| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

باسم محمد حسين

 

 

 

الأربعاء 14/11/ 2007



 انتبهوا لأن القادم أعظم

باسم محمد حسين / البصرة

من الأخطاء الإستراتيجية التي وقع فيها الاحتلال الإنكلوأميركي في أيامه الأولى هو عدم التعامل مع الداخلين للبلد من الشرق مستغلين تلك الظروف التي سمحت لهم بالدخول بدون أي شرط أو حاجة إلى وثيقة معينة باستثناء لترات وقود معدودة للوصول إلى الحدود . لقد نبه بعض الصحفيين ألأجانب في لقاء صحفي مع وزير الدفاع الأميركي السابق دونالد راميسفلد إلى دخول إيرانيين وعراقيين كانوا مقيمين هناك إلى البلد بدون سمات رسمية وقد يشكل هذا الموضوع خطراً على القوات الأميركية ومنهجها في العراق وكانت إجابته ساذجة ،( إنهم بضع مئات وتحت السيطرة). لقد كان تحرر العراقيين من الدكتاتورية على يد قوات التحالف هو مفتاح البوابة التي طالما حلمت بها إيران منذ عام 1979 ولغاية الآن وقد قُدم لها على طبقٍ من ذهب وبكل سهولةٍ ويسر وبدون أية تكاليف بشرية أو مادية أو جهود مضنيه مثلما كان التدخل الأميركي . لقد فرح بعض العراقيين برجوع أبنائهم لوطنهم مجدداً بعد أن هُجروا قسراً والبعض مختاراً إلى هناك.
ومنذ تلك الأيام والتدخل الإيراني في ازدياد مستمر وبكافة الأشكال كان آخرها تقريباً في مؤتمر إسطنبول بتاريخ 4/11/2007 حيث طالب منوشهر متقي بخروج القوات الأميركية والقوات الأخرى المتجحفلة معها (القوة متعددة الجنسيات) من البلاد على أن تحل محلها قوات إيرانية وسورية ولا بأس من تركيا و السعودية للحفاظ على الأمن والنظام وهنا يحضرني بيت الشعر
                    لا تنه عن خلقٍ وتأتي مثله                   عارٌ عليك إذا فعلت عظيم
فطالما ينادي المسئولون الإيرانيون صغاراً وكباراً بضرورة تحرر العراق من الاحتلال ، وهاهو الآن المسئول الدبلوماسي الأول فيها يدعوا للاحتلال مجدداً، ولكن بشكلٍ آخر وقوات جديدة . لا أعتقد أن هذه القوات مؤهلة لما يدعي الوزير كي تحفظ الأمن والنظام في بلدنا ولكن الواضح أنها مؤهلة لمهام أخرى أصبحت واضحة جداً للقاصي والداني ولكن المريح هذه المرة أن علي الدباغ لم يوافق على هذا المقترح وكان تصريحه نيابةً عن الحكومة مفرحاً لمن يعي أبعاد هذا الموضوع .كما أفرحنا أيضاً الرد الرسمي على نفس الشخص عندما حاول التدخل بموضوع كركوك من قبل الدكتور برهم صالح وأيضاً علي الدباغ بالعكس من تصرفات الحكومة سابقاً حينما أمرتها إيران باستبعاد أياد علاوي من الواجهة السياسية أو أية مسؤولية في الحكومة منذ كانون الثاني 2005 وكذلك في مؤتمر القاهرة 2007 وبشكلٍ علني والمريح أيضاً تصريح موفق الربيعي للواشنطن تايم بتاريخ 8/11/2007بتزايد التدخل الإيراني في الشأن العراقي وبعلم أكبر شخصية فيها علي خامنئي ، ولكن المقلق لمن يعرف نوايا إيران، أنهم لا يعرفون اليأس في مثل هذا الأمور فقد اقترحوا على المجرم صدام سنة 1987 بمرور قواتهم في العراق وصولاً إلى فلسطين لمساندة الانتفاضة التي بدأت آنذاك داخل إسرائيل (أي اقتراح ساذج هذا في زمن حرب قائمة بين الطرفين) كما هم لم يتوانوا عن قصف القرى الحدودية في منطقة حاج عمران قبل أشهر لأسباب لا تستدعي القوة العسكرية وإرهاب المدنيين الآمنين.ثم ولو نفترض جدلاً بأن العراق وافق على دخول قواتهم بدلا عن الأمريكان فهل تستطيع الجارة إيران صرف مبلغ 70 مليار دولار لتدوير ماكنة الحرب؟ ثم ستقاتل من ؟ القاعدة أم الميليشيات الأخرى فهي تمد الأولى بالقذائف المصنعة حديثاً لاختراق الدروع بينما الثانية ربيبتها وطفلتها المدللة . إنها بالتأكيد ستحارب أناسٌ آخرون لم تسمح لهم ضمائرهم وعقائدهم وقناعاتهم بالسير في ركبها. ستحارب من يحاول تشغيل معمل البتروكيمياويات ومن يحاول صيانة معمل الأسمدة بشكلٍ صحيح ومن يحاول تشغيل معمل الورق ومعمل الحديد والصلب ومن يحاول تشغيل معامل الصناعات الغذائية البسيطة والمتوقفة حالياً ومن يحاول تشغيل معامل البيبسي والألبان ومن يحاول العودة لزراعة الأراضي الرملية الشاسعة بمحصول الطماطة والبصل والبطيخ ومن يحاول أن يخرج مسرحية أو عملاً فنياً آخر من يحاول أن يرسم لوحة أو يلحن أغنية.
فانتبهوا لأن القادم أعظم .

14/11/2007


 

Counters