| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

باسم محمد حسين
bassim532003@yahoo.com

 

 

 

الخميس 11/12/ 2008

 

أتفاقية المطلك

باسم محمد حسين

يطيب لي كما البعض الآخر من الناس التحدث والكتابة عن إتفاقية سحب القوات بين العراق والولايات المتحدة الأميركية وماهي الفوائد والإيجابيات والسلبيات التي فيها وما هي أسباب تحفظ بعض الكتل النيابية على البعض من بنودها وقبولها بشكلٍ عام وكذلك محاولة معرفة رفض بعض الكتل الأخرى للموضوع جملةً وتفصيلاً ولو جاء هذا المقال متأخراً بعض الشيء . ولكن أعتقد أنه من الضروري التحدث عن مطالب الساعات الأخيرة التي تقدم بها ممثلوا البعث البائد في مجلس النواب الذين يدعون الوطنية ويزايدون على وطنية الآخرين . إن ما قام به نواب مقتدى الصدر أمرٌ متوقع فهم كانوا رافضين لهذه الإتفاقية جملةً وتفصيلاً قبل أن يعلموا فحواها كما ورفضوها بعد أن علموا محتوياتها وما للعراقيين وما عليهم ضمن بنودها وفعلوا ما فعلوا في قاعة المجلس ، وهذا رأيهم أو الراي المفروض عليهم من قادتهم ، والذي يثير التساؤل في الأمر أنهم رفضوها مدعين أن الإتفاقية ( من ألفها الى يائها ) تصب في مصلحة المحتل فقط كما إدعى النائب المسعودي قبل أشهر وهو لم يقرأ أي حرفٍ منها ، وعلى كل حال هذا رأيهم وهم مسؤولون عنه أمام الله والناس الذين إنتخبوهم .
أما بعض الكتل الاُخرى التي تدعي رفض هذا الموضوع بينما تطلب من الأميركان عدم تسليم المحتجزين لديها الى القوات العراقية ( أي انها تثق بالمحتل في تعامله معهم أكثر من ثقتها بالقوات العراقية ) إذن لماذا هذا الرفض أمام الإعلام ؟ أن هذا تأكيد لأي متابع سياسي من وجود لعبة سياسية بائسة مفضوحة ، المغزى منها الظهور بعدم قبول حالة الإحتلال بينما الإرتماء بين ذراعيه من الجانب الآخر ، أما كتلة الدكتور صالح المطلك الصبيحاوي الرجل ذو الأصول الجنوبية وولادة المنطقة الغربية ( الفلوجة 1947 ) والذي درس وعمل في بغداد بعد ذلك وإجتمع مع منظمة مجاهدي خلق في المنطقة الشرقية بتاريخ 16/6/2007 ولا أعلم ماذا سيكون من نصيب المنطقة الشمالية . هذا النائب وكتلته من بقية النواب تمثل حزب البعث المنحل تمثيلا ممتازاً لم يرتقي إليه طارق عزيز أيام إستلامه وزارة الخارجية العراقية ومسؤولية السياسة الخارجية في قيادة حزب البعث الفاشي إذ حاولت إستثمار موضوع الموافقة على الإتفاقية لتمرير طلبات ما أنزل الله بها من سلطان كما يقال فكان طلبها الأول هو الغاء قانون المسائلة والعدالة وكذلك إلغاء المحكمة الجنائية العليا وإطلاق سراح جميع المعتقلين في سجون القوات الأجنبية وسجون الدولة العراقية وطلبات اخرى أستطيع أن أقول إنها مقبولة الى حدِ ما وهنا أبدأ تساؤلاتي هل هذه الطلبات تصب في مصلحة الوطن بشكلِ عام أم أنها لمصلحة البعثيين فقط ؟ هل هذه الطلبات منطقية ومعقولة ؟ هل هي نابعة عن ضمير عراقي حي ؟ واسمحوا لي بالإجابة ولو بشكل بسيط عنها فهي مطالب غير مقبولة مطلقاً ولا تصب في مصلحة الوطن الذي يجب أن يكون في أعلى إهتمام وهي نابعة عن تفكير بعثي شوفيني إنتقائي لا يهتم سوى بمصلحته الذاتية فقط.... واعتقد للدكتور صالح بعض الحق في ذلك لأنه بعثي صدامي صميمي كما أعتقد حيث كان رئيساً للإتحاد الوطني لطلبة العراق أثناء دراسته في كلية الزراعة في بغداد وأثناء دراسته العليا في جامعة أبردين في إسكوتلاندا كان أيضاً رئيساً لمنظمة الطلبة العرب وبعد إنتهاء الدراسة و عودته للوطن أو كما يسمونه (القطر) تم تعيينه مديراً عاما لدائرة البحوث البيئية ومن ثم أميناً عاماً لمجلس البحث العلمي في عام 1974 . إذن فهو يؤدي ما عليه من دَينٍ تجاه ذلك الحزب الذي كان له الفضل الأول في حصوله على هذه الشهادة ومن بعدها هذه المناصب الرسمية التي جلبت له الثراء والنعيم وأهلته للنشاط الزراعي الكبيرحتى في أيام الحصار الظالم حيث كانت أرباحه وفيرة جداً من زراعته للحبوب في مناطق شتى من الوطن .إن النظرة البعثية للأمور تسمح له و لغيره بأن يطلب هكذا طلبات كما كانت هذه النظرة (البعثية) تسمح للدولة العراقية بأن تمنح الموظف راتباً لا يتجاوز 10 دولارات أو أقل بينما تمنح الطالب العربي الذي يدرس في العراق 200 دولار متناسين أن هذا المبلغ لا يفي بأجور المواصلات لعائلة العراقي المسكين ناهيك عن بقية الإلتزامات الضرورية الأخرى وهذين الرقمين يعرفهما جميع العراقيين ولا للمبالغة فيهما أي مكان مطلقاً . وكلامي عن مواقف هذا الرجل ليست من باب التجني أو التشهير أو ما إلى ذلك لأنها واضحة جلية ومعلنة بلسانه شخصياً حيث صرح لقناة الجزيرة الفضائية المعروفة بإنتمائها من القاهرة بتاريخ 20/10/2007 بدعوته لتأييد المجلس السياسي للمقاومة العراقية والذي كان يضم آنذاك:
1- الجيش الإسلامي 2- جيش المجاهدين 3- جيش الفاتحين 4- الهيئة الشرعية لأنصار السنة 5- حركة حماس العراق 6- الجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية ..
لقد ثبُت رسمياً إنتماء تلك المنظمات والجيوش الى عراب الإرهاب الرئيسي تنظيم القاعدة . أو على أقل تقدير مولاتها له وإستلام التمويل من جهات لا تريد الخير للوطن المبتلي بهم وبأمثالهم . إذن ماذاننتظر من قناعات كهذه ؟؟ وأخيراً يحضرني بيت شعرِ حديث للكبير محمد مفتاح الفيتوري من قصيدةٍ تخص نكسة حزيران 1967ألقاها في مهرجان المربد الشعري الأول في البصرة .

لم نخسر الحرب ولكن سقطت عن وجوههم الأقنعة .

11/12/2008 البصرة

 

free web counter