| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

باسم محمد حسين

 

 

 

الجمعة 12 /10/ 2007


 

الصراع مستمراً

باسم محمد حسين

بدأ الصراع بين الناس منذ بدأ الخليقة إذ تصارع هابيل وقابيل وقتل احدهما الآخر على خلفية زواج كلٍ منهما لأخت الآخر حسب ما عرفنا .واستمر إلى يومنا هذا وسيستمر ما دام البشر موجود على هذه البسيطة وكلٌ له قناعة تختلف عن قناعة الآخرين ويدافع عنها ( وهذا من حقه) بشكلٍ أو بآخر حتى تصل إلى مرحلة إنهاء حياة المُختلِف معه ، ولكن هذا الصراع قد يكون مؤثراً على ناس آخرين غير أولئك المتصارعين وهذا ما لا يريده أغلبية بني آدم. والصراع على السلطة هو على رأس جميع أنواع تلك الصراعات التي تؤثر على الأبرياء و لا يتأثر بها المتصارعين وهذه هي بداية موضوعي لأن التصارع بين الكيانات السياسية العراقية منذ بداية تحررنا من الاحتلال البعثي الصدامي ودخولنا الاحتلال الإنكلوأميركي لم يتأثر به كبار السياسيين قدر تأثر عامة الشعب المظلوم بسبب كون هذا الشعب هو المستخدم كأدوات (مع شديد الأسف) للصراع بين الكبار المستفيدين مادياً و سياسياً بينما الصغار هم الذين يقدمون التضحيات وللأسف أيضاً فإنها مقدمة بإسم الوطن . بدأ هذا الموضوع منذ تشكيل مجلس الحكم من رؤساء ومسئولين في تلك الكتل ولم يتفقوا جميعاً مطلقاً على أي موضوع بدأًً من تنصيب رئيس للمجلس حيث كانت الرئاسة وكما يعلم الجميع دورية بينهم وحسب الحروف الأبجدية أي لم يتنازل أحدهم للآخر ولو باسم الوطن عن تلك الرئاسة لاعتبارات سياسية مثلاً أو علاقات دولية أو علاقات اجتماعية مع بعض قادة الدول المؤثرة في المسرح العراقي وأمتد إلى ما بعد انتهاء سلطة الائتلاف وبداية الحكومة المؤقتة حيث تصدى الدكتور أياد علاوي لمنصب رئيس الوزراء مرشحاً من أغلبية المؤثرين آنذاك و ترشح اثنين لمنصب رئيس الجمهورية وكما يعلم الناس هما غازي الياور وعدنان الباجه جي بينما كان احمد الجلبي يحاول سراً الفوز بذلك المنصب بشكلٍ أو بآخر الى أن شاء القدر وتنازل الباجه جي عن الترشيح حيث فاز الياور . وبعدها بدأ صراع بشكلٍ آخر بين قوىً شريرة وقوة تدافع عن التغيير الجديد الذي كنا نطمح له كعراقيين بسطاء نتأمل الخير من ذلك التغيير وهو قتال القوات العراقية الناشئة مسنودةً بالقوات ألأميركية التي ابتدأت تسميتها منذ ذلك الحين بالقوات متعددة الجنسيات مع ممثل الشر الأول في هذه الدنيا (القاعدة) في منطقة الفلوجة المختطفة حيث راح ضحيتها الكثير من ألأبرياء والقليل من المقاتلين علاوة على تهجير أهلها الطيبين الذين عرفت بعضهم عن كثب وكلنا يعرف ما هو التهجير وماذا يعني أن الإنسان بدون مأوى وقسم كبير منا طاله هذا الموقف المؤلم بشكلٍ أو بآخر . وتزامن مع هذا الصراع صراع آخر في النجف الأشرف حرق الأخضر واليابس لعدة أشهر في تلك المدينة المقدسة التي تعتاش في اغلب مواردها على الزوار الوافدين إليها من كل حدب وصوب يأكلون في مطاعمها وينامون في فنادقها ويتبضعون من أسواقها المتميزة فلكم سادتي أن تتصوروا مدينة بهذه المواصفات لعدة أشهر ماذا حلّ بالأبرياء من أهلها ؟ واستمر هذا الحال ولكن بدرجات متفاوتة بين الحين والآخر وفي أماكن مختلفة، كما نشأ نوعاً جديداً من الصراع ولكنه معروف لدى الغير ومقبول وضحاياه قليلون وهو الانتخابات الأولى التي تسابقت فيها القوائم الغنية والفقيرة المتنفذة وغير المتنفذة المدعومة من الخارج والمعتمدة على نفسها وأصدقائها العريقة والحديثة حيث استخدم فيها بعض المتنافسين سبلاً ما أنزل الله بها من سلطان ولم نرى مثلها في أرجاء هذه المعمورة في الدول التي سبقتنا بمثل هذه الفعاليات للوصول إلى كراسي المسؤولية ، وفعلاً أفلح البعض بذلك بينما بقي البعض خارج هذه اللعبة حيث خسر ما لم يكن يتوقعه وبدأنا عصراً جديداً حيث فاحت روائح الطائفية بشكلِ يزكم الأنوف وأصبح واضحاً جلياً تدخل الجيران بأمورنا وحيثيات حياتنا وأصبح ذلك الصراع يأخذ منحى آخر حيث بدأت كل الأطراف الراديكالية بتقوية ميليشياتها وعلى حساب القوى الرسمية ذات الصبغة الشرعية وأغلبنا إن لم يكن الجميع يعرف ما التداعيات الناتجة عن مثل المنزلق الخطير وما حالنا الآن ألاّ خير دليل على ذلك .
ومنذ أسابيع ظهر صراع جديد بين قطبين كبيرين علاوي والمالكي بعد أن كان الأول خير داعمٍ للثاني منذ بداية تسلمه المسؤولية الأولى في الدولة العراقية ولغاية تلك الفترة وخصوصاً في المحافل العربية ناهيك عن الدولية ، حتى وصل الأمر إلى التهديد بالقضاء ترى ما الذي حدث؟ ومن هو المتضرر من الذي يحدث؟ ومن هو المستفيد من الأمر؟ وأعتقد أن الأجوبة لا تحتاج إلى توضيح لأنها معروفة لأبسط المتتبعين للشأن العراقي ولكن الجديد والذي ألمني حقاً قبل يومين هو اتهام الحكومة للقائمة العراقية بالضلوع في أحداث الزركة وعلى لسان العميد عبد الكريم خلف إضافةً إلى قائمة التوافق وجماعة الصرخي.
هنا لدي جملة ملاحظات و تساؤلات أهمها أن القائمة العراقية تضم مجموعة غير قليلة من المكونات السياسية وهؤلاء لهم خلفيات وجذور و وجهات نظر مختلفة في اغلب الأمور ولكنهم متفقون في أمر واحد هو الولاء للوطن وما التصويت على الفدرالية في الصيف الماضي إلاّ الدليل الواضح الجلي على ذلك . القاصي والداني يعرف إن الدكتور أياد علاوي غير مسموح له أن يتبوأ أي منصب حكومي بأمر من إيران وهذه الفعاليات تُصطنَع للنيل منه كما أكد ذلك السيد عزت الشابندر يوم أمس الأول في لقاء تلفزيوني ولكن لماذا يؤخذ الباقين بهذه الجريرة؟ ومنهم من يختلف معه في أمور كثيرة وهنا أخص بالذكر السيد حميد مجيد موسى والسيد مفيد الجزائري والدكتور وائل عبد اللطيف والسيد أياد جمال الدين و السيدة صفية السهيل وآخرين لا مجال لحصرهم هنا . هل يعقل أن مثل هذه الشخصيات المعروفة وذات الوزن الثقيل تتآمر على الوطن و أبناءه و تشترك مع المسلحين في الزركة ؟ أو على أقل تقدير تعلم بالأمر ولم تتخذ أي إجراء منذ سنة تقريباً ، كان عليكم أن تفكروا كثيراً قبل هذا الاتهام للعراقية وخصوصاً الحزب الشيوعي العراقي الذي لا زال مسانداً للحكومة ولم يتخلف وزيره المهندس رائد فهمي عن أي اجتماع وزاري أو تكليف رسمي بعملٍ ما، يا أيها المتنفذون في حكومتنا اتقوا الله ولا تجعلوا الصراع يمتد أكثر ويؤذي أبرياء أكثر.

12/10/2007
 

Counters