| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

باسم محمد حسين
bassim532003@yahoo.com

 

 

 

                                                                                           الخميس 17/5/ 2012



المؤتمر الأول لنصرة القضية الكردية

باسم محمد حسين / البصرة

على مدى يومي 4-5/5/2012 عقد في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق المؤتمر الأول للتجمع العربي لنصرة القضية الكردية .

جاء هذا النشاط بعد جهود كثيفة لسنين طويلة من تبني مجموعة من المثقفين العراقيين الوطنيين للدفاع عن القضية الكردية والشعب الكردي كقضية لشعب موزع بين أربعة دول متجاورة هي العراق ، سوريا ، تركيا وإيران له الحق في العيش الكريم مستخدماً لغته ومستثمراً خيراته وجهود أبنائه أسوةً ببقية شعوب الأرض ، وهذا التبني مستكملاً لبرامج بعض الأحزاب والقوى التقدمية منذ عقود وصولاً الى يومنا هذا , وكما يعرف البعض منّا كيف أن الكرد ظلموا لفترات طويلة من قبل حكومات العراق المتعاقبة واضطروا الى رفع السلاح أحياناً كثيرة وقدموا تضحيات جسام جراء ذلك , وخصوصاً في فترة ما بعد 1975 حيث وقـَّعَ المقبور هدام اتفاقية الجزائر مع شاه إيران وأعطاه نصف شط العرب لغاية ميناء أبو فلوس جنوب البصرة وبعض الأراضي الأخرى مقابل تصفية الكرد وقضيتهم الذين سماهم الجيب العميل بعدما خانهم وخان اتفاقية آذار 1971 بسبب عنصريته وهمجيته , الأمر الذي اضطر بعضهم لمغادرة المنطقة والتوجه الى أوربا والولايات المتحدة والعيش هناك .

افتتح المؤتمر صباح يوم 4/5 بالنشيد الوطني العراقي تلاه النشيد القومي الكردي ثم دقيقة صمت على أرواح شهداء حركة التحرر الكردية وشهداء التحرر الإنساني ثم كلمة أمين عام التجمع د. كاظم حبيب الذي تحدث عن فكرة نشأة هذه المنظمة والأسباب الموجبة لها وشيء عن تاريخ النضال الكردي ومعاناة الشعب خصوصاً أيام النظام البعثي الفاشي وما تعرض له من هجمات بعيدة كل البعد عن الإنسانية ولم ينسى المتحدث الكرد الفيلية في الوسط والجنوب وما تعرضوا له من قسوة وتهجير ونهب واستيلاء على الممتلكات بسبب عنصرية النظام . كما وَضَّح مساعي التجمع لمناصرة القضية الكردية من خلال المساهمة الفاعلة في توضيح الحقائق والحيثيات التي طمرها القساة بينما تحملها الشعب الكردي مغلوباً على أمره حتى وصول الحالة الى الانفجار وحَمْل السلاح , كما يسعى التجمع الى تأمين حياة أمنة ضمن المجتمعات المدنية الديمقراطية وتجنب الأساليب العسكرية والقتال من خلال ثقافة الاعتراف بالآخر كقاعدة أساسية للتعايش الإنساني ويؤكد على استنهاض همم المثقفين العرب في مجال الدفاع عن حقوق الناس بضمنهم الشعب الكردي وتوثيق عرى المحبة والسلام بين الشعوب في المنطقة . كما تحدث الأمين العام للتجمع عن خمسة مسائل مهمة جوهرية للتجمع نصها كما أدناه .

" 1- يتبنى التجمع موقف الدفاع والتضامن مع الشعب الكردي في سعيه صوب الحصول على حقوقه المشروعة والعادلة وخاصة حقه في تقرير المصير .
2- ويعمل من أجل تحقيق التضامن النضالي بين الشعب الكردي وتلك الشعوب التي يتعايش معها في الدول الأربع الموزعة عليها شعب وارض كردستان .
3- استقلاليته التامة عن الأحزاب والقوى والجماعات السياسية والحكومات والدول المختلفة, ويرفض أي تدخل في شؤون التجمع من أي طرف كان .
4- استقلالية قرار التجمع بشأن قضايا الشعب الكردي في كل أجزاء كردستان .
5- يمارس النقد ويشجب التجاوز على حقوق الشعوب الكردية حيثما يقع و أياً كان المتجاوز ."

بعد هذه الكلمة تحدث السيد رئيس إقليم كردستان العراق مرحباً بضيوفه ومؤكداً على استقلالية عملهم وقراراتهم متمنياً لهم النجاح في مؤتمرهم وبقية أعمالهم كما تحدث عن المشاكل بين الإقليم والحكومة المركزية وضرورة حلها وفق الدستور والقوانين المُنظِمة للعمل السياسي , بعدها تلى القاضي زهير كاظم عبود تقرير الأمانة العامة , ثم جاء دور الفن حيث غنّى الجميع تقريباً أغنية (هربزي كرد وعرب رمز النضال) مع الفنان جعفر حسن ، أعقب ذلك الشاعر إبراهيم الخياط حيث قرأ أبياتاً من قصيدة الجواهري الكبير (قلبي لكردستان) ثم قصيدة للنائبة الكردية في البرلمان العراقي بيرزاد شعبان باللغة العربية أعجبت الحضور بمضمونها وطريقة إلقائها, بعدها نوقش التقرير وجاءت بقية الفقرات تباعاً حيث أوراق عمل السادة د. تيسير الآلوسي , جاسم المطير , ورجل الدين السيد هاني فحص . وفي اليوم الثاني كانت ورقتا عمل الأولى للدكتور قاسم حسين صالح والثانية من المغرب الشقيق للسيدة ليلى الشافعي حول القضية الأمازيغية .

بعدها أجريت انتخابات الأمانة العامة ومن ثم تلاوة البيان الختامي في المؤتمر الصحفي للأمانة العامة.

عموماً كانت تظاهرة ليست من نوع جديد ولكن وضَّح فيها المشاركون في المؤتمر أفكارهم عن مؤازرتهم ونصرتهم للشعب الكردي وقضيته كشعب تعرض للظلم والاضطهاد من جهات مختلفة طيلة عقود من الزمن وله الحق في العيش الكريم أسوة ببقية شعوب المنطقة والعالم , كان هذا النشاط لصالح الشعب الكردي و القضية الكردية بشكلها العام دون الدخول مع الأحزاب والكيانات السياسية الكردية ليكون الرأي والقرار للتجمع مجرداً من التبعية أو مؤازرة جهة باستثناء أخرى أو موقف عن موقف آخر أو غيرها وإنما عمل مجرد يراد منه الصالح العام لِعَيِّنة من البشر تعيش مع عيّنات أخرى في منطقة واحدة يريد البعض الهيمنة على الجميع مثلما فعل الطاغية المقبور وجلاوزته ، انتقدت بعض الجهات السياسية هذه الفعالية زاعمةً أنها لدعم جهة ضد أخرى في وقت تتقاذف التهم بين السياسيين وأحزابهم وكل منهم يبكي على ليلاه متناسين هموم الشعب وضآلة الخدمات وضعف الإدارة وتفشي الفساد وجشع التجار وتهريب العملة وهشاشة الوضع الأمني .


 

 

17/5/2012
 


 

free web counter