باسم محمد حسين

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

نفط ستان

باسم محمد حسين / البصرة

هناك مثل يقول (في الهرج غنيمة) وأعتقد إن الدكتور حسين الشهرستاني خير من طبق هذا المثل بدقة حيث استغل الهرج والمرج والتصريحات والتلميحات والانسحابات من المسؤولية في مستويات الدولة العليا وعقد اتفاقا مع إيران كان ممهداً له مسبقاً ليصدر لها نفطاً خام بكمية 100 ألف برميل يومياً لتكريره وبيعه علينا مجدداً بأسعار أقل ما يقال عنها أنها غير تنافسيه إن لم نقل مرتفعه جداً مقارنةً بأسعار ألأسواق العالمية وهذا ما صرح بِهِ الخبير النفطي الدولي الدكتور فاضل ألجلبي . وهنا تساؤل حول كيفية نقل هذه الكمية حيث سينشأ أنبوب ناقل من البصرة إلى مصافي عبادان عبر شط العرب كما سمعت وبالتأكيد ستنفذ هذا المشروع شركة إيرانية بمبلغ يعلمه الله والراسخون في تقديم الهدايا إلى إيران حيث لا وجود للمهندسين والفنيين العراقيين القادرين على تنفيذ هذا العمل وهناك تساؤل آخر هل سيُزَوَد هذا ألأنبوب بِ عدّاد لاحتساب الكميات المصدرة أم سيبقى مثل أقرانه في الميناء العميق ( منفذ التصدير شمال الخليج) فمنذ أربع سنوات تقريباً حيث تزود الناقلات العملاقة بنفط العراقيين الخام على الثقة المتبادلة بين السارق والمشتري .
ولو تجاوزنا كل ما تقدم لأي سبب كان كيف لنا أن لا نقف عند أزمة الوقود في إيران وما نتج عنها من ردود أفعال في الشارع ألإيراني يوم 13/8الجاري والمرات التي قبلها عندما أرادت ألإدارة الإيرانية تقنين صرف البنزين للجمهور بمقدار 100لتر شهرياً للسيارات الخاصة و300 لتر لسيارات ألأجرة بسبب الشحّة في تلك المادة حيث تستورد جارتنا ما نسبته 30% من مجموع استهلاكها والحديث هنا للصحفية ألإيرانية نجمة بوزر جمهر في صحيفة ألاقتصادية ألالكترونية بتاريخ 16/6/1428 هجرية إذ أن إيران صرفت 4.9 مليار دولار في السنة الفارسية التي انتهت في 20/3/2007 الماضي لاستيراد المحروقات . ولكن البرلمان يسعى إلى خفض هذه الفاتورة وَسَمَحَ باستيراد ما قيمته 2.5 مليار فقط لهذه السنة .
وهنا لابد من التساؤل لماذا نستورد من جهة هي مستوردة أصلاً لتلك المادة ؟ ولكن الجواب معروف بالتأكيد.ثم أليس بإمكان الجهة العراقية المشرفة على ألاستيراد أن تجلب هذا المنتج من ألأسواق العالمية وباعتماد الطرق المستخدمة في كل دول العالم بإعلان الطلب في وسائل ألإعلام المختصة وتقدم الشركات والدول عروضها وتدرس تلك العروض ثم يصار إلى اعتماد العرض ألأفضل ...هل بعد أربع سنوات من ألاستيراد ولم نصل للطريقة الصحيحة في العمل ؟ثم كم تجربة مرت بنا افتقدنا المحروقات لعدة أيام ولأسباب غير منطقية . ثم أن هذا النفط الخام بعد تكريره تنتج منه مواد أخرى غير الكيروسين والكازولين وزيت الغاز ومنها النفط ألأسود وأسود الكربون (بعد المعالجة)فهل هذه المواد تصدر لنا أيضاً أم ماذا يتم بشأنها؟
سيدي الوزير المحترم بهذه المبالغ يمكنك أن توسع مصفى البصرة أو مصفى الناصرية ويمكنك أيضاً أن تنشئ مصفى في العمارة وكلها قريبة من الحقول ومأمونة نسبياً وهناك مئة طريقة صحيحة لدفع تكاليف التوسيع أو البناء .ولكن رجاءً إبدأوا بشكلٍ صحيح فقط وستنتظم بقية ألأمور تباعاً.

الخميس 16/8/2007