| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

باسم محمد حسين
bassim532003@yahoo.com

 

 

 

الأثنين 16/2/ 2009



برلماننا العتيد

باسم محمد حسين / البصرة

لم اجد احداً وأعتقد لن أجد آخراً لم يتحدث عن أزمة انتخاب رئيس للبرلمان العراقي التي تخطت الشهرين ففي أي مرتعٍ ارتاده أو أية صحيفة أقرؤها أو أي موقع الكتروني أدخل إليه يتجدد هذا الحديث والناس لهم آراء مختلفة على اختلاف مشاربهم وقناعاتهم ولكن الكل متفق أن هناك أزمة حقيقية في هذا الحيز الذي بُنيَ على أساس مغلوط منذ البداية رغم صرخات الخيرين الذين أرادوا لهذا البلد خيراً ببناء أهم مؤسسة فيه على أساس صحيح ولكن أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة (ولاحياء) لمن تنادي . المحاصصة المقيتة ذهبت بنا الى الهاوية وستذهب بنا الى اكثر من ذلك لو بقي سادتنا النواب وبقية المؤثرين في المشهد السياسي العراقي متمسكين بها بالرغم من معاداتها في الإعلام فقط . لن اقول شيئاً جديداً لو عدنا الى الوراء وتذكرنا أو راجعنا أداء هذه الهيئة التشريعية والرقابية كما يفترض لوجدنا أنها فعلاً غير قادرة على هذه المهمة الصعبة لأن كوادرها (النواب وليس الموظفين) ليسوا مؤهلين لهكذا مهام بل هم مؤهلين فقط وكما اعتقد ويعتقد غيري الكثير لإصدار القوانين او القرارات التي تخص مخصصاتهم وإمتيازاتهم وما يملأ جيوبهم بالمال السحت ويتسبب بحرمان الآخرين من أمور هم بأمس الحاجة لها إذ أنهم في تلك الجلسات يكونون متفقين جميعاً عليها ويكون النصاب مكتملاً وأبواب قلوبهم مفتوحة على مصارعها لرفع الأيدي إشارة بالموافقة على تلك القوانين أو القرارات .ومن الجدير ذكره الآن أن هذه القرارات لم تنشر في الموقع الألكتروني للمجلس ولم تبث الجلسات على الهواء في قناة العراقية الفضائية كما بقية الجلسات لأنهم يعرفون جيداً بأنها ستؤول عليهم بالغضب واللعنات من قبل مساكين الشعب الذي أخطأ وانتخبهم .

كلنا يتذكر صفقة تمرير القوانين الثلاث قبل عام تقريباً والتي برهنت للقاصي والداني كيفية تمسك كل فئة متنفذة بمصلحتها الذاتية فقط دون المصلحة الوطنية التي يفترض أن تكون هي الأهم في طروحاتهم ومناقشاتهم فالفئة الكردية كانت تطالب بالمصادقة على الميزانية لأن لها فيها حصة الأسد بينما الفئة الشيعية كانت تركز على قانون المحافظات وكان لها ما شاءت والفئة السنية تروم إطلاق سراح مؤيديها المعتقلين فركزت على قانون العفو العام ، هذه الصفقة تؤكد الثقة المتزعزعة بينهم وتمسكهم بمصالحهم فقط وقد تحقق لهذه الكتل ما أرادت ولكن في محصلة الأمر النهائية زادت من مقدار الهوة الكبيرة بينهم واليوم نجني ثمار هذا الإختلاف حيث يبحثون منذ أكثر من شهرين لشخص يقودهم لما تبقى من هذه السنة ولم يجدوه وأشك بأنهم سيجدوه يوم الأربعاء القادم . فاليوم مثلاً وللاسف الشديد صرح السيد طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية تصريحاً لا أعرف بماذا أنعته لأنه لا ينم عن موقف وطني مطلقاً إذ هدد هذا الرجل وهو زعيم الحزب الإسلامي العراقي بأن يعرقل العملية السياسية في حالة عدم إنتخاب السيد أياد السامرائي لمنصب رئيس المجلس ، تصوروا اخواتي واخواني الكرام تعطيل العملية السياسية وهي المتلكئة أصلاً مقابل تسنم شخص مسؤولية معينة في هذه الدولة أي يعني تعطيل عمل 35 وزارة ومصالح 25 مليون إنسان في هكذا ظرف يحتاج لجهود الجميع بغية القضاء على ماتبقى من الإرهابيين وبناء إقتصاد متين وترتيب الخدمات والإرتقاء بإنسانية الإنسان العراقي وغيرها الكثير من الأنشطة المطلوبة ، كل هذا في سبيل قبول النائب أياد لمنصب رئيس البرلمان للأشهر التسعة المتبقية؟ لماذا؟ هل ان هذا الرجل يمتلك عصاً سحرية سيحل بها كل مشاكل الوطن خلال هذه الفترة الوجيزة ؟ هل لأنه المؤهل الوحيد عندكم ؟ أم انها الطائفية التي طالبت في يومٍ ما بالقضاء عليها حيث كان لك تصريحاً لطيفاً جداً بأنك ستتخلى عن منصبك الرسمي مضحياً مبتداً بنفسك لطريق طويل ولكن نهايته جميلة . ولكن يبدوا أن ذلك التصريح كان للتسويق الإعلامي فقط .

قبل ثلاث سنوات تقريباً وفي جلسة البرلمان للمصادقة على تعيين وزراء الدفاع والداخلية والأمن الوطني والتي تأخرت كثيراً حينها اتذكرجيداً موقفاً للنائب الفذ مثال الآلوسي حيث كانت الكتل متوافقة مسبقاً على وزيري الدفاع والداخلية ولم تتوافق على وزير الأمن الوطني شيروان الوائلي حيث طلب النائب عدنان الدليمي تأجيل التصويت عليه لحين تدارس الأمر مع جماعته عندها تدخل الآلوسي طالباَ تنفيذ الديمقراطية الصحيحة بالتصويت على هذا الرجل وكل نائب له مايشاء من الموافقة أو عدمها ، وفعلاً تم ذلك . برأيي هذا الموقف كان صحيحاً جداً ويجب إعتماده في التصويت الآن على المرشحين الثلاثة عشر لهذا المنصب الى أن يصار الى إنتقاء واحدٍ منهم ، ونترك الأقاويل والتهديدات والمشاحنات فجماعة من النواب تدعوا لإقالة هيئة الرئاسة وجماعة اخرى ترتأي حل المجلس وإجراء انتخابات مبكرة وجماعة تهيء لإسقاط الحكومة كنتيجة لفشل البرلمان و و و وكل هذا بسبب التشبث بالطائفية المقيتة . سادتي الأفاضل اتركوا كل شيء وكونوا على قدر مسؤلياتكم المفترضة وانتفضوا على أنفسكم وانتخبوا رئيساً لكم لما تبقى لكم من الوقت آملين ان تغادرونا نهاية هذا العام بلا عودة باذن الله.

البصرة 16/2/2009

 

free web counter