| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

باسم محمد حسين

 

 

 

الخميس 1/5/ 2008



صولة الكشف

باسم محمد حسين

يبدو أن عمليات صولة الفرسان التي بدأت في البصرة يوم 25/3/2008 بغية تحريرها من العصابات والمأجورين للأجانب بأعمال القتل والسرقة والتهريب وتعطيل الحياة قد حققت بعض أهدافها المنشودة بواسطة القوة العسكرية وهذه القوة بدورها حفزت بعض الناس المتخوفين من تلك العصابات وجعلتهم ينزعون عنهم رداء الخوف البائس ويلبسون ردائهم الجميل الأصيل ويتعاونون مع الأجهزة الأمنية وإخبارهم عن أماكن تواجد المسلحين من الذين سرقوا ونهبوا وقتلوا .... الخ والأسلحة والعبوات الإيرانية والمحلية ، وكذلك فتحت بعض أبواب الحياة للبصريين الطيبين المسالمين أصحاب الذوق الرقيع والحس الفني والثقافي وأول هذه الأبواب وليس أهمها هو تداول الأشرطة والأقراص الموسيقية بعد أن منعت قسراً من قبل تلك الجماعات وللأسف باسم الدين الذي هو منهم براء ، ناهيك عن الأبواب الأخرى الأكثر أهمية بالطبع ومنها طرد فارضي الإتاوات في موانئ البصرة الرئيسية الثلاث في أم قصر وخور الزبير وأبو فلوس ومهربي النفط المتنفذين. ولكن هذه الصولة المباركة كشفت أموراً اُخرى ذات أهمية لا تقل عن أهمية أهدافها الأساسية ومنها هشاشة العلائق بين بعض السياسيين وأصحاب الهيمنة على الأمور بعضهم البعض باتهامات متبادلة بالتهريب والسرقة والتغاضي عن السرقات وغيرها . فمثلاً ظهور النائب جابر حبيب جابر من حزب الفضيلة مساء يوم 12/4/2008 في قناة الشرقية مدافعاً عن محافظ البصرة بعد أن ورد اسمه في بعض الأخبار بأنه من مهربي النفط أو متعاون مع المهربين حيث كان دفاعه منصباً على اتهام رضا الشهرستاني شقيق حسين الشهرستاني وزير النفط بأنه من كبار مهربي النفط وتواجده في الإمارات العربية المتحدة بشكل شبه مستمر على هذا الأساس، ترى أين كان جابر عن هذه المعلومة إن كانت صحيحة؟ ولماذا لم يصرح بها قبل اليوم ؟ وإن كانت مناورة فهل هذه الطريقة السياسية المطلوبة في مثل هذا الظرف للرد على الآخرين ولو أخطأوا ؟؟ .
ثم هناك موضوعاً جانبياً وهو تصريح السيد إسماعيل مصبح شقيق محافظ البصرة والذي يسكن حالياً في منطقة مناوي الباشا لراديو سوى على خلفية هذه الاتهامات والثراء الذي يتمتع به قوله أن عائلتهم ليست حديثة العهد بالنعمة وأن لهم تجارة واسعة ومكاتب في لندن وباريس ودبي وهذا الكلام يتناقض مع كلام أخيه قبل سنتين حين قال في اجتماع موسع في البصرة انه يسكن شقةً مستأجرة ، ترى من منهما الصادق ؟ وفي نفس الحديث إتهَمَ أبو سيف الوائلي (كما يكنى السيد إسماعيل) رئيس الوزراء ووزير النفط بأنهما قبضا مبلغ 25 مليون دولار من إيران نظير سكوتهما عن سرقة النفط العراقي من حقول محافظة العمارة وهنا اكرر نفس السؤال أين كانت هذه المعلومة ؟؟ ، كما أن هناك بعض المعلومات المنشورة في موقع كتابات وموقع شبكة العراق الثقافية وموقع الجيران وجريدة البينة وغيرها توضح ارتباط محافظ البصرة بالأجهزة الأمنية للنظام السابق وأنه كان عينهم في البصرة والبادية الجنوبية مع صورة لأمر رسمي بذلك ، كما أنه كان موظفاً لدى السيد هادي ألحديثي أول العاملين في تصدير النفط المهرب أيام النظام السابق ، كما أن هناك معلومات تبين أن والده السيد مصبح كان أيضاً يمارس نشاط التهريب وبسببه حكم عليه قضائياً بالحبس 18 سنة عندما كانوا يسكنون في منطقة الصبخة الكبيرة قرب مقام المهدي بجوار بقالة أم ياسين ومعلومات أخرى بأن السيد مصبح هو من قام بتهريب المرحوم السيد مير محمد القزويني (رجل الدين البصري المعروف) إلى الكويت وأن السيد إسماعيل هو من قام بتهريب السيد جعفر مجمد باقر الصدر إلى إيران.
وبينت هذه الصولة أيضاً المساومات السياسية الرخيصة حين صرح السيد نصار الربيعي زعيم الكتلة الصدرية في برلماننا العتيد بأنهم سيفكرون بحل جيش المهدي إذا حلت ميليشيا بدر ، ترى أين الأحاديث السابقة عن كينونة هذا الجيش العقائدية والتي لا تسمح بحله شرعاً إلا من قبل من سمي باسمه (المهدي المنتظر ع) وأنه جيش مقاوم للاحتلال و و و ، ثم هل نسي السيد الربيعي أن منتسبي بدر دخلوا الأجهزة الأمنية بشكل رسمي منذ أكثر من ثلاث سنين ؟
كما أن هناك طلباً من بعضهم بتكليف الدكتور أياد علاوي للتدخل لدى الجانب الأميركي لحلحلة الموضوع وإطلاق سراح البعض من المعتقلين الصدريين . والسؤال هنا هل نسي هؤلاء ماذا فعل بعضهم بالرجل أثناء زيارته لضريح الإمام علي (ع) في خريف 2005 عندما هاجموه داخل الصحن الحيدري الشريف بما تيسر لديهم من الأحذية وغيرها آنذاك ؟ ولكن الحق يقال أن هذا الرجل تجاوز هذا الموضوع بعد فترة وتوسط لدى الجانب الأميركي وأطلق سراح السيد حازم الأعرجي قبل سنة تقريباً.
وكشفت هذه العمليات أيضاً وبشكلٍ لا يقبل الشك التدخل الإيراني الواضح من خلال العثور على الكميات الهائلة من العبوات الناسفة والذخائر الأخرى والأسلحة المتوسطة حديثة الصنع أثناء عمليات الدهم والتفتيش في البصرة وضواحيها ومدينة الثورة وغيرها من المناطق الأخرى واعترافات المعتقلين الذين تدربوا هناك وعادوا للوطن لتدريب المجاميع الأخرى من المسلحين ،هذا من الناحية العسكرية واللوجستية أما سياسياً وهنا الطامة الكبرى حيث عقد السفير الإيراني صاحب النفوذ الواسع في بغداد مؤتمراً صحفياً في سفارته انتقد صولة الفرسان انتقادا شديداً واصفا تلك العمليات وصفاً ينم عما في داخله من كره للعراق والعراقيين الشرفاء غير التابعين لهم ، ومنتقداً أيضاً قوات الصحوة البطلة التي قاتلت تنظيم القاعدة بكل شجاعة وفكت أسر المدن الغربية التي كانت مختطفة من حضن وطنها الأم العراق. كان حديثه تدخلاً سافراً بالشؤون الداخلية لبلدنا العزيز وباعتقادي يشكل مهانة لكل من يدعي المسؤولية ، وأعتقد أن للسيد السفير بعض الحق في تلك التصريحات لأن هذه الصولة هدمت أغلب ما بناه هذا الرجل خلال سنين عمله في العراق حيث كلنا نعلم أنه هو الذي أنشأ حزب الله في لبنان أو على أقل تقدير ساهم في إنشائه وتسليحه والإشراف على تدريب كوادره عسكرياً وسياسياً وكان عمله في بلادنا منصباً على تشكيل حالة مماثلة للبنان.إلى أن جاءت هذه العمليات وفعلت ما فعلت . إن أقل ما يستوجب عمله مع هذا الشخص هو الطرد من هذا البلد الذي يسعى الناس فيه للعمل والبناء والتنمية وليس لتلقي الأوامر منه ومن مثله . وكشفت صولة الفرسان أيضاً عن سطحية انتماء البرلمانيين الصدريين إلى جمهورهم الواسع في مدينة الصدر حيث زار هذه المدينة وفداً من البرلمان مكون من 11 شخص من مختلف الكتل النيابية بينهم صدري واحد فقط هو السيد فلاح حسن شنشل للإطلاع على أحوالها يوم 23/4 الماضي بينما يتباكى الباقين أمام الإعلام على أحوال الناس هناك وساعة يهددون وأخرى يطالبون بالتهدئة وغيرها يطرحون المساومات.
وأخيراً لكي يتم نجاح هذه العمليات يتوجب على الجميع مؤازرة الدولة وكلٌ من موقعه وخصوصاً الإعلاميين ، كما يجب مقاضاة كل من اتهم شخصاً آخر بدون الدليل الواضح لأن هذه الاتهامات بين علية القوم أفقدت العراقيين الثقة بهم وبالعملية السياسية بشكلٍ عام .


البصرة 30/4/2008

 


 

Counters