل اصحاب الدعوة والاعتذار له , نعم لقد عاشا معاً زمناً جميلاً لم يخل من بعض الارهاصات .

وكان للشاعر داود الغنام حيزاً من الحديث عن فنان الشعب وكيف كان يرسل له الأغاني وتسجل وتذاع في الكويت وهو في العراق يتعرض للمضايقات من قبل أزلام النظام الدكتاتوري .

وكان دوراً للشاعر طاهر سلمان ايضاً في الحديث عن فقديدنا ومقدار عمق العلاقة بينهما وكثافة التعاون الفني وتحدث عن الألم الذي يعتصره نتيجة مغادرة فؤاد للحياة بها الشكل بعيداً عن الوطن .

أما الدكتور ناصر هاشم استاذ التقنيات في كلية الفنون / جامعة البصرة فكانت له مشاركة متميزة من خلال تأديته لبعض أغاني الراحل حيث رفع شيئاً من الحزن عن الجمهور الحاضر وأضاف مسحة جمالية بالترفيه عن الجميع الذي تفاعلوا معه وأدوا بعض الأغاني سويةً .

وقدم عريف الحفل زميلاً آخر للراحل هو الشاعر علي العضب مؤلف أوبريتات بيادر خير و المطرقة وبعض أغاني فؤاد حيث تحدث عن فترة تأسيس نادي الفنون في البصرة في بداية سبعينات القرن الماضي حيث كان هذا النادي المرتع الخصب الذي ضم العديد من اهل الفن والثقافة والتجديد وكان مقراً جميلاً لأداء التدريبات الفنية واللقاءات المشتركة وحضناً دافئاً لجميع الخيرين محبي الفن والألق والحرية والسلام .

بينما كان مسك الختام حديثاً للسيد كاظم البهادلي صديق العمر للفنان فؤاد سالم منذ نعومة أظفارهما حيث كان صديقاً صدوقاً ومرافقاً أميناً ومارسا الرياضة معاً قبل أن يتجه فؤاد للجانب الفني وترك رياضة كمال الأجسام ، البهادلي تابع الفقيد في جميع الدول حيث زاره في الكويت والامارات واليمن وسوريا الى أن ذهب الى مثواه .
 


البصرة 31/1/2014





 



 

free web counter