| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

باسم محمد حسين
bassim532003@yahoo.com

 

 

 

                                                                               الجمعة 1/7/ 2011



عبدالخالق حسين إبن البصرة . ماذا دهاك ؟

باسم محمد حسين / البصرة

مقالة الأستاذ الدكتور عبدالخالق حسين قبل أيام لم تكن متوقعة لهذه الدرجة الأمر الذي حدا بالأستاذ عادل حبة بالرد عليه بوقائع وممارسات موثقة وآراء رصينة ويبدو أن هذا الرد لم يعجب الدكتور عبدالخالق, ابن مدينة الفاو أقصى جنوب الوطن والمتجنس والمقيم في بريطانيا منذ عقود حيث رد على مقالة الأستاذ عادل رداً غير مقنع مطلقاً .

كاتب السطور رجل بسيط من أهالي الجنوب ولا أجد لنفسي مكاناً بين الكبيرين عبدالخالق وعادل ولكن كأي إنسان لي رأي في الأمور التي نعيشها ونعاني من نقصان بعض فقرات الحياة الطبيعية وفقدان البعض الآخر وجميل من الحكومة أن تعطينا رواتباً نعتاش منها ولكن يبدو أننا أناس عاديون نطلب الأكثر بعد حصولنا على القليل وهذا القليل أيضاً كما يبدو ليس من حقنا بل فضلٌ منهم علينا .

يتضح أن الدكتور لم يعش المعاناة التي نعيشها ولم يذق بل نسى حرّ الصيف اللاهب مع الرياح الجنوبية الشرقية في مُدُنٍ كالبصرة والفاو وأبي الخصيب والنواحي والقرى المرتبطة بها , لم يلمس ملوحة الماء التي تخطت ميناء المعقل بكثير , لم يرى محافظ البصرة يتنقل في موكب مكون من عشرة سيارات (GMC) ذات الدفع الرباعي عدا سيارات الشرطة الأخرى ومتمتعاً براتب خرافي مقارنةً براتب أي موظف آخر ونعيب على البعث تصرفاته (حيث أتَذكر أن موكب عبدالباقي السعدون عضو القيادة القطرية لحزب البعث المقبور كان سيارتين فقط الأولى نوع بيكب عليها سلاح رشاش ويستقلها مجموعة الحرس والثانية مرسيدس تقله مع سائقهِ ) * .

ثم ما هذه المساواة بين الضحية والجلاد بالقول أن هناك تحالفاً شيوعياً بعثياً من جديد ولكنه غير معلن . لقد خرجنا في البصرة عام 1967 شباباً متظاهرين متحمسين نبتغي تغيير الأوضاع المؤلمة آنذاك وكان هتافنا (يا بغداد ثوري ثوري خلي عارف يلحگ نوري) في وسط المدينة وتحديداً (سوق المغايز) وتفرقنا بعدها الى فروع سوق التجار وشارع الكويت ومن ثم الى محلة البجاري وآخرين الى الداكير قبل نكسة حزيران بفترة بسيطة ولم أتذكر أو أسمع عن هتاف شيوعي بعثي مشترك يذم الزعيم قاسم كما تدعي , أما تظاهراتنا الجديدة فلم نطالب بإسقاط النظام بل بإصلاحه لأننا نعلم بأنه جاء بطريقة ديمقراطية أنتخب فيها الشعب ممثليه وفق قانون مفصل لصالح الكتل الكبيرة ويسحق بقية الفئات , نعم سيدي الدكتور لم يفز الشيوعيين بمقعد برلماني ولكن كم كان عدد المصوتين لهم في الوطن مجملاً ؟ ألم يتخطى عدد من المقاعد وليس واحد فقط ؟ ,وكيف كان أداء النائبين اللذين ذكرتهما والوزير الواحد ؟ أَلَم يُرَشّح أبو داود كنائب مثالي ؟ وكيف كان أداء الوزير الواحد في الفترة السابقة ؟ ألم يتأسف على مغادرته الوزارة جميع الذين عملوا معه حتى صغار الموظفين؟ هل هناك أنظف من أيادي الشيوعيين ؟ هل استلموا تمويلاً من جهة أخرى غير حزبهم ؟ ألم يبقى الوزير الوحيد في حكومة المالكي السابقة بعد انسحاب العراقية منها مؤازرةً للتجربة الجديدة ؟ كل هذه السجايا وأكثر وتتهمهم بالتعاون مع البعث ؟ .

أما المحاصصة والتي تسميها شراكة وطنية فقد اتضحت حتى للأطفال كونها محاصصة طائفية وإلا ماذا تسمي قول رئيس الوزراء أن وزارة الدفاع حصة المكوِّن السني ** وليس حصة كتلة العراقية ؟

سيدي الدكتور ماذا تسمي الطلب من البرلمان بتأجيل إقرار قوانين مهمة مثل قانون هيئة النزاهة وقانون ديوان الرقابة المالية وقانون المحكمة العليا ؟ وماذا تسمي طلب العفو عن المزورين ؟ وماذا تسمي طلب التريث في إقرار تعديل المادة (136 ب) للسماح بمحاسبة المقصرين قبل هروبهم , من رئاسة الجمهورية بعد الفشل من تحقيق الهدف من خلال البرلمان؟ وماذا تسمي تسويف مقترح قانون تعديل رواتب المسؤولين و كبار الموظفين؟ ( هناك قول للنبي الكريم بمعنى وجود حصة للفقراء في أموال الأغنياء, ولكن في عراق المحاصصة المقيتة والمتدينين الجدد يبدو العكس) .

سيدي الدكتور ماذا تسمي أيضاً محاولات ضم الهيئات المستقلة تحت لواء الحكومة ؟ وماذا تسمي أيضاً مناصب السيد رئيس الوزراء المتعددة ؟ وكونك طبيب ورجل علم وكاتب سياسي هل يستطيع مخلوق من تأدية واجبات هذه المناصب الحساسة وإيفائها حقها الطبيعي من الجهد المطلوب ؟ وماذا تسمي ما جرى بعد المائة يوم . أليس ضحكاً على الذقون ؟

وتأكيداً لما تقدم فقد حذر السيد مقتدى الصدر أتباعه من بناء دكتاتورية جديدة , ولكن الشيء الإيجابي الوحيد طيلة الفترة المنصرمة هو مذكرة الاعتقال الصادرة من البصرة بحق وزيري التجارة السابقين السوداني والصافي على خلفية الزيت الفاسد المستورد وأؤكد لكم تورط وزارة التجارة بالأمر لأننا استلمنا يوم أمس الأول الحصة التموينية وفيها زيت مكتوب تاريخ صناعته عام 2006 دون ذكر تاريخ نفاذه وحدث العاقل .... .

سيدي الفاضل أشترك معك في التحذير من عودة البعث والبعثيين لأنهم جاءوا الى السلطة مرتين بالغدر والخيانة الأولى في عام 1963 بعد أن رفعوا صور الزعيم الشهيد على دباباتهم وخدعوا الشعب الذي كان يساند ذلك الرجل الطيب والثانية في 1968 حيث لم يعلنوا عن أنفسهم إلا في اليوم الثالث بعد إن استقرت الأمور بأيديهم والجميع يعرف جيداً من كان ورائهم .

سيدي يقال شر البلية ما يضحك وهاك مثلاً على معاناتنا التي لم تذقها أنت , هناك صديق لي أستاذ في جامعة البصرة عاد يوم الأربعاء الماضي من عمله الساعة الثالثة بعد الظهر منهكاً لكونه رئيساً للجنة الإمتحانية في كليته ولاقى الآتي 1- الماء مقطوع والخزان فارغ . 2- الكهرباء ليست في وقت التجهيز 3- مولدة الشارع متوقفة عن العمل بسبب عدم تزويدها بالوقود المجاني الذي يفرض السعر الجديد . 4- مولدة الكهرباء المنزلية خالية من البنزين . 5- جاره الذي يزوده بالماء في مثل هذه الحالات مسافر لزيارة الإمام الكاظم بمناسبة الوفاة . ولكم تقدير الموقف .

أخيراً سيدي الدكتور المتظاهرين ليسوا غوغاء وكذلك الشيوعيين لم ولن يكونوا إلا مع الجماهير ويفترض أن يكون خطابكم نابع من واقع جديد يتطلب مقارنة واعية مدركة تضع مصلحة الوطن والمواطنين في الإعتبار الأول بسبب دقة الظروف التي نمر بها وحراجة الموقف .


* المستشفى التعليمي 4/7/2010 عند مراجعتي للعلاج , وكان د. شلتاغ يزور إبنته الراقدة هناك .
** قالها قبل شهر تقريباً وأعاد القول مساء أمس من خلال برنامج فضاء الحرية في قناة الفيحاء .

 


البصرة 1/تموز/2011

 

 

free web counter